«تويتر» يكافح الإشاعات بشكل مزعج ومريب: مؤامرة كورونا والـ«5G»!

شائعات كثيرة حول الجيل الخامس 5G وفيروس كورونا (Getty Images)
هذا المقال هو ضمن ملف "فيروس كورونا: جائحة تمتحن الأرض" من موقع "جنوبية" المهتم بنقل كواليس التطورات التي يحدثها فيروس كورونا المستجد حول لبنان والعالم. تبحث في التحليلات التي ترافق عمل الحكومات وخلفيات الأحداث التي استجدت في المشهد العالمي على وقع انتشار وباء كوفيد 19.

لو دخلت الآن إلى موقع “تويتر” وذهبت إلى خانة البحث وكتبت “5G Corona” يحيلك الموقع الأزرق إلى صفحة التغريدات المختصة بالبحث. حتى الآن الأمر طبيعي.

لكن ما إن تنظر إلى هذ التغريدات حتى ترى تحتها تغريدة أخرى ملصقة بها بعنوان ” Get the facts about COVID-19″ أو “إعرف الحقائق حول كوفيد 19” الوباء الناتج عن فيروس كورونا.

عندما تنقر على هذه الجملة، يحيلك تويتر فورا إلى سلسلة من المقالات التي تنفي صلة الجيل الخامس من الإتصالات بفيروس كورونا المستجد تحت عنوات “كلا، 5G لا يصيبك بكورونا”.

وبين كل سلسلة من التغريدات جملة تحذيرية أخرى من موقع “تويتر” كجملة ” الأخبار التي لا أساس لها من الصحة والتي تربط COVID-19 بـ5G تنتشر منذ فترة”.

أيضا هناك جملة أخرى تقول “العديد من المصادر الرسمية والمعروفة في كل من الحكومات وقطاع التكنولوجيا فضحت هذه الإدعاءات في الأشهر الأخيرة”.

وقال الموقع العالمي الشهير في بيان “لا يزال وضع العلامات أو وضع تحذير على التغريدات عملية قائمة. بالنظر إلى الانتشار العالمي للمعلومات الخاطئة والمطالبات المتنازع عليها حول 5G و COVID-19 ، فقد أعطينا الأولوية لتغريدات التصنيف بهذه المعلومات. يراجع فريقنا حاليًا أنواعًا أخرى من المحتوى وسيصنف تغريدات إضافية قريبًا”.

موقع “Engadget” رأى أن مثل هذه الطرق في التحقق من الحقائق تصبح مزعجة، خصوصا للذين يريدون أن يتابعوا الشائعات المتعلقة بالأمر كي يعملوا على نفيها في إطار التحقق من الأخبار الذي تمارسه عدد من وسائل الإعلام حول العالم وبينها موقع “جنوبية” في فقرة “كورونا Fact Check”. لكن في الوقت عينه رأى الموقع المذكور أن هذه المكافحة تكبح جماح من ينشرون الشائعات وتمنعهم من التسلل عبر الثغرات في مواقع التواصل الإجتماعي.

بدورنا، لدينا مجموعة من الملاحظات، التي لا تهدف أبدا إلى عدم التصدي للإشاعات، بل حول طريقة هذه التصدي التي أصبحت مشبوهة بعض الشي:

  1. إن أخبار الشائعات حول الجيل الخامس و«كورونا» تنتشر منذ ثلاثة أشهر على الأقل، وقد عملت أهم المواقع العالمية على دحضها، فماذا هذا التركيز المستمر على شائعة واحدة؟ وهل بالتركيز على نقطة واحدة فقط يجعل الشائعة تختفي شيئا فشيء أم أنه يعزز هذه الإشاعة؟
  2. إشتهر موقع «تويتر» أنه من أكثر المواقع إهمالا في مكافحة الشائعات والتغريدات، فكيف يتحول الموقع فورا إلى حزم مريب ضد شائعة واحدة؟
  3. أليس الأجدى أن ينشئ «تويتر» منصة كاملة لمكافحة الشائعات، تساهم في رصد المعلومات الخاطئة والمضللة سريعا وتكبح جماح المروجين لها؟
  4. ألن يعزز تكرار النفي، مرارا ومرارا، الشائعة نفسها؟ ألن يعطي شيئا من المصداقية لمعلومة خاطئة أصلا؟