لا يزال التورّط السوري في لبنان على حاله، لجهة التدخلات السياسية والأمنيةّ، وفرض إيقاعه على الأحزاب والسياسيين، الذين يدورون في فلكه. وآخر هذه التدخلات وصلت، بحسب مصادر عليمة ل “جنوبية”، إلى حد “إعادة تشغيل النظام السوري خلاياه المُخابراتية بإدارة السفارة السورية في لبنان، وبقيادة مُباشرة من السفير علي عبد الكريم، علي الذي ينشط بكامل “قواه التجسّسيّة” بلقاءات متتالية يعقدها مع مجموعات مُنظّمة، من النازحين السوريين في لبنان، هدفها تجميع أكبر قدر من المعلومات والبيانات المتعلقة بشخصيات مُحددة”.
إقرأ أيضاً: مجلس (حزب الله)الشيعي الأعلى.. «ينقلب» على الإمام الصدر!
في السياق، تكشف مصادر أمنيّة بارزة ل”جنوبيّة” أن “السفير السوري المُتربّع على عرش غرفة العمليات الأمنية ـ المُخابراتية داخل السفارة السورية، يعقد اجتماعات مع مجموعات أمنيّة مُنظّمة من النازحين السوريين، تحت إسم “مسؤولون اللجان في لبنان” في مقرّ السفارة السورية، حيث يطلب منهم تكثيف نشاطاتهم الأمنية والتقارير الإسبوعية، كمّاً ومضموناً، كُلّ بحسب مكان سكنه وعمله”.
وتلفت المصادر عينها، إلى أن السفير السوري يُطلب من هؤلاء الناشطين السوريين في المجال الإستخباراتي، التابعين للنظام، التردّد بشكل دائم على مكاتب ومراكز الأحزاب الحليفة لسوريا في لبنان، وعرض خدماتهم ومساعداتهم عليهم بالمجان، والمُبادرة إلى تسجيل أسمائهم وأرقام هواتفهم لدى هذه المراكز وذلك لاستدعائهم عند الحاجة إليهم”.
وتكشف المصادر، “أن السفارة السورية تطلب من عدد من هؤلاء النازحين، القريبين من النظام، وبشكل خاص حُرّاس المباني (النواطير) خصوصاً ضمن المناطق المسيحيّة، تزويدها بكافة بيانات سُكّان هذه المباني ونوعية عملهم وأرقام هواتفهم ونوعيّة الزوّار واللقاءات التي تُعقد في منازلهم، وخصوصاً السياسيين المُعارضين للنظام السوري”.
وبرأي المصادر، أن كُل هذه الأمور “سوف تظهر بشكل كبير وعلني، عند أول مُفترق خطير يحصل في لبنان، ويستدعي تحركاُ أمنياً عند الحاجة و”غب الطلب”، حيث سيُكشف حجم تفاعل جميع هؤلاء المُخبرين لدى النظام السوري، مع الخطوات او التوجّهات التي ستتخذها الأحزاب الحليفة لسوريا”.