رغم جميع المبادرات الداخلية والخارجية، صفر هي علامة التطور على جبهة التأليف الحكومي، وكانت آخر التحركات على خطّه، بحسب معلومات “الجمهورية”، 4 اجتماعات ليلية على مدى يومين إنعقدت على خط “حزب الله” ـ باسيل من جهة وبري ـ الحريري من جهة ثانية، واصطدمت كل الجهود بتفاصيل اظهرت بحسب قول مصادر متابعة لـ”الجمهورية” أن لا أحد يريد تشكيل حكومة، وأن ارتفاع المهر دلالة الى ذلك، وفي حصيلة المفاوضات تبين ان الطرفين وافقا على حكومة تضم 24 وزيرا لكن لم يعد هناك صيغة 8-8-8 إنما 8 لفريق رئيس الجمهوية ومعه الطاشناق والبقية موزعة على القوى السياسية المشاركة في الحكومة مع سقوط نظرية الاحتساب بسبب خلط اوراق التحالفات. كما تبين ايضاً ان باسيل كان يتحدث ويفاوض على 8+2 أي 10 وزراء في حكومة 24، ما يعني انه تجاوز “الثلث المعطل”.
اقرأ أيضاً: عون عن الحريري: «يشمّ الهوا»… ورئيس الجمهورية لا يستقيل!
بدورها، اعتبرت “الانباء الالكترونية” ان مسار تعطيل المبادرات الرامية لإنتاج حكومة يتواصل، وقد كان لمساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل كلام صريح وجّه من خلاله رسالة قاسية للمعطلين بقوله من بعبدا إن “وقت تشكيل حكومة قد حان الآن وليس عرقلة قيامها، والآن هو وقت الإصلاح الشامل. وأولئك الذين يواصلون عرقلة تقدم أجندة الإصلاح، يغامرون بعلاقتهم مع الولايات المتحدة وشركائها ويعرضون أنفسهم للإجراءات العقابية”.
مصادر مواكبة اعتبرت أن تصريحات هيل يُبنى عليها الكثير لناحية قراءة موقف الإدارة الأميركية بأنها تعير الوضع في لبنان الاهتمام، وإلا لم يكن للمسؤول الأميركي ليقول ما قاله عن الحكومة وعن ترسيم الحدود البحرية. لكن المصادر أشارت إلى أن مجمل الاتصالات الخارجية لن تؤدي إلى أي تطور إيجابي محلي ما لم يبادر المعنيون في الداخل الى الاقلاع عن التسويف الذي يقبض على آخر أنفاس البلاد، مشيرة الى أن الأفرقاء المسؤولين عن تأخير الملف الحكومي، كلٌ منهم لاعتباراته ينتظر أن يتغيّر شيء ما في المعادلات الإقليمية لمصلحته حتى يخطو باتجاه الحكومة.