الجدل العالمي ينتقل الى بيروت: لبنانيون مصابون بـ«كورونا» لا ينقلون الفيروس؟

لبنانيتان ترتديان الكمامات في الشارع للوقاية من فيروس كورونا (نبيل اسماعيل/فيسبوك)
هذا المقال هو ضمن ملف "فيروس كورونا: جائحة تمتحن الأرض" من موقع "جنوبية" المهتم بنقل كواليس التطورات التي يحدثها فيروس كورونا المستجد حول لبنان والعالم. تبحث في التحليلات التي ترافق عمل الحكومات وخلفيات الأحداث التي استجدت في المشهد العالمي على وقع انتشار وباء كوفيد 19.

أثارت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الفائت جدلاً كبيرا بعد حديثها عن فئة معينة من مرضى كوفيد 19، الوباء الناتج عن جائحة فيروس كورونا المستجد.

تزامنا مع هذا الجدل في العالم، الذي كان مدار بحث وأخذ وردّ بين المنظمة وعدد من العلماء المعروفين، كان هناك تقرير صادر عن مكتب تابع للأمم المتحدة في بيروت، يتحدث من جديد عن هذه الفئة المعينة من المصابين.

في هذه الأثناء، تفتح القطاعات تدريجيا في بيروت. ينزل الناس إلى الشوارع. يتجمعون تارة عند محال الألبسة، وتارة أخرى عند محلات الصرافة بالمئات، بعد خطة مصرف لبنان لضخ دولارات في الأسواق.

فما هو الجدل حول إصابات كورونا الذي خاضت فيه أكبر هيئة صحية في العالم، وما علاقة لبنان والمصابين به بالأمر؟ وهل فعلا يصح الاستنتاج أن عددا من اللبنانيين لا ينقلون العدوى بالفيروس؟

ما الذي أعلنت عنه “الصحة العالمية” وتراجعت؟

القصة بدأت عندما أعلنت ماريا فان كيركوف، رئيسة وحدة الأمراض الناشئة والأمراض الحيوانية المنشأ في منظمة الصحة العالمية في التاسع مع حزيران، أن الحالات التي لا يظهر عليها أعراض الفيروس “من النادر جدا” أن تنقل الوباء، وهذا ليس متعارفا عليه منذ بدء ازمة الوباء في العالم.

إلا أن كيركوف قالت أن كلامها مبني على دراسات قليلة، مضيفة “نحن ننظر باستمرار إلى هذه البيانات ونحاول الحصول على مزيد من المعلومات من البلدان للإجابة على هذا السؤال حقًا”.

بالنسبة للبعض، ظهر الأمر كما لو كانت منظمة الصحة العالمية تعلن أن الأشخاص الذين ليس لديهم أعراض لم يكونوا يسمهون بانتشار الوباء. ومع ذلك ، قدرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين لا يعانون من الأعراض (سواء كان ذلك بدون أعراض بالفعل أو بدون أعراض) يمكن أن يكونوا مسؤولين عن ما يصل إلى نصف الانتشار في العالم، وهذا هو السبب في صعوبة احتواء الفيروس.

ما علاقة بيروت بالأمر؟

في 13 حزيران، نشر مكتب منظمة الصحة العالمية في بيروت دراسة مشابهة تقول ان الإصابات من دون أعراض “تقل احتمالية نقل الفيروس” منهم إلى آخرين.

وبنت المنظمة هذا الاعتقاد على دلائل من دول أخرى تشير إلى ندرة انتقال الفيروس من الأشخاص الذي لا يشعرون بأعراض الوباء من سعال وحرارة عالية وضيف في التنفس، وهي أبرز أعراض لكورونا.

وقالت أنه في لبنان، حوالى 39.4% من الإصابات هي من دون أعراض. وأشارت إلى أن وزارة الصحة بدّلت في إرشادات العزل بحيث يتمكن المرضى من مغادرة المنزل في 10 أيام إذا كانوا غير مصابين بأعراض.

تزامنا، نشر مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص لشؤون لبنان الدراسات التي تتناول هذا الأمر، والتي بدورها تقول أن الدلائل المتاحة من تتبع الاتصال التي أبلغت عنها البلدان تشير “إلى أن الأفراد المصابين دون أعراض أقل احتمالًا بكثير في نقل الفيروس من أولئك الذين تظهر عليهم الأعراض”.

هل هذا يعني أن بعض مرضى لبنان لا ينقلون العدوى؟

لا يمكن الجزم بهذا الأمر بشكل كامل ولا يمكن حتى الآن الاعتبار أن الإصابات من دون أعراض، في لبنان وغيره من الدول، لا تنقل العدوى، وذلك للأسباب التالية:

  1. من الصعب إجراء دراسات شاملة حول انتقال الفيروس من المرضى الذي لا يظهرون أعراضا، لأنها تتطلب اختبار مجموعات سكانية كبيرة وهناك حاجة إلى مزيد من البيانات لفهم وقابلية انتقال السارس –  CoV-2 أي كورونا بشكل أفضل.
  2. منظمة الصحة العالمية عادت وأوضحت عبر كيركوف نفسها أن “غالبية حالات انتقال المرض التي نعرفها هي أن الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض ينقلون الفيروس إلى أشخاص آخرين من خلال قطرات معدية ولكن هناك مجموعة فرعية من الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض، ولكي نفهم حقًا عدد الأشخاص الذين لا يعانون من أعراض، فإننا لا نملك هذه الإجابة حتى الآن” حول نقلهم للفيروس
  3. حصل رفض كبير من قبل عدد من العلماء لتصريحات منظمة الصحة، بينهم رفض خبير الأوبئة والمستشار الصحي للبيت الأبيض الدكتور أنتوني فاوتشي الذي أعلن إن الدلائل تشير إلى أن نحو 25 إلى 45 في المئة من المصابين ليس لديهم أعراض على الأرجح وهؤلاء “يمكن أن ينقلوا المرض إلى شخص غير مصاب حتى عندما لا تظهر عليهم أعراض”
  4. لا تصريح رسميا من وزارة الصحة في لبنان يشير إلى ذلك بل على العكس، إن الوزارة حتى الآن، تجري الفحوصات اللازمة لكل من خالطوا أي مصاب، سواء شعروا بأعراض كورونا أم لم يشعروا به