نجاح إسرائيل بتفجير منشأة «نتانز يُنقذ.. إيران!

مفاعل نووية
قالت مصادر اعلامية وعسكرية اسرائيلية ان الانفجار في نتانز حقق ما يمكن أن يسببه هجوم على إيران- بثمن أقل بكثير.وبحسب خبراء، تدلّ صور الأقمار الصناعية للموقع أن المنشأة التي تصنع فيها أجهزة طرد مركزي متطورة دمر معظمها في الانفجار، ولم يعد في الإمكان استخدام المنشأة لهذا الغرض - وثمة شك في أن يكون لدى إيران بديل، لذلك فان المشروع الإيراني سيتأجل لمدة أشهر إذا لم يكن سنوات.

تقول صحيفة هاآريتس ما بين الأعوام 2009-2013 دار نقاش عاصف في القيادتين السياسية والأمنية في إسرائيل. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو دعا آنذاك إلى شن هجوم إسرائيلي استباقي ضد المنشآت النووية في إيران. نتنياهو الذي عمل في معظم تلك الفترة بدعم من وزير الدفاع آنذاك إيهود باراك، اصطدم بمعارضة جارفة وشاملة من رؤساء أجهزة الأمن في إسرائيل.

اقرأ أيضاً: بالفيديو والصور: مفاعل نطنز النووي قبل التفجير وبعده..تعزيز فرضية العمل التخريبي!

قنبلة تسببت بالانفجار

بالاستناد إلى جهات استخباراتية في الشرق الأوسط استشهدت بهم صحيفة “نيويورك تايمز”،فإن الانفجار في نتانز لم يكن نتيجة هجوم سيبراني بل قنبلة جرى تهريبها إلى داخل المنشأة، وهذا الاختراق الباهر حسب الصحيفة حقّق إنجازاً ثلاثياً: توقيت مناسب قبل إدخال أجهزة الطرد المركزي المتطورة إلى منشأة تحت الأرض محصنة، استخبارات ذكية، وقدرة عملانية نادرة. وهذا الأمر يتطلب بنية تحتية عميقة مذهلة. فقط قبل عامين ونصف العام نشرت إسرائيل علناً وبصورة نادرة انجازاً موازياً في طبيعته – سرقة الأرشيف النووي الإيراني، في عملية معقدة للموساد.

الانفجار في نتانز هو الحادث المركزي في سلسلة انفجارات وحرائق حدثت في إيران خلال أسبوع، سلسلة حوادث غامضة تضرر خلالها بحسب التقارير منشأة تصنيع صواريخ، عيادة، مصنع ومحطة توليد للطاقة في مناطق مختلفة وبعيدة في الدولة. إسرائيل لم تعلق رسمياً على أي تقرير. نتنياهو تجاهل في مؤتمر صحافي سؤالاً في هذا الشان في يوم الجمعة الماضي. وزير الدفاع ورئيس الحكومة المناوب بني غانتس قال إن إسرائيل ليست بالضرورة وراء كل حادثة تقع في المنطقة.

هذا وكانت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، قد أعلنت أن “الحادث الذي تعرضت له منشأة نتانز لتخصيب اليورانيوم، وقع في وحدة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي من الجيل المتطور، وأتلف معدات دقيقة”، مشيرة الى أن “الحادث لم يخلف خسائر في الأرواح لكنه تسبب بأضرار مادية كبيرة بالوحدة وأتلف معدات دقيقة تستخدم في صناعة أجهزة الطرد المركزي المتطورة، المستخدمة في تخصيب اليورانيوم”.

ولاحقا، شدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي على أن “تداعيات قاسية ستكون بانتظار منفذي حادث نطنز في حال كان مدبرا”.

انهيار الاستخبارات الايرانية

نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أنه “نعتقد أن تفجير منشأة نطنز النووية الإيرانية تم التخطيط له لأكثر من عام”.

وقال تقرير لصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية مع وقوع انفجار نتانز وانفجار آخر قيل انه في منشأة للحرس الثوري، فإن هناك سؤالا يطرح نفسه، وهو كيف انهارت الاستخبارات الإيرانية أمام سلسلة الانفجارت؟

وقالت الصحيفة إن الإيرانيين يفبركون اعتقالات لأعضاء المعارضة السياسية في البلاد ويتهمونهم زورا بأنهم عملاء للموساد، لكن مع ذلك فأحيانا يكون أداء الاستخبارات الإيرانية على مستوى مهني قريب من القوى الكبرى في العالم.

يبدو أن ما نشهده هو قدرات مكافحة التجسس من الدرجة الثانية تجعل إيران في شبه عزلة أمام قوة استخباراتية أو إلكترونية قوية

وقبل عملية إسرائيل “السيبرانية” في يناير 2018 التي استولت على الأسرار النووية الإيرانية، كان يُعتقد أن العمل الاستخباراتي في الأراضي الإيرانية أصعب بكثير من الأراضي السورية.

وما يشهده العالم الآن، حسب الصحيفة، هو أن جهة ما تستهدف الأسلحة النووية والتقليدية الإيرانية ومرافق الحرس الثوري بشكل غير مسبوق.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحرس الثوري الإيراني كان أمامه أكثر من أسبوعين لتفكيك الخلية أو الخلايا التي تقوم بذلك لكنه لم يفعل شيئا حتى الآن.

اقرأ أيضاً: إسرائيل تضرب مفاعل نووي إيراني.. والأخيرة تتملّص: لا داعي للقلق!

ووفق الصحيفة، يبدو الأمر تقريبا وكأن قوات الاستخبارات التي تقوم بهذه الهجمات تلعب الشطرنج ثلاثي الأبعاد، فيما قدرة الحرس الثوري الإيراني لا تتجاوز لعبة الداما.

ولم تعلن السلطات في إيران القبض على أي شخص ولم تعلن إحباط أي هجوم من سلسلة هجمات قد تكون قد زرعت قبل أشهر أو حتى سنوات قبل أن تنطلق الآن.

ويبدو أن ما نشهده هو قدرات مكافحة التجسس من الدرجة الثانية تجعل إيران في شبه عزلة أمام قوة استخباراتية أو إلكترونية قوية.

السابق
«حزب الله» يشق معابره نحو الدولة الفاشلة!
التالي
زوج كيم كردشيان يقلب الطاولة على ترامب ويعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة!