لكن بالرغم من كل هذه التحديات، إلا أن زينة العيد حاضرة في كل المؤسسات السياحية التي تفتح أبوابها أمام الرواد، والتعويل لدى أصحاب هذه المؤسسات هو على السياح “العراقيين والاردنيين والمصريين الذي نأمل أن يزوروا لبنان لقضاء اجازاتهم كما فعلوا العام الماضي” على حد تعبير أحد أصحاب المؤسسات ل”جنوبية”، لافتا إلى أنه “لا يمكن ان تكون هناك أجواء أعياد اذا لم تفتح المطاعم وتُقام السهرات، وهذا ما أقدمت عليه دبي مثلا بحيث فتحت ابوابها للاعياد بالرغم من الجائحة، والعديد من المطربين اللبنانيين يحيون حفلاتهم هناك، ونحن في لبنان نقوم بكل ما يلزم من وسائل وقاية ضد الجائحة وعلى الدولة اللبنانية أن تحذو حذو البلدان المجاورة”.
الاشقر لـ”جنوبية”: المؤسسات تتساقط واُقفل نحو 2000 مطعم
إذا لا يكفي أن تكون المؤسسات السياحية جاهزة بل يجب أن تكون هناك حوافز لجذب المغتربين والسياح ورفع معدل الحجوزات في الفنادق، وهذا مالم يحصل إلى الان بحسب نقيب الفنادق بيار أشقر الذي يقول لـ”جنوبية” :”لغاية الساعة ليس هناك من أي مؤشرات إيجابية، لأنه غالبا ما يترافق موسم الاعياد مع إقامة الحفلات الفنية والسهرات، لكن الحفلات هذا العام ممنوعة والاكتظاظ والحفلات والاعراس ممنوع “، لافتا إلى أن “الحفلات هي عنصر مهم لجذب المغتربين والسياح للمجيء إلى لبنان والمشاركة وهذا ما لا يحصل إلى الان”.
إقرأ أيضاً: «القلة» تُعيد الإعتبار لـ«الكندرجي» والخياط!
ويشدد الاشقر على أن “القطاع الفندقي والسياحي مضروب وكثر من أصحاب المؤسسات أفلسوا وأقفلوا أبواب رزقهم وآلاف المطاعم أقفلت وهناك قسم منهم تدمر خلال إنفجار بيروت ولم يجد أصحابها إلى الان وسيلة تمويل لإصلاح الاضرار، وهناك قسم ينتظر تعويضات شركات التأمين وهناك مؤسسات يلزمها أكثر من سنة لإنهاء الترميم فيها وخاصة الفنادق”.
ويختم:”وضع القطاع سيئ جدا والمؤسسة التي تسقط تفلس ومن الصعب أن تعود لتفتح أبوابها ونحن نسقط مؤسسة تلو الاخرى ، فإقفال إلى الان بلغ نحو 2000 مطعم في لبنان فهذا الامر ليس مزحة”.
على ضفة وزارة السياحة يوضح مستشار وزير السياحة مازن بو درغم لـ”جنوبية” ان “فترة الاعياد اساسية ومصيرية لإستمرار بعض المؤسسات التي عانت الكثير خلال هذه السنة، حتى انها وصلت الى آخر نفس، ولم يبق لها الا هذه الفرصة كي تستطيع الاستمرار من خلال الجرعات المتتالية التي نحاول ان نقدمها”، لافتا إلى أنه “من خلال معطياتنا كوزارة سياحة، ومن خلال تواصلنا مع الملحقين الاقتصاديين في السفارات، كل المعطيات ايجابية والكثير من اللبنانيين حجزوا للمجيء الى لبنان، وستتضح الصورة وتتطور حركة القدوم اكثر في الخامس عشر من الشهر الحالي”.
وأشار الى “ان الخطوط الجوية العراقية طلبت زيادة رحلاتها الى لبنان 20 رحلة لاخر الشهر”، مؤكدا “اننا نعمل مع النقابات على اعادة فتح كل القطاعات، خصوصا لاقامة الاعراس، مع ضرورة الالتزام بالاجراءات الوقائية، ونحن ننتظر قدوم المغتربين”.
بو درغم لـ”جنوبية”: نعول على حجوزات السياح و المغتربين
و يشرح بو درغم أن “لبنان اليوم، هو اقل كلفة وأرخص أسعارا من البلدان المجاورة بسبب ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية، والوضع الامني مستقر ما يشجع على اللبناني المغترب على المجيء لزيارة اهله”، مشددا على أن لبنان يراهن على مجيء المغتربين، لذلك يجب ان نفتح الاسواق والمطاعم والمقاهي لإدخال عملة صعبة من الخارج ما يساعد في انعاش الاقتصاد خلال شهر الاعياد”.
ويختم:” نعول على قدوم اخواننا العرب، وخصوصا العراقيين، فالسياحة الطبية العراقية تعد سياحة رئيسية عندنا وتساهم في استيراد الدولار من الخارج”.
بلغة الارقام (الصادرة عن وزارة السياحة) بلغت أعداد السياح في تموز الماضي 34217 سائحا، وفي آب 26805 سائحا، وفي ايلول 28170 سائحا، وفي تشرين الاول 36500 سائح، في الوقت الذي كانت نسبة الحجوزات في الفنادق خلال شهر حزيران 6,6 بالمئة، وفي تموز 13,3، وفي اب 20,9، وفي ايلول 21,7″.
أما في العام 2019 قدم الى لبنان من اميركا 308421 زائرا، ومن الدول العربية 496000 زائر، ومن آسيا 105000، ومن اوروبا 588000 زائر. وفي العام 2020 قدم 50200 اميركي، و 75000 زائر عربي، و 21650 من اسيا، و 123000 من اوروبا.