
ما يثير الغضب والأسى ان حزب الله، ما زال لا يراعي مشاعر غالبية اللبنانيين الذين يكنون الودّ للدول العربية الخليجية الشقيقة، بسبب علاقتها التاريخية العميقة مع لبنان، وكذلك لا يراعي الحزب مصلحة المغتربين في تلك الدول، وهم شريحة معتبرة باتت تعتبر بمثابة شريان الحياة الوحيد لآلاف الأسر التي وقعت ضحية الانهيار الاقتصادي، الذي بدأ قبل عامين وادى الى الانهيار المالي وتدني المستوى المعيشي للمواطنين.
رغم تحذير وزير الداخلية قام صفي الدين في الذكرى بهجوم على المملكة العربية السعودية
ذكرى اعدام الشيخ النمر السعودي، التي احياها حزب الله بالطريقة التي قام بإحيائها بها هذا العام باسلوب هجومي، حيث حشد فيها الرموز المعارضة للنظام السعودي في قلب ضاحية بيروت الجنوبية، في موقف بدا وكأنه استفزاز لمواقف الحكومة اللبنانية، التي تعمل ليل نهار لترميم ما أفسدته مواقف الوزير الممانع المستقيل جورج قرداحي تجاه المملكة.
حزب الله يتحدى الدولة
فبعد إعلان وزير الداخلية اللبنانية بسام مولوي، قبل بدأ ذكرى الشيخ نمر باقر النمر السنوية السادسة عن إصدار التعليمات الحكومية اللازمة التي تقضي بعدم التعرض في الذكرى للمملكة العربية السعودية، تحت طائلة تطبيق القوانين، قام رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، في الذكرى بهجوم صاعق على المملكة العربية السعودية والنظام السعودي داعياً إلى مواجهة ما أسماه: ” هيمنة وتدخلاً وأذية لشعوب وأوطان هذه المنطقة ” تقوم بها الأسرة الحاكمة في المملكة”، حسب تعبيره .
حزب الله ما زال لا يراعي مشاعر غالبية اللبنانيين الذين يكنون الودّ للدول الخليجية بسبب علاقتها التاريخية مع لبنان
ولم يُغفل صفي الدين عن التطرق لحرب اليمن، في مزيد من إقحام للبنان واللبنانيين، في ملفات المنطقة الساخنة التي لا قدرة للبنان ولا للبنانيين على التأثير في مجرياتها، بل سينعكس هذا التدخل على مزيد من القطيعة العربية للدولة اللبنانية، التي هي بأمس الحاجة لمن يمد لها يد العون للصمود، في وجه الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي تعصف بالبلاد ..
وقد واجهت كلمة صفي الدين نقداً واسعاً في الشارع عندما عرَّج على القضية الفلسطينية بالقول: ” وخبزنا اليومي الدفاع عن القضية الفلسطينية ” حيث تساءل المواطنون بسخرية : ” هل قصد السيد صفي الدين ربطة الخبز التي سعرها 12 ألف ليرة لبنانية بالحجم العائلي أو الربطة التي سعرها 10 آلآف ليرة لبنانية بعد ارتفاع الأسعار الأخير”.!!
فهل ستتحرك الداخلية باتجاه محاسبة السيد صفي الدين على تصريحاته بالأمس، أم ستبقى الأمور رهينة الفلتان وفوضى التصريحات في هذا الظرف الحساس من مسار الأزمة اللبنانية؟!