
عقدت جمعية “شؤون جنوبية” أمس الجمعة في 8/10/2021 بصالة لافيتا بمدينة النبطية ندوة حوارية بعنوان: “الجمعيات الأهلية في جنوب لبنان بين إهمال الدولة وهيمنة أحزاب السلطة”، وذلك بحضور عدد من الناشطين الجنوبيين وممثلون عن الأندية والجمعيات.
قدم الندوة الاستاذ علي عيد الذي حمل الدولة واحزاب السلطة المهيمنة، مسؤولية تردي الأوضاع في لبنان وفي الجنوب تحديدا، ولم يكتفوا بذلك بل تصدوا للحراك المدني الذي اشعله الثوار في 17 تشرين قبل عامين، للحفاظ على امتيازاتهم الطائفيه داخل النظام اللبناني، وهم يحاصرون الجمعيات الاهلية المستقلة ويمنعون انتشارها، في حين يفسحون المجال لمناصري احزابهم ان تسيطر وتتمدد في العمل المدني الاجتماعي.
اقرأ أيضًا: افتتاح ندوة شؤون جنوبية في صور حول «واقع الزراعة في الجنوب»
رئيس جمعية “وعي” الاستاذ علي بدر الدين قال ان الضغوطات التي تمارسها احزاب السلطة في الجنوب في سبيل خنق عمل الجمعيات الاهلية المستقلة، وكشف ان الاحزاب في الجنوب تعمد الى خلق جمعيات مؤلفة من مناصرين تابعين لها تقدمها على انها جمعيات مستقلة، هذه الجمعيات تقوم بنشاطات انمائية تدعمها البلديات وتمولها جهات مانحة محلية وأجنبية.
وبمداخلة سمت الأشياء بأسمائها ايضا، اوضح الناشط حسين عزالدين عمل الجمعيات الاهلية التابعة للسلطة في منطقة صور التي تستحوذ على المساعدات من القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان اضافة الى مساعدات من الدولة اللبنانية عن طريق وزارة الشؤون الاجتماعية وغيرها.

الاستاذ مصطفى اسماعيل استعرض في كلمة له، تاريخ العمل الاجتماعي والثقافي والنقابي في العصر الذهبي لقوى التغيير في سبعينات وثمانينات القرن الماضي التي نجحت في تغيير الاحداث ورفع مستوى الوعي العام في الجنوب، وقارن بينها وبين ما يجري حاليا من هيمنة واستحواذ لقوى السلطة على هيئات المجتمع المدني.
القيادي اليساري التاريخي ورئيس بلدية النبطية الفوقا السابق الاستاذ أسد غندور أسف في مداخلة له لواقع حال الجمعيات الاهلية في الجنوب، مبديا اعتقاده ان العمل التطوعي المدني تأثر سلبا بالأفكار الغريبة القادمة من خارج سياق هذا العمل، وانه لا بد من عودة روح تحمل المسؤولية والمناقبية للناشطين المدنيين التي كانت سابقا، بعيدا عن الدعايات واشكال الدعم الخارجي غير الوطني، لأهداف ليس لها علاقة بالحريات والديموقراطية.