
لبنان الى العتمة الشاملة، ونصفه في الجنوب والشمال بلا كهرباء منذ الامس، اذ دخل معمل الزهراني الكهربائي الذي يغذي ثلث لبنان، مرحلة “الموت الشامل” بعد إطفائه بالكامل، بسبب نفاذ مادة المازوت، رغم أن باخرة الفيول موجودة.
أما السبب فهو خلاف في الوقت الضائع قبل التعتيم الشامل، على اختبارات المواصفات بين المديرية العامة للنفط ومؤسسة كهرباء لبنان، التي استندت إلى تقرير شركة “سيمنز” لناحية عدم مطابقة الشحنة للمواصفات.
وأكدت مؤسسة كهرباء لبنان على العتمة، التي قد تشمل خلال الساعات المقبلة المناطق التي يغذيها أيضا معمل دير عمار!
وترددت معلومات ان ما فاقم ازمة الفيول مع الخلاف على مواصفات محمولات نفطية لباخرتين ترسوان قبالة شاطئ الزهراني منذ أيام، تعذر عبور السفن من قناة السويس باتجاه شرق المتوسط، واحتجاز هناك باخرة محملة بالمحروقات إلى لبنان.
مصادر متابعة لـ”جنوبية” ربطت بين “بروفة العتمة الشاملة” ومناقشة سلفة الـ200 مليون دولار في مجلس النواب اليوم!
وبعيداً من “سوء الظن” السياسي بتيار النائب جبران باسيل وتهديده اللبنانيين آواخر آذار بالعتمة الشاملة على لسان وزير الطاقة ريمون غجر اذا لم تصرف الاعتمادات اللازمة اوسلفة الخزينة من موازنة 2021 لتغطية نفقات الفيول، تسأل مصادر متابعة لـ”جنوبية” عن إرتباط “بروفة العتمة الشاملة” بالشأن التشريعي، والجلسة العامة لمجلس النواب اليوم، والتي تناقش اقتراحا قانونين: الأول يرمي إلى اعطاء مؤسسة كهرباء لبنان سلفة خزينة للعام 2021، والثاني الى استرداد الأموال المنهوبة.
إقرأ أيضاً: إعانات فردية خجولة لا تَسد جوع الجنوبيين..ومستشفيات البقاع في العناية الفائقة!
وتقول المصادر ان رسائل باسيل “المكهربة” الى الرئيس نبيه بري وصلت وسيردها الاخير “مع الشكر” ولتكرس واقع التأزم السياسي المستمر بين بري وباسيل.
افكار حكومية شفوية!
وعلى جبهة التأليف الحكومي، وبعدما تردد ان هناك مبادرة عرابها كل من الرئيس نبيه بري والنائب السابق وليد جنبلاط والتي تنطلق من “التسوية” التي اعلن عنها كل من جنبلاط بعد زيارته الرئيس ميشال عون في بعبدا وكذلك فعل بري خلال لقائه الرئيس المكلف سعد الحريري الخميس الماضي في عين التينة، تؤكد مصادر متابعة لملف الحكومة لـ”جنوبية” ان حتى الساعة لا تزال هذه المبادرة مجرد افكار شفوية، ولم تُسيّل الى مبادرة، حتى انها لم تتحول الى طرح لجس النبض على اساسه.
كل ما يجري “تعبئة وقت ضائع” والصوت المسموع هو البحص المطبوخ في طنجرة التأليف الفارغة!
وللاشارة تنطلق هذه الافكار من رفع الحكومة الى 24 وزيراً، ومن دون ثلث معطل لأي طرف وأن تتألف من اختصاصيين وان يكون لكل وزير حقيبة واحدة فقط.
وتقول المصادر نفسها، ان المشكلة الاساسية، لا تزال كما هي فالحريري يرفض اي صيغة غير 18 وزيراً، او تعديل في طبيعة الحكومة، اما عون وباسيل فيرفضان اي صيغة حكومية لا تضمن لهما الثلث المعطل ولا تعطيهما الوزارات الثلاث: الدفاع والداخلية والعدل!
لذلك تجزم المصادر ان كل ما يجري “تعبئة وقت ضائع”، وكل ما نسمعه هو صوت البحص المطبوخ في طنجرة التأليف الفارغة!