
تفاجأ اللبنانيون اول من أمس بهجوم النائب عن حزب الله حسن فضل الله على اميركا واتهامه للدولة العظمى انها تحاول تسييس القضاء في لبنان، وذلك اثر دعوة “عدد من النواب في مجلس الشيوخ الأميركي الحكومة اللبنانية إلى الحفاظ على سلامة القضاة، الذين يتولون التحقيق في الانفجار المروّع الذي هز مرفأ بيروت في الرابع من آب العام الماضي”.
اقرأ أيضاً: لبنان بين الضغط الفرنسي والنفوذ الإيراني والوضوح السعودي
وأبدى البيان قلقه من “دور حزب الله في الدفع بقرار تعليق هذا التحقيق الحساس”. كما شدد على نزاهة المحقق العدلي الناظر في ملف التفجير، القاضي طارق البيطار، معتبراً أنه قاضٍ محترم، خدم بلاده لأكثر من عقد.
ماذا يريد حزب الله؟
مصدر اعلامي سياسي متابع رصد الهجمات الاعلامية الخطيرة، التي قادها مناصرو حزب الله على مواقع التواصل ضد القاضي البيطار، واتهامه بالعمالة للسفارة الاميركية منذ الزيارة الشهيرة قبل اسبوعين، للمسؤول الأمني في حزب الله وفيق صفا الى العدلية، وما نقله من رسالة تهديد الى للقاضي، فحواها ان الحزب غاضب بسبب سير التحقيقات التي يجريها في قضية تفجير مرفأ بيروت.
وقال هذا المصدر ل”جنوبية”،ماذا يريد حزب الله؟ هل يريد عكس بيان اعضاء الكونغرس، ويعني هذا ان دم القاضي يجب ان يكون مباحا، والتحقيق في انفجار المرفأ يجب ان يُطمس، ويكون مهيمنا عليه من الطرف الاقوى في البلاد، كي نقاوم التدخل الاميركي المزعوم”؟!
وأردف المصدر شارحا “مأزق حزب الله انه يستجدي التدخل الاميركي، كي يشرع هيمنته على لبنان، وذلك بعد ان اصبحت ورقتي لبنان وسوريا عبئا على الحزب وايران ومحورها الممانع، بسبب صدور قانون قيصر الذي يحاصر نظام الأسد، انقطاع التمويل العربي والغربي عن بلاد الأرز”.
تحرير الدولة من اميركا!
وفي سياق متصل، استكمل رئيس الهيئة التنفيذية في حزب الله السيد هاشم صفي الدين هجومه على اميركا، للتعمية على هيمنة حزبه وباقي أحزاب الطوائف على البلد والتسبب بإفلاسه، فقال إن “الأميركان يؤثّرون في لبنان أمنياً وسياسياً ومالياً واقتصادياً، وهم أقوياء في الدولة اللبنانية، ولديهم الكثير داخلها”، مضيفاً: “حتى الآن لم نخض معركة إخراج الولايات المتحدة الأميركية من أجهزة الدولة، ولكن إذا جاء اليوم المناسب وخضنا هذه المعركة، فسيشاهد اللبنانيون شيئاً آخر”. وأوضح، “لم نخض هذه المعركة لأننا نعرف ما هي قدرة تحمّل لبنان، فأميركا عدوّ لا يقل عداوة عن إسرائيل”.
كلام صفي الدين يخشى منه، بحسب مراقبين، ان يكون هدفه تطويع ما تبقى من ألوية مستقلة في الجيش اللبناني، اضافة لفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي وغيرها من الاقسام المدنية والعسكرية، غير خاضعة كليا لسطوة الحزب، وذلك ردّا على المساعدات النقدية والعينية التي تقدمها اميركا وحلفائها في “الناتو” للجيش اللبناني، من اجل إعانة المؤسسة العسكرية ومنعها من الانهيار، في خضم الازمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها لبنان، مع تأكيد المراقبين، ان الحزب يستشعر خطرا كبيرا في هذه المرحلة على استقرار وجوده في المنطقة، بسبب الحصار الاميركي والعربي غير المسبوق الذي يتعرّض له ومطالبة واشنطن الحثيثة لطهران بالانسحاب ومليشياتها من سوريا، وربط حصر نفوذ اذرعتها بالتقدم بالملف النووي، وكذلك اصرار المجتمع الدولي كذلك على تطبيق قراري 1701 و 1559 الدوليين، اللذين يمنعان وجود قوى مسلحة خارج اطار الجيش والقوى الامنية اللبنانية.