توفيت اليوم عميدة الثقافة والتراث في لبنان اللايدي إيفون سرسق كوكرن “سيدة القصر” بعد أن انتقلت قسراً من منزلها جراء تضرره بتفجير المرفأ، والذي لم يصب البشر فقط بل طعن القصر الأثري لعائلة سرسق.
القصر الذي سلِم من الحربين العالمية الأولى والثانية والحرب الأهلية، أصيب بتفجير المرفأ، وأجبرت الليدي كوكرن على مغادرة القصر المنكوب لتداوي بعض الجروحات جراء سقوط الزجاج، التي أصابتها في الإيوان الذي كانت تجلس فيه داخل القصر.
إقرأ أيضاً: تحذيرات من «خطر كارثي».. 60 مبنى تاريخيا مُعرضاً للإنهيار
وتنتسب السيدة الراحلة إلى واحدة العائلات الأرثوذكسية السبع في الأشرفية، وهي رائدة في عالم الثقافة تسلمت رئاسة لجنة أمناء متحف سرسق، وعملت على إطلاق “صالون الخريف” بنسخته اللبنانية.
في ستينيات القرن الماضي، نجحت الليدي كوكرن في إطلاق هذه النسخة، التي ساهمت عبر متحف سرسق، المتحف العريق في لبنان، في أن يكون جواز عبور لأسماء باتت رائدة ولامعة في عالم الرسم والنحت أمثال الأخوين بصبوص، بول غيراغوسيان، شفيق عبود وحليم جرداق وسواهم
الليدي كوكرن، استشرفت أهمية التراث ودور البيوت الأثرية عبر تأسيسها جمعية المواقع الطبيعية والمباني القديمة في لبنان “ابساد” بين العام 1960 و1974 والعامين 1977 و2002، وباتت الرئيسة الفخرية للجمعية لأعوام عدة
ووقفت في وجه تغيير ملامح بيروت القديمة والأثرية لاسيما من ناحية محاولات تشويه التراث اللبناني عبر إنشاء مبانٍ عالية في المنطقة حيث يقع القصر
لترحل اليوم عن عمر 97 عاماً وتطوي صفحة كبيرة من تاريخ العائلة العريق على أبواب مئوية لبنان الكبير.