
بعيد الإعلان عن عملية اغتيال الباحث السياسي لقمان سليم، تحرك الجيش الإلكتروني لحزب الله في أكثر من اتجاه لخلق روايات كاذبة، واختار النزول بكل «عتاده» الإفتراضي لتغليب رواية على أخرى.
الخطأ الأول الذي وقع فيه الجمهور هو تغريدة نجل أمين عام الحزب السيد جواد نصرالله، إذ ذهب المناصرون، قبل غيرهم، يسألونه ماذا أنت فاعل يا سيّد، وكأنهم بهذا السؤال يطرحون سؤالاً أكبر: هل تريد منّا تبني عملية الإغتيال؟
بعدما سحب السيد جواد التغريدة، موضحا إنه نشرها محض صدفة، ولا علاقة لها باغتيال سليم، كان الجيش الإلكتروني للحزب يدرك أن الواقعة وقعت ولا بدّ من التحضير لحملة مضادة عنوانها: أصدقاء سليم هم من اغتالوه!
الإعلامي حسين مرتضى، سأل «كيف عرف بعض المغردين مقتل لقمان سليم قبل العثور عليه”، و”كيف عرفت قنوات محلية واقليمية قبل غيرها»؟

مغرّد آخر كتب مدعيا أن سكان منطقة الزهراني نفسها لم يعلموا بما حدث

كثرٌ من المغردين سألوا عن قناة «العربية» ودورها في نشر الخبر قبل غيرها

أكثر من ذلك، ذهب الجيش الإلكتروني للحزب إلى إنتاج فيديوهات تندرج في سياق اتهام أطراف أخرى بعملية الاغتيال
صحيفة «الأخبار» بنفسها تدحض كذبهم
المعلومات التي وردت في صحيفة «الأخبار» المقربة من حزب الله تكشف أن أهل المنطقة شاهدوا السيارة باكرا، وأن القوى الأمنية وجدت الجثة قبل اعلان مقتله بساعتين على الأقل.
وكتبت الصحيفة «تنبّه أحد المارة عند الساعة الحادية عشرة من ليل الأربعاء إلى وجودها، لكنه لم يعر أهمية للأمر لأن العديد من الشبان يعتادون ركن سياراتهم في المكان المحاط بالبساتين، إما للصيد أو تناول الكحول».

أكثر من ذلك كتبت الصحيفة «بعيد السابعة صباحاً، تنبّه أحد المارة إلى سيارة مركونة إلى جانب طريق فرعية محاذية للمسلك الشرقي لأوتوستراد صور الزهراني. حضرت القوى الأمنية وكشفت على السيارة السوداء المستأجرة، فوجدت سليم ممدّداً على وجهه بين مقعد السائق والمقعد الجانبي».
ما كشفته الصحيفة يدلّ على أن الأجهزة الأمنية عرفت باكرا بالجريمة، وبين توقيت علمها وبدء تداول الخبر، كان هناك وقت كافٍ يسمح بتسريب الخبر بسهولة.