الغليان المعيشي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي في لبنان عموماً وفي الوسط الشيعي وبيئة “حركة امل” خصوصاً من شأنه ان يفجرالنار الخامدة بين جمهوري “الثنائي” حيث يشعر كل طرف ان الآخر “يطحش” عليه ليضيق عليه ويأخذ من جمهوره وبالتالي حصصه في البلديات والخدمات والنفوذ السياسي والمناطقي والحزبي والامني وصولاً الى التعيينات في مختلف القطاعات الرسمية والخاصة.
وهذا التوتر والحاجة المعيشية بات يترجم زيادة في منسوب التوتر بين جماهير “الثنائي” حيث يسعى “حزب الله” الى تثبيت موطىء قدم له في قرية جنوبية تعد معقل لـ”حركة امل”.
هدم مسجد في قضاء صور!
وفي التفاصيل ان “حزب الله” يسعى الى هدم جامع في مزرعة مشرف، وهي قرية صغيرة في قضاء صور، لا يتعدى سكانها ال 2000 نسمة، تزيد فيها نسبة المنتسبين لـ”أمل” على منتسبي “حزب الله”، و فيها مسجدان، واحد بناؤه حديث، تحت سيطرة “أمل” و آخر تراثي يعود بنائه لأكثر من مئة عام، و يُعرف بـ”مسجد الشرق”.
و ليدخل حزب الله الى البلدة من بابها الواسع، يسعى اليوم الى جمع تبرعات من المغتربين بهدف هدم مسجد الشرق التراثي و بناء مكانه مسجد حديث يستغله كمركز للحزب في بلدة تعتبر الغلبة فيها لـ”أمل”.
وبقاعاً، تغلي مناطق البقاع الشمالي بفعل الاشتباكات اليومية بين العصابات والتي تغلف بخلافات عشائرية او عائلية الامر الذي يجعل البقاع كله مُصادر من مجموعات معروفة وخارجة على القانون ويمكن توقيفها بسهولة اذا ما رفع “حزب الله” الغطاء عن البعض وعن السلاح الذي يغطيه.
البقاع
ويعيش اهالي البقاع الشمالي فوق صفيح من نار، وتهديد وترويع يومي، مرة اشتباكات بين عشيرتي جعفر وناصر الدين، ومرة بين زعيتر وجعفر، وغيرهم، ربما بالكاد لا يمر يوم الا وتشتعل الاشتباكات بالاسلحة الرشاشة والصاروخية كانها واجب يومي، وتسبب اصابات واضرار جسيمة بالممتلكات.
كل ذلك يجري على امام اعين الدولة واجهزتها مما يصيب هيبتها في الصميم ويترك منطقة بأمها وابوها الى مسلحين محميين من احزاب همها كيف تبقي هؤلاء بعيدين عن الوعي والمنطق والايمان ببناء الدولة.
يحمّل متابعون وناشطون في بعلبك والهرمل مسؤولية تزايد الاشتباكات الى “الثنائي الشيعي”، الذي ذهب بالسلاح الى ابعد من وظيفته الحقيقية، وتحول الى ما حذر منه السيد موسى الصدر، عندما قال: “كل من يحمل سلاحا ولا يحمل معه فكرا سيصبح يوما ما قاطع طريق”.
إقرأ أيضاً: «حزب الله» «يُجاهد» زراعياً من «كيس» الجنوبيين..وتفشي الجريمة يسابق «الكورونا»!
وذلك بحسب ما اعرب عنه الناشط والاعلامي حسين شمص عبر صفحته. وقال “اليوم نكرر التحذير قبل فوات الاوان ونقول لكل المعنيين: ارفعوا ايديكم عن المنطقة واعطوا القوى الامنية ومؤسسات الدولة حرية التصرف والقرار دون اي تحريض خفي وأغطية من مسؤول مرتشي ومنتفع او فرز حزبي او اعتبارات انتخابية او غيرها وكونوا على يقين ان اهل المنطقة حتى الخارج منهم عن القانون سيحضنوا الجيش والقوى الامنية دون ان تسيل نقطة دم، وان الاهالي يريدون الدولة ومؤسساتها وسئموا الفوضى في المنظمة والفتن المتنقلة فيها”.
واعتبر الناشط الثوري علي مطر ان بسبب تسليم المنطقة لـ”الثنائي”، وان هذا الوضع الامني يحوّل المنطقة الى بؤرة خارجة عن القانون، وذلك يرتب على ابنائها اعباء كبيرة في اشغالهم ومصالحهم وفي حياتهم اليومية. ليضيف أن كامل المسؤولية على من يغطي هذا السلاح عند جميع الافراد من العشائر.
وامس الاول حصلت موجة من الاشتباكات المسلحة استمرت نحو ساعتين ونصف خلفت اضرارا جسيمة في ممتلكات المواطنين في المنازل َوالسيارات، فاقتصر حضور الدولة على دوريات سيارة للجيش في المنطقة.