حقائق مرعبة: أمراض أشد فتكا من «كورونا» تتربص باللبنانيين

حلاق يرتدي قناعًا وقائيًا للوقاية من فيروس كورونا في لبنان يحلق رأس أحد العملاء في محلة في صيدا (رويترز/علي حشيشو)
هذا المقال هو ضمن ملف "فيروس كورونا: جائحة تمتحن الأرض" من موقع "جنوبية" المهتم بنقل كواليس التطورات التي يحدثها فيروس كورونا المستجد حول لبنان والعالم. تبحث في التحليلات التي ترافق عمل الحكومات وخلفيات الأحداث التي استجدت في المشهد العالمي على وقع انتشار وباء كوفيد 19.

صحيح أن فيروس كورونا المستجد همّ كبير أقلق اللبنانيين إسوة بغيرهم من المواطنين من الجنسيات المختلفة حول العالم، لكن، ولسوء الحظ، لم يعد اليوم الهمّ الوحيد الذي يقضّ مضاجعهم.

سلكت طريق مكافحة الفيروس في لبنان منعطفات كثيرة، انتشر معها الهلع في نفوس، وأرسى بعض من الطمأنينة الحذرة في نفوس أخرى. تنقّل بين المناطق ليصطاد ضحاياه فيما بقيت مناطق أخرى في مأمن نسبيّ.

لكن، وفي خضمّ الهمّ ، وفي بحر التساؤلات اليومية المستمرة، تبقى العين مشتّتة عن أمراض أخرى لا تقل فتكاً عن وباء كوفيد 19 الناتج عن الفيروس، فإلامَ يجب الانتباه وما هي الأمراض الصحية والإجتماعية الأخرى التي تتنقل، أو قد تتنقل بيينا بسبب الفيروس.

1- أمراض الأطفال

من المعلوم أن الأطفال يحتاجون إلى أنواع عدة من اللقاحات في صغرهم بينها اللقاحات الاجبارية مثل لقاح الدفتيريا والكزاز وشلل الاطفال والاختيارية مثل لقاح جدري الماء والحصبة الالمانية.

إلا أن أزمة كوفيد 19، في لبنان وفي العديد من دول العالم، أبعدت العديد من الناس عن المستشفيات خشية منهم أن يصابوا بفيروس كورونا (Sars-Cov-2)، وهذا ما أدى إلى تأجيل العديد من الزيارات الطبية وحتى لقاحات الأطفال.

وقد حذّر الطبيب في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت غسان دبيبو من هذا الأمر مؤخرا قائلا أنه “لا يجب التأخر في إعطاء الطفل اللقاحات اللازمة للأمراض المعروفة مسبقاً أبداً لأنها تشكل خطراً أكبر عليهم من فيروس كورونا”.

وفي السياق عينه، حذر الطبيب المذكور من عدم اكتمال مناعة الطفل الذي لم يتجاوز العام الواحد بسبب الحجر المنزلي قائلا أن الزيارات ضمن نطاق العائلة والنزهات في الطبيعة لا يجب أن تكون محظورة.

2- الأمراض المزمنة

تشير الدلائل حتى الآن إلى أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات مزمنة، مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم  هم أكثر عرضة للإصابة بـ COVID-19 وأكثر عرضة للأمراض الشديدة والوفيات الناجمة عن الفيروس.

بحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية نُشر في أيار الماضي، تظهر بيانات كورونا في لبنان أن حوالي 22 من أصل 25 مريضًا ماتوا يعانون من حالة مزمنة كامنة.

تشمل هذه الأمراض المزمنة أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي و السكري والسرطان.

وما يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بمرض حاد إلى جانب “كورونا هي عوامل كثيرة مثل التدخين والاستخدام الضار للكحول ، والنظام الغذائي غير الصحي، والخمول البدني.

وعليه إن عوامل الخطر منتشرة بشكل كبير في لبنان إذ أظهر أحدث مسح لعوامل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة (2017) أن 38٪ من اللبنانيين يدخنون، وأن حوالي 23٪ يستهلكون الكحول، و 61٪ لا يستوفون الحد الأدنى من متطلبات النشاط البدني.

3- أمراض الصحة النفسية

لعل أزمة فيروس كورونا أثرت على الصحة النفسية للعديد من الناس حول العالم، بشكل أو بآخر، مدفوعة بحجر صحي لا مثيل له في السنوات الماضية، ولم يعشه لا جيل الألفية ولا الجيل الذي سبقه.

في لبنان، تحدثت إحدى الدراسات عن عواقب الصحة النفسية للمواطنين في المستنقع الاقتصادي والسياسي المستمر الذي يغرقون فيه

وأوضخ الباحث في مركز كليمنصو الطبي في بيروت اسماعيل معتوق إنه “في أي أزمة، هناك قلق لأنك قد تخسر وظيفتك وأموالك، لذلك غالبًا ما تكون هناك زيادة في الاكتئاب”.

من جهته حذر مكتب منظمة الصحة العالمية في لبنان مرارا من الأزمات النفسية داعيا إلى تعزيز الصحة النفسية وتخفيف الضغوطات ذات الصلة بالفيروس وتقديم الدعم في مجال الصحة النفسية للأشخاص في الحجر الصحي في المستشفى أو في المنزل وأسرهم والعاملين الصحيين كما ضمان استمرارية رعاية الصحة النفسية للأشخاص الذين يعانون من ضغوطات نفسية أصلا.

كذلك، وفي استبيان آخر أجرته شركة “SPARK” حيث سئل 809 طلاب في العراق والأردن ولبنان وفلسطين وتركيا عن التحديات التي يواجهونها، قال 41 بالمائة إنهم بحاجة إلى دعم نفسي اجتماعي.