ما بين سعر الكيلوواط 3.500 ليرة من الدولة وسعر الكيلوواط 4.200 ليرة، ومغادرة البواخر واهتراء ما تبقى من معامل انتاج الكهرباء، تنطلق رصاصة العتمة لتشمل خيار الظلام. السلطة تفرض خيار الظلمة على الناس. كثيرون سيوقفون الاشتراك في موتورات الأحياء بعد عدم توفر “كهربا الدوله”! ووقف الاشتراك يعني وقف الانارة ووقف الانترنت، ووقف التعليم أونلاين ووقف الواتساب، ووقف المياه الساخنة ووقف التدفئة والتبريد ومشاكل جمة في حفظ الطعام.. أي التوقف عن قسم كبير من الحياة. وتبعات ذلك موت بطيء للكثيرين من الناس، من العجائز والأطفال أولاً وانهيار نفسي لحالة يستحيل الخروج منها.
اقرأ أيضا: وجيه قانصو يكتب لـ«جنوبية»: الدولة العربية.. جسد بلا روح وعضلات بلا عقل
كما فُرض على اللبناني أن “يترجى” السلطة الخبيثة، لرفع الدعم عن البنزين حتى تتوقف “طوابير الذل”، وهذا بعد التقاتل على الزيت والسكر والأرز.. واللبناني يصرخ أوقفوا المساعدة التي استعملتموها لتجعلوا مني ذليلاً، فأصبحت وقف المساعدات للفقراء مطلباً وطنياً للفقراء قبل الاغنياء. هذا النجاح الأسطوري للعقل التخريبي لأهل السلطة، لا يضاهيه أي ابتكار تخريبي في العالم. وبالنتيجة، الناس لم تعد قادرة على تعبئة البنزين! و”السرفيس ب 20.000 “. أصبح السجن الاختياري “مفروضاً” على القسم الأكبر من اللبنانيين بتقييد حركتهم، فالبقاء في المنزل هو حد من الأضرار. فعدم الحركة وإن لم يكن بركة فهو على الأقل يجنب “الزركة”.
ترفع المستشفيات من تسعيرتها، ويبدأ الاستشفاء بالانحسار لأمور الطوارىء. أما الموت لعدم توفر القدرة على تأمين المبالغ من صناديق الضمان والتأمين فهو سيدخل حيز التنفيذ قريباً!
المدارس من جهتها، بدأت تفقد الكثير الكثير من طاقاتها. فالكثير من الأهالي لن يكون بمقدوره دفع الأقساط، ولا على تأمين اللوازم المدرسية، على الرغم من انطلاق العام الدراسي. فالمؤشرات تدل على استحالة اتمام العام الدراسي المدرسي أو حتى الجامعي (أو حتى انطلاق التعليم الجامعي) في الظروف الحالية. والكثير من الأساتذة يفضل البقاء في المنزل لعدم توفر قدرات التنقل، الذي أصبح عملية انتحارية، في ظل التراجع الرهيب لقيمة الأجور ولقدرتها الشرائية. ومن الأرجح أن الاساتذة سيكونون أول ضحايا الانهيار الاقتصادي، وبخاصة المتعاقدين منهم وأساتذة التعليم الخاص، الذين يخضعون لديكتاتوريات أن أبواب المدرسة مشرعة “ليللي مش عاجبو”!
الوعود الحكومية الكاذبة، والتكاذب في التعهدات لصندوق النقد الدولي، قد تؤدي الى دخول قليل من المليارات، ستكون وجهتها حسابات المسؤولين في المصارف الخارجية..كالعادة، أما السؤال بعد سقوط الأساتذة: من التالي؟!