هذا ما جناه «حزب الله»!

حزب الله جنوب لبنان

منذ الإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، وحزب الله المنتشي بنصر كل اللبنانيين، يهدر الفرص الواحدة تلو الأخرى، ويفوت على الجمهورية عن قصد أو عن عدم قدرة او دراية،  الإفادة من اي منها لجعل البلد بمأمن ومستقر، و يرسم لنفسه وظيفة، يستفيد من تعثر الدول الأخرى المجاورة له، وتلك المنخرطة بالكامل في صراعات إقليمية لن توصلها أقلها على المدى المنظور إلى نتيجة، سوى تأخرها عن ركب التطور والازدهار  وتسهم في استمرار عجزها. وحدها دولة العدو للأسف استطاعت إلى حد ما، اقلها بشكل افضل من غيرها  بكثير، ان توازن بين الحرب والنمو.

إقرأ ايضاً: قانصو لـ«جنوبية» عن تداعيات الأزمة الخليجية: لبنان مهدّد بخسارة أكثر من١٠ ملايين دولار يوميا!


 حزب الله لم يسع إلى الإجماع على أفعاله، ولم يحصل على تفويض من اللبنانيين  إلا عندما قرر او تقرر له، أن  يتصدر المقاومة ضد الاحتلال، و على الرغم من حصر هذا الفعل به أو إحتكاره، إلا أن لبنان حقق نتيجة مشرفة استعاد بها الجزء الأكبر من أرضه.

كل المحطات والأحداث التي تلت تلك اللحظة كانت كارثية، وساهم بها جميع المسؤولين. التضحية برئيس الحكومة في العام ٢٠٠٥ كانت بداية الإنزلاق نحو المجهول، حرب ٢٠٠٦ استشهد على إثرها أكثر من ١٢٠٠ شخص، استقالت من بعدها الحلفاء بقيادة حزب الله من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، ليتبعها بعد ذلك، وفي ذات العام إغتيال معارض سوريا ووجودها بيار الجميل وآخرين، ومن ثم يقتل الشهيد وسام عيد في العام ٢٠٠٨، لندخل سريعاً في غزوة ايار، في مناطق تسكنها غالبية مسلمة، بعد كشف شبكة الاتصالات العائدة للحزب والكاميرات التي ركبت حينها على طريق المطار. اتفاق قطر لم يصمد طويلا، ففي العام ٢٠١١ تمت الإطاحة بأول حكومة يرأسها سعد الحريري، نتيجة توتر بشأن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، التي خلصت إلى نتيجة، وفيها ان من نفذ مهمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري هو سليم عياش، المنخرط في صفوف حزب الله الموالي لإيران، في العام ٢٠١٢ انتشر مقاتلو حزب الله في سوريا، لمساعدة النظام السوري على إخماد تمرد ضد بشار الأسد، في ذات العام أودى انفجار سيارة ملغومة بحياة المسؤول الأمني الكبير وسام الحسن، كانت وحدة من جهاز المعلومات التي كان يقودها، قد اعتقلت على أثر الاغتيال ميشال سماحة الموالي لسوريا، في العام ٢٠١٦ تم انتخاب ميشال عون (الرئيس ١٣) رئيسا للجمهورية، بإيعاز من حزب الله الأقوى على الساحة الداخلية والذي استفاد بذكائه (بالقياس الى عجز الآخرين) من لحظة إقليمية وأتى به رئيسا حليفا له في الجمهورية، لتصل العلاقة لاحقاً بين الرئيس سعد الحريري والمملكة السعودية في العام ٢٠١٧ إلى أسوأ مستوياتها، جراء عجزه عن مواجهة مخططات أعدائها الأقليميين، واتهمته بمحاباتهم واجبرته حينها بالغصب، على الاستقالة من رئاسة الحكومة  من الرياض وهو ما عرف لاحقا بالإحتجاز. لنصل إلى جريمتيين متتاليتين ارتكبتا بحق اللبنانيين، أولهما كان تبخر أموالهم اذا صح التعبير، أو بشكل أدق سرقتها و هدرها من قبل عصابة فاسدة من السياسيين الحاكمين، المسيطرين على كل مفاصل الدولة و مؤسساتها، واتهام حزب الله بالهمس والعلن بحمايتها وبمنع المحاكمة عنها بشتى الطرق، أُلحقت بكارثة كبرى أودت بحياة المئات وشردت الألاف ودمرت الكثير، وكان أثرها واضح على ملايين اللبنانيين تمثلت بإنفجار الرابع من آب في مرفأ بيروت. 

كثيرة هي الأحداث التي وقعت وكان حزب الله مشاركا او مساهما او متورط فيها، أو ساكت عنها مع آخرين متواطئين، وكثيرة جدا هي الفرص التي خسرها لبنان بسبب هذه العقلية السائدة، التي لم تقدم أي نموذج للهدف المرجو تحققه، جراء هذا الكم من الصراعات والتقاتل الذي حدث منذ ذلك الحين، وأدى إلى الإعلان رسمياً عن الإقتراب من جهنم، تلك العبارة التي بخرت مجازيا ونغصت على المنخرطين في هذه الصراعات، وحرمتهم حتى من فرضية الفوز بالجنة التي وعدوا بها.

٣٦٥ يوم وربع اليوم هي أيام السنة، ومثلها في لبنان يوجد أحداث جهنمية، لا تخرقها ولا إيجابية، تسهم في صناعتها الطبقة السياسية القاصرة التي تدار كقطيع، “يهُش” عليها أحدهم بعصاه كي يأخذها إلى حيث يشاء، وحتما ليس إلى ما تشتهي شعوبها او هي تريد او تتمنى أن تختار.

السابق
جرعة دعم اميركية للحكومة.. ميقاتي يلتقي بلينكن وهذا ما جرى تأكيده!
التالي
البحرين تصعّد وتطلب من مواطنيها في لبنان المغادرة فورًا!