أرقام شهر حزيران تتكلم: مؤشرات «كورونية» تدق ناقوس الخطر

قادمون إلى مطار رفيق الحريري يرتدون الكمامات بعد فتح المطار في ظل استمرار انتشار فيروس كورونا في لبنان (أسوشييتد برس)
هذا المقال هو ضمن ملف "فيروس كورونا: جائحة تمتحن الأرض" من موقع "جنوبية" المهتم بنقل كواليس التطورات التي يحدثها فيروس كورونا المستجد حول لبنان والعالم. تبحث في التحليلات التي ترافق عمل الحكومات وخلفيات الأحداث التي استجدت في المشهد العالمي على وقع انتشار وباء كوفيد 19.

إنتهى شهر حزيران لكن التعبئة العامة بوجه جائحة فيروس كورونا المستجد لم تنته، لا بل أن مجلس الدفاع الأعلى مددها شهرا كاملاً. الإصابات تزداد وأرقامها ترتفع أقله بحسب البيانات الرسمية.

إلا أن الوضع على الأرض مغاير تماما، أجميع أغلبية القطاعات مفتوحة بشكل شبه كامل، عاد الناس إلى أعمالهم على وقع أزمة اقتصادية خانقة، ولا مؤشرات أو أدلة علمية تشرح لنا نسبة الإلتزام بإجراءات ما بعد فكّ  الحظر.

في 21 شباط الفائت، أعلن وزير الصحة حمد حسن عن تسجيل أول إصابة بفيروس سارس-كوف-2 الذي نتج عنه انتشار مرض وباء كوفيد 19. اليوم، وبعد أكثر من 4 أشهر عن أول حالة، ماذا تقول أرقام شهر حزيران، وهل هي بالفعل مطمئنة وتعكس اطمئنان الشارع والحكومة معا؟ وماذا عن هذا الشهر مقارنة بالأشهر الأخرى؟

1- في الإصابات: أكبر عدد في حزيران!

قد يكون الأمر مفاجئا للبعض إلا أن شهر حزيران كان أكثر شهر يسجّل عدد إصابات بفيروس كورونا المستجد، بحسب إحصاء أجراه موقع «جنوبية».

في التفاصيل، وبحسب الأرقام الرسمية المقدمة من وزارة الصحة، سجّل الشهر السادس من هذا العام 558 إصابة. وبالمقارنة مع الأشهر السابقة، فقد سجّل شهر أيار 495 إصابة، شهر نيسان 262 إصابة، شهر آذار 459 إصابة، في حين أقفل شهر شباط على 4 إصابات فقط.

الأسباب كثيرة لكن هناك سببين بارزين وهما أولا الفتح التدريجي للقطاعات في البلاد، إذ صدرت 6 تعديلات من وزارة الداخلية على شروط التعبئة العامة في حزيران فقط.

أما السبب الرئيسي الثاني أن شهر أيار أقفل على المرحلة الثالثة الكبيرة من عودة المغتربين من الخارج، وبالتالي ظهرت العديد من نتائج الفحوصات مطلع شهر حزيران. ويضاف إلى ذلك، عدم التزام بعض المغتربين (وعددهم قليل) بإجراءات الحظر ما أدى إلى نقل العدوى وزيادة أرقام الإصابات.

2- في الوفيات والفحوصات

سجّل شهر حزيران سبع وفيات بسبب الجائحة دائما بحسب البيانات الرسمية، في حين شهد شهر أيار ثلاث حالات وفاة فقط، ما يشير إلى ارتفاع ملحوظ في الوفيات بين الشهرين.

لكن بالمقارنة مع الأشهر التي سبقت، ليس الشهر السادس من العام هو الأكثر تسجيلا لعدد الوفيات. وفي التفاصيل أن شهر نيسان سجّل 12 حالة وفاة، وشهر آذار 12 وفاة، فيما لم يسجل شهر شباط أي حالة وفاة.

من ناحية عدد الفحوصات، نال شهر حزيران حتى اللحظة حصة الأسد من الفحوصات ما يعتبر مؤشرا جيدا، وسببا لارتفاع عدد الإصابات، إذ إنه شهد إجراء 49065 فحصا مخبريا بحسب إحصاء «جنوبية»، ما يجعل الرقم يشكل نسبة 36.1% من مجمل الفحوصات التي بلغ عددها 135662 فحصا حتى تاريخ الأول من تموز.

3- هل يرسل شهر حزيران إنذارا سلبيا؟

كما يتفق العديد من العلماء، أن العدد الفعلي للإصابات في أي بلد، يفوق العدد الرسمي المبلّغ عنه من قبل السلطات، وذلك لأسباب علمية عدة أهمها عدم قدرة جميع البلدان على رصد جميع الإصابات خاصة التي تأتي من دون أعراض.

لكن هناك بعض المؤشرات التي سجّلها شهر حزيران، يجب التوقف عندها، لعلها تجد لاحقا أجوبة من قبل الدولة. أبرز هذه المؤشرات:

  1. إعلان مستشارة رئيس الحكومة بترا خوري عن وجود 6 مجموعات من العدوى مجهولة المصدر “4 منها في أماكن مكتظة، وهي متوزعة بين البداوي، برج البراجنة، الغبيري (شارعان في الغبيري) وبيروت ومستشفى أوتيل-ديو”. وأوضحت خوي أن “هذه المجموعات تسببت بنقل العدوى إلى الأشخاص ولم نُسيطر عليها”
  2. مع أن نسبة وفاة الرضّع في العالم قليلة، إلا أن مستشفى رفيق الحريري في بيروت شهدت في هذا الشهر وفاة لرضيعة كانت تعاني من تشوه خلقي في القلب وأصيبت بفيروس كورونا المستجد
  3. حالات عدم الإنضباط التي شهدها شهر حزيران ترسل إنذارا خطيرا، لأن البلاد دخلت مرحلة فتح مطار رفيق الحريري الدولي في الأول تموز وبالتالي يجب تكثيف متابعة الوافدين من قبل وزارة الصحة والأجهزة المعنية
  4. يبقى عدد الفحوصات نقطة مضيئة في هذا الشهر، وهو يرسل تحذيرا بعدم التقليل من أهمية زيادة عدد الفحوصات والتعقّب، وعدم نزولها تحت عتبة الألف فحص يوميا، خاصة أن يوم 29 حزيران مثلا شهد وحده إجراء 2971 فحصا مسجّلا رقما قياسيا