هذه الدعوة تدل على امر واحد وهو محاولة التخفيف من الخبر وعدم الاضاءة عليه تمهيداً للتراجع التكتيكي عن البواخر و”طمس” معالم هذا العرض المكلف مادياً وشعبياً وسياسياً على “حزب الله”.
وتشير مصادر مطلعة لـ”جنوبية” الى ان ملف البواخر اعاد الى الواجهة هيمنة “حزب الله” على الدولة والامساك بمفاصلها حيث لم يمر كل موضوع المحروقات منذ اللحظة للاعلان على لسان نصرالله في اكثر من مناسبة وآخرها اعلانه في عاشوراء عن وصول اول باخرة.
كما تلفت الى ان تركيبة “حزب الله” وفلسفته تقوم على التلطي وراء الدولة والادعاء ان ليس له “دخلة” وما “خصنا” ولتقم الدولة بواجباتها. فكان له الغُنم وعلى الدولة الغُرم.
ملف البواخر اعاد الى الواجهة هيمنة “حزب الله” على الدولة والامساك بمفاصلها حيث لم تستشر الدولة في اي تفصيل متعلق بها!
اما الآن وبعد تصديه للازمة الاقتصادية والنفطية وبعد امساكه بالقرار الامني والعسكري والسياسي عبر الحكومات، تورط “حزب الله” في الملف النفطي وهو “قميص وسخ” ومكلف كما يتردد في اوساطه ويفتح “منابشاً” و”ابواباً مغلقة” فماذا يفعل مع المناطق المسيحية والسنية والمخيمات؟
وكيف سيقبض ثمن المازت والبنزين وعلى اساس انه “هبة” او اشتراه رجال اعمال شيعة، ومن ثم سيتحمل هو جزء من الكلفة؟
الارباك هو سيد الموقف داخل الحكومة وحاول “حزب الله” التخفيف منه عبر دعوة نصرالله الى منع الاحتفالات بوصول الصهاريج الى بعلبك!
وبالتالي فتح “حزب الله” باباً لن يغلق، وهو التبرير لكل حزب وطائفة، ان تكون لها فيدرالية غذائية ومحروقات ودواء وحتى سلاح وان تقفز فوق الدولة. فهو لم يأخذ ترخيصاً ومرر نفطاً غير مجمرك وبالتهريب من لبنان الى سوريا. ولم تستفد الدولة من قرش واحد ولا من ليتر واحد من المازوت.
وصول الصهاريج
واليوم دخلت الصهاريج التي تحمل المازوت الإيراني إلى منطقة بعلبك الهرمل آتية من سوريا بانتظار توزيعها عبر آلية أعلنها الحزب.
والتزمت بلدات بعلبك الهرمل بتمنيات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعدم التجمع شعبياً لاستقبال الصهاريج. وعوضاً عن ذلك ارتفعت اللافتات المرحبة والمؤيدة.
والبعض وقف على جوانب الطرقات ورش الورود و الأرز على القافلة.
تركيبة “حزب الله” وفلسفته تقوم على التلطي وراء الدولة والادعاء ان ليس له “دخلة” وما “خصنا” ولتقم الدولة بواجباتها فكان له الغُنم وعلى الدولة الغُرم!
وفي بيان تناقلته وسائل اعلام “الحزب:” ان تنفيذًا لوعد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لأهل الكرامة والعزّ والشرف، بدأت قافلة صهاريح كسر الحصار الأمريكي بالدخول تباعًا الى الأراضي اللبنانية وهي محمّلة بالمازوت الإيراني.
وتضمّ القافلة نحو 20 صهريجًا، كلّ صهريج يحمل نحو 50 ألف ليتر من مادة المازوت”.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لمسلحين يطلقون قذيفة ار بي جي ورشاشات في الهواء احتفالاً بوصول البواخر!
كما ظهرت صور تفيد باصابة قرميد احد المنازل بالقذيفة الصاروخية!
