
في توقيت مستغرب بالشكل والمضمون اطل النائب جبران باسيل امس في إطلالة متلفزة كمن يحارب طواحين الهواء وفاتحاً النار على الحلفاء قبل الخصوم.
ولعل اكثر ما استوقف مصادر متابعة هو كلامه التعففي عن السلطة التي هو خارجها بالجسد وشخصياً، ولكنها تدين له بالولاء رئيساً ووزراء وبـ”حشوة دافعة صفراء”، كلما استدعت الحاجة او توقفت مشاريعه الكهربائية والخدماتية و”السلعاتية” وغيرها.
ولكن اللافت في كلام باسيل هو قوله: انه لا يريد الرئاسة، ولكنه يريد مكافحة الفساد، هذا الفساد الذي يراه الحراك وثورة 17 تشرين الاول ملازماً للتيار البرتقالي وباسيل والرئيس ميشال عون.
المعزوفة البرتقالية الشهيرة “ما خلونا نشتغل” ايضاً صارت ممجوجة و”معلوكة” الى درجة ان “الشعر طلع على لسانو” لفرط ما رددها!
ومنذ العام 2005 وحتى اليوم لم يخرج قط من مجلس النواب، ومن الحكومة وهو جاثم فيها منذ العام 2008 والكلام انه بريء من الفساد وزواريبه اللبنانية لم يعد ينطلي على احد.
وكذلك المعزوفة البرتقالية الشهيرة “ما خلونا نشتغل” ايضاً صارت ممجوجة و”معلوكة” الى درجة ان “الشعر طلع على لسانو” لفرط ما رددها مع مسؤوليه ونوابه ووزرائه.
ولم يكف باسيل انه صوب على الحريري وجنبلاط وفرنجية وبري وحتى “حزب الله” من دون ان يسمي احداً بالاسم لكنه فخخ كل الطرق التي تؤدي الى حوار بعبدا الخميس المقبل، وجعل من امر الحضور اليه معادلة صعبة.
فإما ان يأتي الحاضرون فاصلين بين العهد وعون وباسيل فيلبون الدعوة، وإما يقاطعون فتكون القطيعة حتة نهاية ولاية عون. ولكل الخيارات وفق المصادر صعبة.
وفي ملف الرئاسة التي “يتبغدد” عليها باسيل هو يعرف، وفق المصادر انها صعبة المنال ولن ينالها بسهولة ومن دون “بازارات” مع الاميركيين والايرانيين والسوريين وحتى في مجاهل الامازون هو مستعد لأي صفقة او ابتزاز ليأتي رئيساً في العام 2022.
باسيل فخخ كل الطرق التي تؤدي الى حوار بعبدا الخميس المقبل وجعل من امر الحضور اليه معادلة صعبة!
ويستوقف المصادر نفسها ان غالبية رسائل باسيل تجاه حلفائه وعملياً حليفه الوحيد المتبقي وهو “حزب الله” تقول كلاماً واحداً ولسان حاله: إما ان تعدوني بالدعم الرئاسي المشابه لعمي عون، او انكد عيشكم يومياً بملفات الفساد والسلاح والجيران والاميركيين والمس بالمقدسات وبمار مخايل وتفاهم 6 شباط.
خيط رئاسي رفيع مع حارة حريك
وعليه يتضح من كلام باسيل ان العلاقة بينه وبين حارة حريك ليست سوية، وان ما بقي منها حلقة رئاسية محشورة بخيط رفيع من المصلحة المشتركة، وتمرير ما تبقى من ولاية عون. وفي ظل اوضاع متفجرة سياسياً واقتصادياً ومالياً ومعيشياً وحتى عسكرياً. ومع تهديد السيد حسن نصرالله بفتح معركة مع الاميركيين والاسرائيليين وباسيل يعرف انه اول من سيدفع ثمن اي حرب او تصعيد في المنطقة ولبنان.