السفارة السورية في بيروت تستعد لمسرحية الانتخابات.. رهاب نفسي وتهديد بالملاحقة

السفارة السورية لبنان

قبل عشرة أيام من انطلاق عمليات التصويت داخل مناطق النظام السوري لانتخابات رئاسية مزيفة يجريها رأس النظام بشار الأسد مع منافسيَن وهميين لا يحملان أي فرصة في الفوز، كشف رأس النظام عن حملته الانتخابية لعام 2021 والتي تحمل شعار “الأمل بالعمل” وعبر غرافيك بصري متردي وركاكة في صياغة بيان الحملة أو التسويق لها، يبدو أن الأسد لم يكلّف نفسه عناء دفع المبالغ الكبيرة التي صُرفت في عام 2014 على حملة “سوا” كونه وكما يظن يحمل في هذه الانتخابات “شرعية” أكبر بعد التدخل الروسي والإيراني وإعادة فرض قوات النظام سيطرة زائفة على جزء كبير من التراب السوري بعدما كان المشهد معاكساً في عام 2014.

انتخابات مزيفة

الانتخابات التي تنطلق في دمشق يوم السادس والعشرين من أيار الجاري تسبقها انتخابات السوريين في الخارج، وأي سوريين طبعاً هم غير المصنفين في لوائح ملاحقة النظام أو اللاجئين والمهجرين قسرياً، بل ممن يتمكن من دخول القنصلية أو السفارة السورية في بلد الاغتراب دون التعرض للمساءلة أو الملاحقة القانونية هذا إذا كان فعلاً مقتنع بجدوى التصويت في الانتخابات الرئاسية.

إلا أنّ النظام حرّك سفاراته القليلة العدد في ظل غياب الشرعية الدولية للأسد، لترهب المواطنين المقيمين في الخارج وتدعوهم للمشاركة بالانتخابات، وهكذا يروي “حازم” وهو طبيب سوري يقيم في بيروت عن دعوة موظف داخل السفارة له قبل أسابيع للتسجيل وحجز دور مسبق للتصويت في الانتخابات عبر موقع السفارة الرسمي.

ويتابع حازم: “أرهبني موظف السفارة وحاول إقناعي بدعوة كافة السوريين الذين أعرفهم في بيروت للتسجيل ضمن موقع السفارة، قائلاً لي أنّ قوائم المسجلين سترسل إلى السلطات في دمشق ويحاسب ممن لم يسجّل على حضور الانتخابات”.

حالة حازم دفعته للقلق فعلاً والتسجيل بالغصب على الموقع خوفاً من التعرض للمساءلة أو التوقيف والتحقيق في حال قرر زيارة سوريا بالمستقبل القريب، على عكس “رائد” عامل سوري في لبنان والذي رفض التوجه للسفارة للتسجيل أو المشاركة في الانتخابات المزيفة رغم تعرض عائلته في ريف العاصمة السورية على أطراف الغوطة الشرقية للمساءلة أكثر من مرة وإرغام أفراد من عائلته وأهل الحي على الخروج في مسيرات مؤيدة للأسد تحت تهديد السلاح والتوقيف والاعتقال.

إقرأ أيضاً: السفارة السورية في لبنان تذُل رعاياها: اعتقالات وضرب وإهانات

ويقول رائد: “النظام يتمكن الآن من ممارسة نفوذه داخل المناطق التي سيطر فيها مع ميليشياته حيث يعيش دور المنتصر ويمنع لأي شخص من التفكير في معارضته” ويتابع: “وعلى ذلك اعتقل النظام مؤخراً ثلاثة من أصدقائي في الحي بسبب رفضهم الحديث أمام وسائل إعلام روسية وموالية عن تحسن الخدمات وعودة الأهالي إلى قرى الغوطة الشرقية”.

تعليمات وإرهاب

السفارة السورية في لبنان بدورها أقدمت على نشر فيديو عبر الصفحة الرسمية في فايسبوك تطلب من المواطنين السوريين المقيمين في لبنان الحضور للسفارة للمشاركة في الانتخابات يوم غد الخميس حيث ستكون الأبواب مفتوحة لتسجيل أصواتهم الانتخابية.

في حين تشكل زيارة السفارة السورية في اليرزة، حالة قلق ورعب لعدد كبير من المقيمين في لبنان بمن في ذلك الشبان مع الكثير من حوادث التوقيف والسوق للتحقيق، فضلاً عن حالة الإرهاب النفسي الذي يمارسها حرس السفارة وتوقيف الشبان بالطوابير والسرقة في تنفيذ المعاملات عبر مبالغ طائلة تقتصها السفارة بشكل يومي وبالدولار حصراً رغم انهيار الليرة اللبنانية وعدم توفر الدولار بين أيدي المقيمين.

السابق
بعد تردي وضعهما الصحي.. دنيا سمير غانم تدعو لوالديها بالشفاء العاجل
التالي
خاص «جنوبية»: عودة عشوائية الى التعليم الحضوري..هل يُحابي وزير التربية المدارس الخاصة؟