في حياته ومماته..سليماني «ينتصر» على «أهل البيت»!

تمثال سليماني الغبيري
ان تصل الامور بمرشد الثورة الاسلامية الايرانية السيد علي الخامنئي الى إنتقاد تصريحات وزير الخارجية محمد جواد ظريف بحق تدخلات قائد فيلق القدس الراحل اللواء قاسم سليماني في العمل السياسي ورسم السياسات الخارجية لايران وظريف، ووصفها بـ"الخطأ الكبير"، فهذا يعني ان ظريف وصل الى حدود ارتكاب "الكبائر".

 وهذه “الكبائر” ليست، الا من باب تكريس “تأليه” الاشخاص و”الصنمية”، التي يعتمدها الفرس ولا تزال عقليتهم تسيطر على ممارسات ايران الاسلامية الحديثة، ولو اتخذت من التشيع وولاية الفقيه منهجاً للحكم والممارسة وقيادة الدولة.

وتقول مصادر متابعة لـ”الشان” الايراني لـ”جنوبية”، ان ما جرى في الايام الماضية خطير للغاية، ويؤكد مدى تصلب وتشبث الفكر المتطرف، او ما يسمى بالمتشدد او صقور ثورة الخميني الاسلامية، برموز يعتبرها انها لها اليد الطولى، في تكريس ايران الاقليمية والدولية، وذات الاذرع والادوار المتعددة في المشرق والمغرب، ومن لبنان الى القوقاز.

وقد يكون سليماني ومن دون الانتقاص من دوره، “الابن المدلل” للمرشد، والصورة التي حاكى بها النظام الايراني “النزعة الفارسية” التمددية لدى الايرانيين. لكنه كان ايضاً الصورة التي رسمتها ايران لـ”البطل الخارق”، والمتواضع وغير الخائف من الموت والذي يظهر على الجبهات في اي وقت واي لحظة لرفع المعنويات. وكما قال امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يوماً  :”حيث يجب ان نكون، سنكون”.

سليماني كان”الابن المدلل” للمرشد والصورة التي حاكى بها النظام الايراني “النزعة الفارسية” التمددية لدى الايرانيين

هذه الصورة لـ”البطل الخارق”، والتي ساعدت في رفع معنويات مقاتلي “حزب الله” والسوريين من الشيعة والدروز ومن الفصائل العراقية والباكستانية والافغانية واليمنية والتي قاتلت في سوريا والعراق تحت راية سليماني والحشد الشعبي والجيش السوري، الا انها تحمل في طياتها “بذور قمع عميقة” لكل صوت اصلاحي داخل النظام الايراني وحتى خارجه.

إقرأ ايضاً: سلامة أمام القضاء الفرنسي: نكايات وفساد..من أين لك هذا؟!

وفي بدايات العام الحالي ومطلع كانون الثاني الماضي ، بالغ “حزب الله” جداً في نشر تماثيل وصور سليماني من البقاع مروراً بالضاحية. ووضع التمثال الشهير لسليماني في ساحة الغبيري وصولاً الى الجنوب والحدود الجنوبية، وقتها خرج الصحافي والكاتب قاسم قصير والمقرب من “حزب الله” وبيئته لينتقد هذه المبالغة في تكبير حجم وهالة سليماني. كما طالب “حزب الله” بالعودة من سوريا والعودة الى لبنانيته، فكُفّر وخُون ورُجم بأقذع الصفات وأُجبر اخيراً على الاعتذار والانكفاء.

ومع ظريف ايضاً، ومع تسريب تسجيل له ويفترض انه سري ولا يجب ان يعمم، فتم اجتزاء مقطع له ينتقد فيه هيمنة الحرس الثوري الايراني على السياسة الداخلية والخارجية لايران وتدخل سليماني في عمل ظريف وتهميشه، فقامت الدنيا ولم تقعد. ولم يبق انتقاد الا ووجه اعلامياً وعلنياً الى ظريف، ناهيك عن انتقاد المرشد لظريف. ووصف كلامه بالخطأ  الكبير حتى وصل الامر الى “مقتل ظريف” الاعلامي ووضع كلامه مقابل يد سليماني المقطوعة، والتي عرضت صورها ابنته زينب وزوجة ابن السيد هاشم صفي الدين، فما كان من ظريف الا ان تراجع واعتذر.

استقالة ظريف

وكان ظريف فجر “قنبلة سياسية” في 25 شباط من العام 2019 عندما استقال من منصبه في منشور على حسابه الشخصي على موقع إنستغرام.

وقالت وسائل إعلام إيرانية وقتها أن الزيارة التي أجراها رئيس النظام السوري، بشار الأسد لطهران، كانت السبب في تقديم وزير الخارجية، محمد جواد ظريف استقالته من منصبه.

“مقتل ظريف” الاعلامي كان بوضع كلامه مقابل يد سليماني المقطوعة والتي عرضت صورها ابنته زينب فما كان من ظريف الا ان تراجع واعتذر

جاء ذلك بحسب، ما ذكره الموقع الإخباري الإيراني “انتخاب”، نقلاً عن تصريحات أدلى بها ظريف لمراسل الموقع؛ إذ قال “بعد الصور التي التُقطت خلال المباحثات لم يعد لجواد ظريف اعتبار في العالم كوزير للخارجية”.

واتت زيارة الاسد المعلنة وقتها منذ اندلاع الأزمة ببلاده قبل نحو 8 سنوات، والتقى كلاً من روحاني، وخامنئي.

وقال ظريف وقتها وبعد يوم من إعلانه الاستقالة: إن الصراع بين الأحزاب والفصائل في إيران له تأثير “السمّ القاتل” على السياسة الخارجية.

ايران “الثورة” والخامنئي عصية على الاصلاح وممنوع ان يكون فيها صوت آخر غير صوت المرشد و”الحرس”

وتشير تصريحات ظريف إلى أنه ربما استقال بسبب ضغوط من عناصر محافظة عارضت دوره في التفاوض على الاتفاق النووي التاريخي مع القوى الكبرى عام 2015. ووقتها ايضاً ضغط خامنئي على ظريف للعودة عن استقالته وهذا ما تم.

وبعد إعتذار ظريف لعائلة سليماني تحت الضغط وآوامر المرشد خامنئي، يكون سليماني “إنتصر” في حياته على كل منتقديه. وايضاً “إنتصرت” يده وصورته بعد موته على كل منتقد واصلاحي.

وليتأكد ان ايران “الثورة” وايران الخامنئي عصية على الاصلاح، وممنوع ان يكون فيها صوت آخر غير، صوت المرشد وصوت الحرس، كما يجري اليوم في “حزب الله”، حيث لا كلمة تعلو على كلمة امينه العام، وكل حالة تمرد او اصلاح تقمع في بيت ابيها!          

السابق
الشيخ حسين شحادة يَرثي العلامة الأمين..بغصون قلبك ناصرت فلسطين
التالي
قاطيشا لـ«جنوبية»: المفاوضات «بيع وشراء داخلية»..و «حزب الله» يملك «البطاقة الحمراء»!