روسيا تسابق لفتح معابر في إدلب.. إنقاذ الأسد من الشمال!

إدلب

تطورات أخيرة متسارعة شهدتها جبهة إدلب، على إثر سلسلة هجمات صاروخية وجوية استهدفت مناطق حيوية في كل من إدلب وريف حلب، وبشكل مفاجئ أعلنت روسيا اتفاقا لفتح ثلاثة معابر داخلية مع مناطق سيطرة فصائل المعارضة. 

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، الأربعاء، إنها توصلت لهذا الاتفاق، مضيفة، على لسان مدير مركز “حميميم”، ألكسندر كاريوف، أن هذه الخطوة تأتي “بهدف رفع حالة العزل، وعمليا إزالة الحصار الداخلي للمدنيين”. 

المعابر هي سراقب وميزناز الواقعان إلى الشرق من مدينة إدلب، إضافة إلى معبر أبو الزندين في ريف حلب الغربي. 

وفي الوقت الذي تناولت فيه وسائل الإعلام الروسية حديث وزارة الدفاع، لم يصدر أي بيان رسمي من الجانب التركي، واقتصر التعليق على تأكيد مصادر أمنية تركية أن أنقرة لم تقبل حتى الآن بهذا الطرح، والذي يبدو أنه “فكرة غير جيدة”.

تعويم الأسد

الاستفزاز الروسي للجانب التركي استهدف بشكل مركز أسواق المحروقات في مناطق سيطرة فصائل المعارضة، أولا في ريف حلب الشمالي ضمن مناطق “درع الفرات”، ومؤخرا بالقرب من معبر باب الهوى الحدودي.

وطال القصف أيضا مخازن ومستودعات تعود لمنظمة “شفق الإنسانية”، في تصعيد، رغم أنه ليس الأول، إلا أن الأهداف التي طالها طرحت عدة تساؤلات عما تريده موسكو من ذلك في الوقت الحالي. 

حاليا لا توجد أية معابر داخلية مفتوحة بين مناطق سيطرة النظام السوري وفصائل المعارضة، لكن ذلك كان متاحا في السابق، وخاصة في الأيام التي سبقت العملية العسكرية الكبرى والأخيرة، مطلع عام 2020. 

التحرك الذي يأتي بوقت حساس لإعادة تعويم نظام الأسد والترويج له دولياً بأنه استعاد السيطرة على كافة الجغرافيا السورية نظرياً عبر سيطرة روسية مزعمة على إدلب.

إضافة إلى سعي روسيا لإيجاد موارد اقتصادية بديلة عن طريق الشمال بعد تجفيف منابع النظام والعجز الاقتصادي الذي تعانيه حكومة الأسد بشكل كبير. 

إقرأ أيضاً: وساطة إبراهيم تُسابق إخراج «حزب الله» وإيران..وتركيا من سوريا!

وتعيش مناطق نظام الأسد بعد عشر سنوات من الحرب في سوريا في ظل أزمة اقتصادية، كانت قد اشتدت في الأشهر الماضية، ووصلت إلى حد تدهور الليرة السورية إلى مستويات قياسية في سوق العملات الأجنبية.

اقتصاد بديل

ويرى خبراء واقتصاديون أن السبب الأبرز لتدهور الليرة السورية هو فقدان العملة الصعبة من خزينة “المصرف المركزي السوري”، الأمر الذي يدفع حكومة الأسد حاليا للبحث عن قنوات من شأنها أن تخفف أزماته المتلاحقة.  على الطرف المقابل، وبعد ساعات من الإعلان الروسي عن الاتفاق عرضت وسائل الإعلام الرسمية تسجيلات مصورة أظهرت إجراءات الاستعداد لفتح المعابر الثلاثة المذكورة سابقا. 

من جانبها أبدت سلطات مناطق شمال وشرق سوريا من تخوفها، وألمحت عبر تصريحات لـمسؤولين في “مجلس سوريا الديمقراطية”، الجمعة، إلى أن موسكو تحاول نقل الحركة التجارية من الشرق إلى الشمال السوري. 

مع غياب أي تعليق رسمي تركي بشأن الاتفاق الذي أعلنت روسيا التوصل إليه، يسود تخوف بين أهالي الشمال السوري من تنفيذ هذه الخطوة، كونها “ستنعكس بالسلب على اقتصاد المنطقة من جهة، وقد تنعش نظام الأسد وتعيد شرعنته من جهة أخرى”. 

وبعد ثلاثة أشهر من الآن من المقرر أن يصوت مجلس الأمن الدولي على قرار يسمح بتمديد إدخال المساعدات إلى سوريا، في محطة كانت قد اصطدمت في السنوات الماضية بفيتو مزدوج روسي- صيني. 

السابق
بالصور: حشرات ووضع مزر للغاية.. ختم معمل غير مرخص لتصنيع الحلويات بالشمع الأحمر!
التالي
عابد فهد يزن قلبه في موسم رمضان 2021