شيا «تُحاصر» حزب الله على «تُخوم الضاحية» ..وملامح تسوية حكومية-قضائية بين «الثنائي» وباسيل!

السفيرة الاميركية دوروثي شيا
واشنطن وفي موازاة التقدم الحاصل في مفاوضات فيينا النووية مع طهران، تستمر بالضغط السياسي والاعلامي والاقتصادي وبالعقوبات على "حزب الله" وحلفائه في لبنان والخارج.

وبعد اللقاء المصرفي المنعقد عن بُعد وجمع وكيل وزارة الخزانة الأميركية للإرهاب والاستخبارات المالية، بريان نيلسون، بمجلس إدارة جمعية المصارف في لبنان، قبل أيام، والذي يهدف الى محاصرة “حزب الله” وحلفائه المتهمين بالفساد وتبييض الاموال لمصلحته، أطلت السفيرة الأميركية في لبنان، دوروثي شيا، مرة ثانية خلال اسبوعين من على “تخوم الضاحية” لتوجه الرسائل الى حارة حريك.

حيث اعلنت في مقطع فيديو نشره حساب السفارة الأميركية عبر تويتر من أمام مطار بيروت عن وصول لقاحات مضادة لفايروس «كورونا» إلى بيروت من الولايات المتحدة الأميركية، الأمر الذي أثار اهتمام المراقبين حول طبيعة الحركة المتمادية باتجاه مناطق نفوذ حزب الله، إذ بعد زيارة مقر المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، واللقاء مع نائب الرئيس الشيخ علي الخطيب، حطت أمس، من باب المساعدات الصحية، ولقاح كورونا للبنانيين.

هناك من يربط قرار المجلس الدستوري بـ”الصفقة” التي يمكن أن “تركب” في اللحظة الأخيرة بين الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر

وفي رد سريع من “حزب الله”  شدد الشيخ نبيل قاووق عضو المجلس المركزي في حزب الله، من بنت جبيل، على ان «معركتنا الانتخابية مع السفارات لا مع الأدوات، وأن أميركا وأدواتها في المنطقة ولبنان، يريدون ويعملون على استمرار الأزمة واستغلال أوجاع اللبنانيين لتحقيق مكاسب سياسية».

صفقة بين “التيار” و”الثنائي”؟

وفي قضية انفجار المرفأ والمحقق العدلي القاضي طارق البيطار، تلمح مصادر نيابية لـ”جنوبية” الى وجود رائحة صفقة او تسوية، أحد اطرافها التيار الوطني الحر، على حساب القاضي بيطار.

وتقول المصادر ان “بيان التيار أمس أوحى بذلك، فيما التيار ينفي ذلك، وتبقى الكلمة الفصل للأيام الآتية”.

وتشير الى ان هناك من يربط قرار المجلس الدستوري بـ”الصفقة” التي يمكن أن “تركب” في اللحظة الأخيرة بين الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر.

إقرأ أيضاً: عون يلوح بجلسة حكومية و«الثنائي» يَهز «العصا» ..و«قصف ثقيل» بين البرتقالي والأخضر!

وفي المعلومات أن حزب الله وحركة أمل قد يقبلان بتأجيل الانتخابات الى ايار، وبالدائرة السادسة عشرة للمنتشرين، اذا وافق باسيل ومعه التيار على تأمين التغطية المسيحية لجلسة لمجلس النواب يتم فيها إقرار تشكيل لجنة تحقيق برلمانية. وهذ الأمر يؤدي حكما الى ضرب مسار التحقيق العدلي في الصميم وتكبيل يدي القاضي طارق البيطار.

“الابعاد الخمسة” لزيارة غوتيريش!

 ووصل بيروت امس الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان أنطونيو غوتيريش، والمحطة الأولى كانت في قصر بعبدا، حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، على أن تتبعها غدا محطات أخرى، أبرزها في عين التينة والسراي.

 من حيث الشكل، الزيارة تأكيد جديد للأهمية التي يوليها المجتمع الدولي للوضع في لبنان، في ظل استمرار الانهيار. أما في المضمون، فالبحث تمحور حول خمسة عناوين:

 العنوان الاول، الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتدهورة، حيث سمع الامين العام تأكيدا من رئيس الجمهورية بأن العمل جار على تجاوزها، ولو تدريجيا، من خلال وضع خطة التعافي الاقتصادي لعرضها على صندوق النقد الدولي والتفاوض بشأنها، بالتزامن مع إصلاحات متعددة في المجالات الاقتصادية والمالية والإدارية، الى جانب التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان.

للمرة الثانية خلال اسبوعين تحط السفيرة الأميركية دوروثي شيا على “تخوم الضاحية” لتوجه الرسائل الى حارة حريك

 العنوان الثاني، الانتخابات النيابية، التي ستوفر لها كل الأسباب كي تكون شفافة ونزيهة وتعكس الإرادة الحقيقية للبنانيين مع الترحيب باي دور للأمم المتحدة في متابعتها بالتنسيق مع السلطات اللبنانية المختصة.

 العنوان الثالث، النزوح السوري، حيث أكد الرئيس عون للأمين العام ضرورة ايجاد مقاربة جديدة، فهذه الأزمة المستمرة والمتصاعدة منذ أكثر من عشر سنوات، مع ما تشكله على لبنان من أعباء ضخمة خاصة في ظل الظروف الحالية، تتطلب أن يسارع المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته وتشجيع العودة الآمنة للنازحين الى قراهم ووطنهم.

 العنوان الرابع، الوضع على الحدود الجنوبية، حيث أكد الجانب اللبناني التزام تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته والحفاظ على الاستقرار القائم، مع الاشارة الى استمرار الانتهاكات الإسرائيلية والتشديد على تمسك لبنان بممارسة سيادته على كامل أراضيه.

 أما العنوان الخامس، فملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وحقوقه الكاملة في استثمار ثرواته الطبيعية لا سيما منها في حقلي الغاز والنفط، والاستعداد الدائم لمتابعة المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية.

 هل من ترجمة عملية للزيارة؟ من المبكر المسارعة إلى اي استنتاج، في انتظار ما تحمله الايام والاسابيع المقبلة من تطورات، خصوصا في ضوء تأكيد أكثر من طرف أن جوهر المشكلة اللبنانية الراهنة داخلي بامتياز.

السابق
«منصات الدولار موجودة في تركيا».. هذا ما كشفه وزير الاقتصاد
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الإثنين في 20 كانون الأول 2021