مصائب «التطبيع» عند «فتح» و«حماس».. ولإيران الفوائد!

فتح حماس
فاجأت حركتا فتح وحماس اليوم العرب والفلسطينيين باتفاقهما على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون ستة أشهر. وبذلك يكون خيار مواجهة التطبيع وصفقة القرن قد اتخذ من قبل التنظيمين الفلسطينيين المتنافسين في الضفة الغربية وغزة.

كشف أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن الانتخابات التشريعية للسلطة الفلسطينية ستسبق الرئاسية، ثم انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية خلال الستة أشهر المقبلة. 

وكانت جرت الانتخابات الرئاسية والتشريعية مرتين منذ تأسيس السلطة الفلسطينية، الأولى في العام 1996 لم تشارك فيها حماس وفازت حركة فتح بالأغلبية وانتخب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات رئيساً. 

وفي العام 2005 انتُخب الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس رئيساً للسلطة، وفي عام 2006 جرت آخر انتخابات تشريعية فازت فيها حماس بالأغلبية، لتندلع اشتباكات دامية، سيطرت فيها حماس عسكرياً على قطاع غزة عام 2007، وطردت حركة فتح منه، فيما بقيت الضفة الغربية تحت سيطرة السلطة الفلسطينية وحركة فتح.  

ايران ترعى الاتفاق عن بعد 

معلومات خاصة بموقع “جنوبية” ان راعي هذا الاتفاق خلف الستار هي ايران التي شجعت حماس وضغطت عليها كي تسارع الى اجراء هذا الاتفاق الاخير الذي سيجب ما قبله من اتفاقات فاشلة برعاية عربية جرت في الرياض والقاهرة والدوحة، مستفيدة طهران من الصدمتين اللتين لحقتا بالفلسطينيين اخيرا وهي “صفقة القرن” و “التطبيع” العربي مع اسرائيل، وهي تطمع لاحقا بتوسيع نفوذها مستقبلا ليطال الضفة الغربية. 

بالمقابل فان الاعلاميين المتابعين للمسار الفلسطيني يقولون ان العرب والاميركيين لم يتركوا لقيادة السلطة الفلسطينية خيارا سوى التقارب مع حماس ومن خلفها ايران، فقد أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل ايام، ان الاتفاق الاسرائيلي الاماراتي هو “طعنة في الظهر ونحن نرفضه رفضاً قاطعاً”، وذلك بعد ان كان اعلن عباس رفضه لصفقة القرن الاميركية واستنكر ترحيب بعض الدول العربية بها. 

ولا يخفى ان الدّور السلبي الذي لعبته ايران في السنوات الماضية هي واذرعها الامنية والعسكرية في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن متسببة بحروب وقلاقل، هذا الدور كان له الاثر الحاسم في انحياز العرب الخليجيين للسلام مع اسرائيل، لما يتصورونه انه سيكون حماية لبلدانهم من تلك التدخلات الايرانية، مع العلم ان تقاسم المنطقة بين النفوذين الايراني والاسرائيلي يلائم طهران لانه سيجري الاعترف بمكتسباتها بالمنطقة قبل الاعتراف بالحصة التركية التي سوف تبقى محصورة في شمال سوريا وتصارع في غرب ليبيا، فيما تأخذ اسرائيل جائزتها الكبرى، وهي السلام دون التنازل عن أي جزء من الاراضي التي احتلتها عام 1967.    

السابق
فرنجية: برّي طلب مني سابقاً وزارة المال.. والأميركيون أبلغونا ان لا رسالة الينا جرّاء العقوبات!
التالي
نائب «أمل» يدعو لمحاسبة مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة:صمت أمام العدو وجلب لنا العارّ!