«الشوفيرة» زهرة تتفتح في «غابة من الرجال»!

زهرة الشوفيرة تنتصر على صعوبات الحياة
اختارت زهرة مروة عملا غير مألوف، لم يدفعها اليه الانهيار الاقتصادي الاجتماعي الحديث في لبنان، انما تحول هذا العمل الى جزء من حياتها اليومية "سائقة باص مدرسي"، حيث تسابق الوقت لايصال التلامذة الى مدارسهم في النبطية، والوفاء بالتزاماتها تجاه التلامذة وأهاليهم الذين كسبت ثقتهم.

قبل 18 عاما قررت زهرة مروة  ابنة بلدة الزرارية تطبيق مقولة “كتفا بكتف “الى جانب زوجها حسين زرقط لاعالة اولادهما الثلاثة وتعليمهم افضل تعليم.

في بداية الامر كانت زهرة توصل اولادها الى المدرسة بسيارة رابيد في بلدتها، فحبذ جيرانها الفكرة وقرروا ارسال اولادهم معها الى المدرسة انطلاقا من الثقة التي يولونها اياها و “يعرفونها تمام المعرفة”، ولا يقلقون على اولادهم ورعايتهم خلال عملية النقل من والى المدرسة.

زهرة طورت  مشروعها الانتاجي بشراء “فان” على “قد الحال”، الى ان اتاها عرض من احدى مدارس النبطية  لنقل طلاب من البلدة الى المدرسة.

ولم تشعر زهرة التي تبدو اكثر اصرارا على مواصلة عملها كسائقة باص، بأي دونية بين أقرانها ومحيطها ولا حتى بين الرجال السائقين، المعروفين بمزاحمة بعضهم البعض في القيادة للوصول قبل دقائق الى المدرسة، اذ لا يراعي الكثير منهم معايير السلامة المرورية.

إقرأ أيضاً: الدولار الطلابي إلى حيز التنفيذ..هل تلتزم المصارف بتعميم «المركزي»؟

قاد الطموح السائق (ة) زهرة الى عمل أضافي لتحسين نوعية الباص الذي تمتلكه، فعملت على مدى خمس سنوات وخصوصا في عطلة الصيف على أقتناء “فرنية- صاج “وبيع الخبز والمناقيش وسائر انواع المونة البلدية، فابتاعت باصا جديدا يريحها ويريح تلامذتها الذين يفضلون الذهاب معها الى مدرستهم جراء تعاملها بلطف ومسؤولية معهم.

دعم زوج زهرة وتشجيعه وايضا الاولاد ومحيطها هو معيار الثبات في عملها المتعب والشاق والمسؤول

لاقت خطوة زهرة التي كانت في زمن اكثر انغلاقا لا يشبه هذه الايام، تشجيعا كبيرا وخاصة من شريكها الزوجي وثم اولادها الذين كبروا على امهم “الشوفيرة”، لكن الخطوة التي تعتبر شبه فريدة من نوعها في المنطقة، لم تخل من التنمر وخاصة من بعض النسوة خارج بلدتها “ليش انقطعت الرجال حتى تسوقي باص” .

زهرة والطلاب والتعقيم
زهرة والطلاب والتعقيم

ترد زهرة بتحد واصرار كبيرين، “نحن النساء منبع القوة، والعمل في اي نوع من الانواع ليس حكرا على الرجال، فهو قبل ان يكون عملا هو مسؤولية وتفان”.

لا يقتصر عمل زهرة على الموسم المدرسي، فهي حاضرة دائما لنقل الاولاد الى “الصيفيات ” والشبان الى الملاعب والرحلات الاسبوعية، حيث يفضل العديد رفقتها كصديقة وليس كسائقة فقط توصلهم الى المكان الذي يرغبون فيه .

تعتبر زهرة مروة وهي ام لثلاثة اولاد وناشطة سياسية واجتماعية وسبق ان ترشحت لمنصب المختار في بلدتها الزرارية ولم تحالفها النتائج، أن “دعم زوجها وتشجيعه وايضا الاولاد ومحيطها، هو معيار الثبات في هذا العمل المتعب والشاق والمسؤول، فالأولاد هم بمثابة امانة، خصوصا في زمن وباء الكورونا، وعليها الإلتزم بكل معايير السلامة داخل الباص واهم شروطها الكمامة والتعقيم”.

زهرة والطلاب
زهرة والطلاب
السابق
الدولار الطلابي إلى حيز التنفيذ..هل تلتزم المصارف بتعميم «المركزي»؟
التالي
الراعي يحذر من تطييف القضاء..حان وقت الحساب في إنفجار المرفأ!