اظهرت عملية اطلاق المعارضة السورية 48 ايرانياً يوم الاربعاء الماضي لقاء افراج النظام السوري عن نحو الفي معتقل سوري لديه، بينهم 90 ناشطاً، عن دور بارز لعبه رجل الدين الشيعي اللبناني العلامة السيد هاني فحص، في تهيئة المناخ لمفاوضات بين المسؤولين الايرانيين والمعارضة السورية، ومتابعتها، وصولاً الى خواتيهما السعيدة.
وتلقى العلامة فحص، غداة انجاز عملية التبادل شكر الايرانيين عبر اتصال بـ «النيابة» من نائب الرئيس العراقي سابقاً الدكتور عادل عبد المهدي، الذي كان على بينة من الجهد الذي يبذله فحص لضمان نجاح هذه العملية الانسانية – السياسية، التي شاركت فيها تركيا وقطر.
اقرأ أيضاً: الديموقراطية.. قدر إيران
فصول الدور
وروى العلامة فحص لـ «الراي» فصول الدور الذي اضطلع به قبل اشهر لضمان اطلاق المحتجزين الايرانيين، فقال: «كنت في اسطنبول في شهر سبتمبر والتقيت باعضاء اساسيين في المجلس الوطني السوري من كل الالوان، ومن بينهم شخصية اسلامية معتدلة وقوية هي الدكتور نذير الحكيم».
واشار الى انه «خلال حديثنا مررنا على مسألة الرهائن الايرانيين، ووصلنا في مقاربة مشتركة الى ضرورة اطلاقهم لاسباب انسانية ولا تخلو من السياسية ايضاً، ويمكن ان تشكل نوعاً من التنبيه لاطراف معنية بضرورة الانتباه اكثر الى الوضع السوري».
وكشف عن ان «الدكتور الحكيم ابلغ الي قبول مهمتي وجهدي، وطلب مني مهلة ليوم واحد ثم عاد في اليوم التالي ليخبرني انهم على الوعد، لكن هناك صعوبات ميدانية معقدة وخطرة تحتاج الى شغل، فدعنا نشتغل، وهو ما اتفقنا عليه».
ولفت فحص الى انه «بعدها مرت اسابيع واذ بالجهة المحتجزة للايرانيين تعطي مهلة 48 ساعة، معلنة انه اذا لم تتم الاستجابة لمطالبها ستنفذ حكم الاعدام بحقهم. لم اكن سمعت بالخبر حين اتصل بي الدكتور عادل عبد المهدي ليخبرني بالامر».
وقال: «الدكتور عادل عبد المهدي صديق قديم وكنت وضعته سابقاً في اجواء المسألة امانة عنده لوقت الحشرة… اتصل بي عندما سمع خبر التهديد باعدام الايرانيين، وابلغ الي بانه يتصل بي بناء على طلب من مقامات ايرانية عليا، وقال لي ان المسألة خطرة ونريد مساعيك والايرانيون مستعدون للتفاوض والوصول الى اتفاق».
«بعد بدء المفاوضات ابلغ اليّ الدكتور نذير الحكيم انه في الجلسة الاولى مع الايرانيين قام بتوجيه الشكر الى السيد هاني فحص، الذي كان اول من لفت نظرنا الى هذه القضية»
اضاف العلامة فحص: «اتصلت وابقيت على الاسماء سرية… بالدكتور الحكيم، غاب عني ومن ثم عاد ليقول لي ان الجهة المحتجزة لا تريد الاتفاق بل لديها مطالب انسانية، هو ما ابلغته بدوري للدكتور عادل عبد المهدي. الذي عاد وقال لي ان الايرانيين موافقون على بدء المفاوضات من دون شروط».
وأشار الى انه عند هذه النقطة ابلغت من يعنيهم الامر بأن اعدام الايرانيين لا يفيدكم بل يضركم وتقدمت برجاء الاعلان عن ارجاء الاعدام من دون اجل فتمت الاستجابة. وبعد يوم واحد حضر وفد ايراني الى اسطنبول وبدأت المفاوضات مع دخول الاتراك والقطريين وكنت اتابع بالتفصيل مجرياتها الايجابية، رغم انني لم اكن ادرك حجم تعقيداتها الامنية».
اقرأ أيضاً: الدور الإيراني في اتجاه أوروبا والعرب والتسوية
وقال فحص: «بعد بدء المفاوضات ابلغ اليّ الدكتور نذير الحكيم انه في الجلسة الاولى مع الايرانيين قام بتوجيه الشكر الى السيد هاني فحص، الذي كان اول من لفت نظرنا الى هذه القضية».
وأحدث الدور الايجابي الذي لعبه السيد هاني فحص في إنجاز هذه العملية الانسانية ـ السياسية بين ايران والمعارضة السورية اصداء مهمة في بيروت، التي انكبت على قراءة هذا الحدث ودلالاته، في اللحظة التي ما زالت تقض مضاجعها قضية اختطاف الشيعة اللبنانيين التسعة في اعزاز السورية.
(12/1/2013)