«17 تشرين» الى الواجهة(1)..حراك بيروت و طرابلس وصور إلى الساحات!

جسر الرينغ
ليس صدفة أن تعاود جبهة "17 تشرين" و مجموعات المجتمع المدني ، الدعوة إلى التحركات الاعتراضية على أداء الطبقة السياسية والتي بدأت اليوم من أمام وزارة الداخلية بإتجاه مجلس النواب، تحت عنوان "لحكومة إنتقالية إنقاذية" ومن المفترض أن تستمر غدا في بيروت في ساحة الشهداء و في صيدا وصور، وذلك بعد طول إنقطاع لهذه التحركات لأسباب عدة، وأيضا بعد أيام قليلة على توقف تحركات شعبية قطعت الطرقات ، إحتجاجا على الازمة الاقتصادية و إرتفاع سعر صرف الدولار.

فالمشهد الذي تحاول مجموعات 17 تشرين إعادة رسمه وتصويبه من جديد، قد يكون ردا غير مباشر وتصد لمحاولات القوى السياسية إستعمال الشارع من أجل الضغط على بعضها البعض، لتنفيذ أجندتها الخاصة في تشكيل الحكومة، خصوصا أنه وُجهت أصابع الاتهام للتحركات الشعبية الاخيرة بأنها حزبية لكن بلباس المجتمع المدني، وفي الوقت الذي يشبه المراقبون حالة الطبقة السياسية في لبنان حاليا، بحال أحد الوحوش المفترسة الذي وقع في الفخ ويعرف أن نهايته حتمية، لكنه لا يتوقف عن التخبط يمينا ويسارا من أجل الخلاص ولو كانت النتيجة تحطيم ما يجد في طريقه.

 فرج لـ”جنوبية”: لن نترك الساحة للغوغاء تجنبا للإنهيار الحتمي

 قد يكون التشبيه أقرب إلى الواقعية حين في ظل حال العشوائية في إدارة الشأن العام التي ينتهجها المسؤولون في كل القطاعات، لكن كل ما سبق يعني أن مجموعات المجتمع المدني التي صاغت ثورة 17 تشرين 2019، تحاول إعادة ترتيب خطة تحرك جديدة لها، في خضم الانهيار الكبير الذي يعيشه لبنان،  والذي من المرشح أن يبلغ ذروته قريبا، في حال لم تأخذ القوى السياسية المبادرة لتشكيل حكومة والمعالجة الاوضاع سريعا. لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن عند قراءة دعوة هذه المجموعات للشعب اللبناني لمشاركتها في تحركاتها، هو ما الجديد الذي ستحمله هذه التحركات طالما أن القوى السياسية لا تزال على تعنّتها، وهذه المجموعات على تفرقها وإختلافها ؟

إعادة زخم للشارع

ويفسر الناشط السياسي إبراهيم منيمنة ل “جنوبية” “الهدف من تحرك الجمعة والسبت بأنه “إعادة الاعتبار والنشاط لتحركات مجموعات المجتمع المدني التي شاركت في ثورة 17 تشرين الشعبية”، لافتا إلى أن “المجتمع المدني يعيش حالة سكون كامل ومن المفيد حصول تحركات شعبية لإستعادة الزخم الشعبي لهذه المجموعات، وبالتالي الهدف داخلي أكثر مما هو إحداث تأثير مباشر على الساحة السياسية في لبنان”.

منيمنة لـ”جنوبية:” هدفنا استعادة الامل بالتغيير كمعارضة

لا يتوقع  منيمنة “أن يكون التجاوب كثيفا مع الدعوة لأسباب متعددة أولها صحيا بسبب جائحة كورونا، وثانيا أن التحركات في بداياتها تكون ضئيلة وغير حاشدة”، لافتا إلى أن “هدفنا كمجتمع مدني إعادة الامل للبنانيين بإمكانية التغيير ولتأكيد للسلطة السياسية أننا لانزال موجودين كمعارضة لأدائهم  بعد فترة الاحباط الذي عاشها الناس”.

لنشاطات توعوية

على ضفة حراك طرابلس، يقول الناشط فخري كرامي ل”جنوبية” أن “المجتمع المدني في طرابلس سيشارك في مسيرات بيروت وأكدوا دعمهم لها”، معبرا عن أسفه “لعدم تجاوب كل مجموعات المجتمع المدني مع الدعوة، علما أن إعادة التحركات هدفها إعادة الثقة للناس بفائدة هذه التحركات”.

إقرأ أيضاً: زيارة «حزب الله» الى موسكو في ميزان اللبنانيين..تطبيع وتوطين!

يضيف:”  أنا مع إستمرار التحركات لكن يجب أن تتزامن مع حركات توعوية  للموطنين، لأن الشعب اللبناني هو شعب متأقلم، وثانيا يجب الاعتراف أن نسبة عالية من المواطنين العاديين ومن المشاركين في ثورة 17 تشرين ، يعيشون حالة يأس  من قدرتهم  على التغيير”، مشددا على أنه “يجب العمل كي يقتنع الشعب اللبناني أنه  قادر على التغيير بشكل تراكمي وكل إنسان من موقعه، لأن عدم ثقة الناس بذلك يشكل عائقا أمام نزولها إلى الشارع “. ويختم:”هذه مسؤولية المجموعات على نشر هذا الوعي “.

صور منطقة سياسية حساسة

بالنسبة لحراك صور التحديات تبدو أكبر كما يقول ل”جنوبية” الناشط إبراهيم فرج، ويضيف:”حراكنا سيكون يوم السبت في ساحة العلم في صور، ونحاول إبتداع طرق جديدة لإستقطاب الناس خصوصا أننا في منطقة حساسة من الناحية السياسية، ولذلك بالتأكيد شعاراتنا ستكون تحت سقف القانون  والسيادة وعودة المؤسسات وتشكيل حكومة مستقلين”.

كرامي لـ”جنوبية:” عدم ثقة الناس بقدرتها  يعيق نزولها إلى الشارع

يضيف:”الكل يعلم أن المجتمع المدني لا يمكنه التغيير إذا لم يحصل وعي مجتمعي للأزمة السياسية والاقتصادية التي يعاني  منها لبنان، نحن نحتاج إلى وعي سياسي، ولا يزال الشعب اللبناني يحاول “تركيب طرابيش” ويعتقد أننا لن نصل إلى الهاوية بوجود هذه القوى السياسية”، معربا عن أسفه “لعدم توحد المجتمع المدني وهذا هو سبب تعثر ثورة 17 تشرين وتحركنا هذه المرة للقول للقوى السياسية أننا لن نترك الساحة للغوغاء لأننا سنصل إلى الإنهيار حتما، لأن ترك الناس لوحدها عند حصول الانهيار سيؤدي إلى فوضى عارمة وشغب”.

ويختم: “حراك صور يحاول أن يكون البوصلة للناس في المرحلة القادمة للتخفيف من حالات الشعب التي ستحصل”.

السابق
زيارة «حزب الله» الى موسكو في ميزان اللبنانيين..تطبيع وتوطين!
التالي
بالفيديو: صرخة مدوية في وجه «الثنائي» يُطلقها الشيخ ياسر عودة..«إحكموا بالسلاح وخلصونا»!