في انجاز جديد للعهد العوني يضاف الى لائحة انجازاته، أصبح لبنان في المرتبة ١٠٧ على سلم الحريات بحسب منظمة مراسلون بلا حدود. علما ان لبنان كان في المرتبة ٩٨/١٨٠ في العام الذي ترأس ميشال عون جمهورية لبنان.
ففي تقريرها السنوي الذي نُشر اليوم الثلاثاء، رسم المؤشر العالمي الجديد لحرية الصحافة الذي تصدره المنظمة، والذي يقيم أوضاع الصحافة في 180 دولة، صورة قاتمة وخلص إلى أن 73 بالمئة من دول العالم تعاني مشكلات خطيرة مع الحريات الإعلامية.
اقرا ايضاً: عدسات الصحافة العالمية تلتقط صوراً مؤلمة للبنانيين.. ثلاجات وبُطون فارغة!
فإذا كان وضع الصحافيين في لبنان (107) قد شكل نموذجاً يُحتذى به في المنطقة على مدى عدة سنوات، فإن الواقع قد تغير بشكل كبير اليوم، حيث أضحت ممارسة النشاط الصحافي بحرية أمراً ينطوي على خطورة شديدة، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بكشف فضائح الفساد. وهو ما تأكد بجلاء في فبراير/شباط، حيث اغتيل الإعلامي والمحلل السياسي لقمان سليم. كما عادت محنة الصحافيين الميدانيين إلى الواجهة مع استئناف مظاهرات الحراك الشعبي، التي كانت قد توقفت خلال فترة حظر التجول بسبب الوباء، حيث سُجلت العديد من الاعتداءات على المراسلين والمصورين، سواء على أيدي متظاهرين أو من قبل عناصر الشرطة. وتفسر كل هذه العوامل سبب تراجع لبنان 5 مراتب في تصنيف 2021، وهو ما يمثل أحد أكبر التراجعات هذا العام. وبالموازاة مع ذلك، أدى تدهور ثقة المواطنين في النخب الحاكمة ووسائل الإعلام التقليدية (المرتبطة غالباً بتيارات سياسية معينة) إلى زيادة الطلب على صحافة حرة ومستقلة من خلال مصادر بديلة. ويمثل هذا التعطش للحصول على معلومات مستقلة إشارة أمل للصحافة في لبنان، لا سيما وأن الوباء جاء ليؤجج وضع الصحافيين، المزري أصلاً بفعل الأزمة السياسية والاقتصادية غير المسبوقة التي يعيشها هذا البلد. فقد اضطرت العديد من المؤسسات الإعلامية إلى تقليص عدد موظفيها، أو حتى الإغلاق في بعض الأحيان، لتنضم بذلك إلى قائمة المنابر الإعلامية التي توقفت عن الصدور أو البث، مثل تلفزيون المستقبل أو جريدة ديلي ستار. وفي خضم ذلك، وجد الصحافييون.
الى ذلك تقول منظمة “مراسلون بلا حدود” إن حرية الصحافة عانت “تدهورًا كبيرًا” منذ انتشار الوباء في جميع أنحاء العالم، وهي معلومة ليست بجديدة على القطاع الإعلامي الذي عانى، فوق أزماته السابقة، أزماتٍ جديدة خلال العام الماضي. لكنّ المنظمة تقدّم أرقاماً وإحصاءات واضحة، تشير إلى مدى احتضار الصحافة تحت وطأة وباء كورونا والقمع والاستبداد.
تشير المنظمة إلى أنّ الدول استخدمت جائحة الفيروس”ذريعة لمنع وصول الصحافيين إلى المعلومات والمصادر والتقارير في هذا المجال”، موضحةً أنّ هذا النمط على وجه التحديد كان سائدا في آسيا والشرق الأوسط وأوروبا. كما أشارت إلى انخفاض ثقة الجمهور في الصحافة نفسها، قائلةً إنّ 59 بالمئة من الأفراد الذين شملهم الاستطلاع في 28 دولة زعموا أن الصحافيين “يحاولون عمداً تضليل الجمهور من خلال الإعلان عن معلومات يعرفون أنها خاطئة”.