«الثنائي الشيعي» يتاجر بدفن موتى الكورونا.. والمنافسة «حامية» فوق حفرة القبر!

كورونا وفيات

لعل طريقة دفن موتى وباء الكورونا 2020، تشبه الى حد بعيد، دفن متوفين بدائي الجدري والسحايا الدماغية المعديين في العامين 1934 و1943في مناطق جنوبية، كانت تتولاها وزارة الصحة في عهد الانتداب الفرنسي.

غياب الدولة

أما اليوم ما يحصل هو العكس، فبعد نحو 85 عاما تغيب الدولة بشكل مباشر عن عملية دفن المتوفين بوباء الكورونا كوفيد 19 والتكفل ببدلات الدفن المرتفعة، لتحل مكانها مؤسسات صحية حزبية على امتداد الوطن، بعضها يوازي او يفوق قدرته وزارة الصحة لوجستيا .

مؤسسات صحية حزبية تحل مكان الدولة على امتداد الوطن

منذ انتشار الكورونا في شباط 2020 سجل وفاة اكثر من 1235  شخصا على الاراضي اللبنانية، من ضمنهم بعض المتوفين بالوباء من اللبنانيين في الخارج احضرت جثامينهم الى لبنان مع بداياته الوباء ،حيث تتم عملية الدفن ضمن اجراءات ومعايير، لها علاقة ببروتوكولات منظمة الصحة العالمية الى جانب اجتهادات بين منطقة واخرى، دون توحيد معايير دفن المتوفين بالكورونا .

اقرأ أيضاً: كورونا سوريا عداد آخر للموت وتخبّط في إحصاء الإصابات

حزب الله ودفن موتى كورونا

ففي منطقة الجنوب وعدد من المناطق، تتولى الهيئة الصحية الاسلامية التابعة لحزب الله عمليات الدفن، نظرا لقربها السياسي من وزارة الصحة، على حد ما يؤكده المعترضون على الحصرية في هذه المهمة، التي شملت ايضا قيام جهاز الهيئة، المجهز بكل الامكانات لنقل المصابين الى المستشفيات، لمؤازرة الصليب الاحمر اللبناني وبالتعاون مع كشافة الرسالة الاسلامية التابعة لحركة امل الشريك السياسي لحزب الله.

قبل اسابيع دخلت كشافة الرسالة “الدفاع المدني” على خط دفن متوفين بوباء الكورونا، وهم من  المحسوبين سياسيا عليها. ويعلل مقربون من الجمعية التأخر في تلك المهمة الانسانية الى دور الهيئة الصحية الذي تقدم المبادرة بفعل الكيمياء السياسي مع وزير الصحة .

وجرت عمليات الدفن بطريقة مختلفة، عن الطريقة التي اعتمدتها في البداية الهيئة الصحية الاسلامية، لناحية عمق القبر (ثلاثة امتار) واستخدام آلية “ونش” لانزال الجثمان واستخدام آلية اخرى في عملية الطمر، حتى يبقى الافراد بمنأى عن جثمان المتوفى خوفا من انتقال العدوى ، حيث انجزت دفن حوالي ثلاثين شخصا، بعدما جهزات مغتسلا خاصا في منطقة النبطية وعزمها تجهيز مغتسل آخر في منطقة صور .

الاستفادة المالية للهيئات الصحية من الدفن

وتتطلب كلفة دفن المتوفي بوباء الكورونا مبالغ كبيرة، وفق مواصفات وبروتوكولات النظام الصحي الايراني، وكانت الهيئة تتقاضى جزء منها (مليوني ليرة )من  اهل المتوفي الذي يتم غسله في مغتسل خاص، وتوزع الكلفة ما يلي: نقل الجثمان من المستشفى الى المغتسل، ونقل فريق التغسيل بسيارتين الى المغتسل وايضا نقل الجثة بسيارة وفريق الدفن الى المقبرة .

ويلزم لبروتوكول الدفن استخدام كيسين للف الجثمان، يبلغ سعر الكيس الواحد 25 دولارا، وثمانية اطقم “لباس خاص” لفريقي النقل والدفن كلفة الواحد منها 20 دولارا، ويتم تلفها بعد اجراء عملية الدفن، إضافة إلى اللباس الخاص بفريق الغسل والكفن وتعقيم كل السيارات.

بعد دخول كشافة الرسالة على الخط وتقاضيها سبعماية الف ليرة من اهل المتوفي، وهي بدل تجهيزات رغم ان الكلفة اكثر من مليوني ليرة، وسط شائعات تتحدث عن تقاضي الهيئة الصحية الاسلامية  بدلات مالية من وزارة الصحة، تصل الى ستة ملايين ليرة عن كل دفن متوفي، بدأت الهيئة تتقاضى مبلغا رمزيا من اهل المتوفى يقل عن الخمسماية الف ليرة لبنانية. و وفق مقربين من الهيئة، فان هذه الاتهامات “لا اساس لها من الصحة لناحية تقاضيها بدلا من وزارة الصحة”. ويضيف هؤلاء ان الهيئة في بداية الكورونا وحتى الان “كانت عاملا مساعدا للوزارة وهذا واجبها، حتى انها أمنت “الكمامات” حينها للوزارة وهي من الاحتياطي الاستراتيجي للهيئة”، مؤكدين بان الهيئة “نفذت اكثرمن  700  عملية دفن على الاراضي اللبنانية من اصل 1235 دفنا من كل الطوائف، وان المبالغ التي تحصل عليها من اهل المتوفى هي اقل  خمسين بالمئة من الكلفة الاجمالية للمواد المستخدمة”.

يشير عاملون في كشافة الرسالة الاسلامية الى انهم “بدأو منذ نحو شهرين اعمال الدفن، بعد اعداد فريق متخصص قادر على القيام بهذه المهمة على اساس المعايير الصحية المعتمدة في لبنان، وان حفرة القبر هي حفرة عادية لاي متوف تبلغ 180 سنتمترا، بعدما تبين علميا عدم الحاجة لحفرة تبلغ ثلاثة امتار”، مؤكدين ان “تقاضي البدل من اهل المتوفى 700 الف ليرة، هي مساهمة بالتجهيزات المستخدمة التي تباع بالدولار، ولا يشترط ذلك على اهل المتوفى”، مشددين على قيام “الجمعية بتدريب اطقم في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الذين أصبحوا يتولون المهام بانفسهم”.

مصدر في وزارة الصحة نفى لـ “جنوبية” علمه بـ”تقاضي اي جمعية بدلات مالية عن كل دفن في اي منطقة من المناطق اللبنانية ومنها الهيئة الصحية”.

السابق
تطور جديد في جريمة قتل بجاني: العثور على هاتفه في هذه المنطقة وأهالي الكحالة يستعدون للتصعيد!
التالي
الدكتور اياد زيعور يواجه حزب الله و«أمل» من داخل البيئة الشيعية: استدعاء وتوقيف غير قانوني!