ورث العام 2020 من الاعوام السابقة التي تلت حرب تموز 2006 مجموعة من التوترات و”مناوشات”على الحدود اللبنانية الفلسطينية بين “حزب الله” والعدو الاسرائيلي، تمثلت بعمليات متبادلة على جانبي الحدود وحربا جديدة بالطائرات المسيرة التي اخذت ابعادا أضافية لطبيعة الحرب الامنية والاستخباراتية بين الطرفين .
المختلف في العام 2020 بلوغ التوتر حالاته القصوى ورفع مستوى التهديد الاسرائيلي للبنان من بوابة “حزب الله “، تارة من خلال مناورات ضخمة تحاكي حربا على لبنان وسوريا، وتارة اخرى الحديث المتواصل على اماكن تخزين الصواريخ الدقيقة لدى “حزب الله” في لبنان، كمقدمات مبررة لشن عدوان في لحظة مؤاتية .
ووسط كل هذا الضخ الاسرائيلي المترافق مع تحليق للطيران الحربي فوق العادة، مرر “حزب الله” الذي لم يرد على مقتل احد عناصره علي كامل محسن في سوريا في اواخر تموز الماضي الى الان، رسالة أمنية عبر ارسال طائرة مسيرة فوق الاراضي الفلسطينية، والتي اخترقت كل منظومة الرادارات الاسرائيلية المنتشرة على الحدود وفي مناطق شمال فلسطين.
“حزب الله” الذي لم يرد على مقتل احد عناصره في سوريا بعث بمُسيّرة عبرت الى اسرائيل من لبنان
وبالتالي من دون ان يزيل من مفكرته مبدأ الرد على تلك العملية للاحتفاظ بقواعد الردع والاشتباك التي تمارس منذ انتهاء عدوان تموز- آب 2006 .
تدرك اسرائيل التي تستفيد من “احتضان” عربي فائض حصل على التوالي مع دول عربية (الامارات العربية المتحدة،البحرين، السودان والمغرب).
إقرأ أيضاً: 2020..«معاقبة» إيران بالإغتيالات ومحاصرة حلفائها من العراق إلى لبنان!
واتاح لها مزيدا من الضغط على لبنان تحديدا، بأن أي عدوان على لبنان او فتح جبهات اخرى لن يحصد نتائج عسكرية حاسمة لصالحها رغم تفوقها العسكري ودرايتها الكاملة بوجود قوة الردع الكبيرة المتعاظمة عند “حزب الله” وعلى وجه الخصوص عشرات آلاف الصواريخ المصوبة الى اهداف اسرائيلية قريبة وبعيدة .
وهذا ما يعزز استمرار عدم قيام اسرائيل باي عمل عدواني بعد تجربة عام 2006 ، الا في حال حرب شاملة على جبهات عديدة منسقة ميدانيا مع حلفائها وخاصة اميركا.
أي عدوان اسرائيلي على لبنان او فتح جبهات اخرى لن يحصد نتائج عسكرية حاسمة
ويعمل “حزب الله” وكأن الحرب قادمة على الابواب ولا يفوت دقيقة واحدة لتعزيز قدراته العسكرية والبشرية والاقتصادية، حيث تبلغ حالات الاستنفار اعلى درجات تحسبا لمخاطرة اسرائيلية قد تقدم عليها في ظل الفراغ السياسي في المنطقة، وعزمه بالمقابل كما صرح امينه العام سابقا ويردده قياداته وعناصره دخول مناطق في شمال فلسطين ضمن استراتيجيته في اي حرب مقبلة.
وقد لا تقع في ظل غياب الاسباب المباشرة للحرب، ما يعني راهنا استبعاد حرب لا يريدها الطرفان ولا يسعيان اليها ،خاصة بعد فتح نافذة التفاوض غير المباشر بين لبنان والعدو الاسرائيلي لترسيم الحدود البحرية “المتوقفة”. ورغبة الجانبين الافادة من مخزوناتهم النفطية الاستراتيجية تزامنا مع الازمة الاقتصادية العالمية ووباء “الكورونا”.