
ما تزال حوزة النجف الأشرف تعاني كما سائر حوزات الشيعة من السيطرة الحزبية على إدارتها وقراراتها، التي تتحكم بقرار قبول ورفض طلاب العلم الديني الحوزوي فيها، على أساس الانتماء الحزبي والسياسي لا على أساس الكفاءة العلمية والقابليات الذهنية والإمكانات الفكرية، وذلك في إطار مشروع المنطقة للتحكم بالقرار الديني، وتحويل التشيع إلى التشيع السياسي طبق سياسة الأهواء، التي ترعاه الأحزاب والتنظيمات التي شتتت الحوزة بحيث لم تعد تنتج مجتهدين منذ عقود.
لجان قبول اللبنانيين في حوزات النجف الدينية تنتقي الطلاب المقربين حسب انتمائهم الحزبي
ومن هذا المنطلق قامت جهة حزبية لبنانية، بزرع بعض الأفراد في لجان القبول والرفض، في حوزة النجف الأشرف ليقوموا بفرز الطلاب على أساس البيعة الحزبية، فمن كان في خطّ وتيارهذا الحزب وتنظيمه السياسي يُقبل بسهولة، ومن كان في خارج هذه الخط يُرفض ويُضيق عليه.
إقرأ أيضاً: المزارات العاملية ومدلولاتها الحضارية والدينية
وقد وجه بعض الطلاب من النجف الأشرف سؤالاً للعلامة الدكتور الشيخ إبراهيم العاملي الداعية الإسلامي في العالم، والمدرس لمراحل الحوزة المتنوعة في حوزة لبنان،بهذا الخصوص جاء فيه”: نحن مجموعة من طلاب العلم الديني اللبنانيين في جبل عامل، ونود الانتقال للدراسة في الحوزة العلمية في النجف الأشرف .. فما رأي سماحتكم بوثاقة اللجنة اللبنانية المسؤولة عن توثيق وقبول الطلبة اللبنانيين في إدارة الحوزة العلمية في النجف الأشرف .. أفتونا مأجورين؟،
ومن جهته أجاب الشيخ العاملي” ليس في أعضاء اللجنة المذكورة من يُطمئن بدينه لما بلغنا من طريق العدول من تنكيلهم بمجموعة من الطلبة اللبنانيين الأتقياء الورعين الفضلاء ، وعليه فأعضاء اللجنة المذكورة ليسوا ثقات .. والله العالم”.
