في رثاء الجواهري: قامة نقشها الضوء

السيد محمد حسن الامين

في عام 1997 توفي الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري، فنظّم تكريم كبير له في قاعة عصام فارس في الجامعة الأميركية تكلّم فيه عدد من كبار أهل الأدب والشعر في العالم العربي هم: سعيد عقل وعبد الوهاب البياتي والعلامة السيد محمد حسن الأمين والأدباء محمود أمين وحنا مينا ومحمد دكروب. وكانت كلمة الختام للأديب حبيب صادق باسم المجلس الثقافي للبنان الجنوبي.

اقرأ أيضاً: الشعر هو الحب الممزوج بمتعة الدهشة والمفاجأة

وهذه قصيدة العلامة الراحل السيد محمد حسن الامين في تأبين الجواهري، التي علّق عليها معجبا سعيد عقل، فتوجه للسيد، بالقول: «لا يقول هذا الشعر سوى مبدع..(يقصد البيت: والمبدعون مناياهم تضاعفهم…)، الآن سأموت وأنا مطمئن ان هناك من سيكون جديرا برثائي!».

المبدعون مناياهم تضاعفهم فكلما قلّ من أعمارهم كثروا

وهذه الأبيات الأولى من قصيدة الرثاءالطويلة التي القاها العلامة الراحل السيد محمد حسن الامين في حفل تكريم الشاعر الجواهري:

يلح منك على أعماقنا الشرر             وأنت خلف المدى بالصمت مدّثر

بالغربة اكتنزت ناراً وغلغل في                  أبعادها منك عصف الريح والمطر

والجمر بعض سجاياك التي انطفأت   في الريح فاشتعل القبر الذي حفروا

ولملموك رماداً… فوق كل يد            مستك مسّ من التاج الذي ضفروا

***

الموت ليس انحناء.. إنه سفر            أبهى.. وبرق وراء العمر مدخّر

الموت موجة سحر.. وارتحال دم       في دهشة.. ومدى بالحلم يبتكر

وقامة لك راح الضوء ينقشها           فوق الخلود.. فيجلوها وينكسر

كذا إذا انحسر العمر ابتدأت كما         لو أنه حين يخبو يبدأ العمر

والمبدعون مناياهم تضاعفهم            فكلما قلّ من أعمارهم كثروا

وكلما مال نجم العمر وانحدرت         عن قوسه وردة الحلم التي حصروا

تسرّبوا من شقوق الأرض واطّردوا   فيها.. فهم غبروا عنها وما غبروا

(هذه المادة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 179 ربيع 2021)

السابق
الأمطار عائدة.. كيف سيكون طقس الأيام المقبلة؟
التالي
الدولار «طبش» الـ 24 الفاً.. ارتفاع غير مسبوق في السوق السوداء!