حكومة اللون الواحد.. لا رغبة في الإصلاح!

الحكومة اللبنانية

في وقت خرج رئيس الحكومة حسان دياب ليعلن للانتفاضة أن حكومته تعبّرعن تطلعات اللبنانيين المنتفضين على مساحة الوطن وهي ستعمل على ترجمة مطالبهم، الا ان الأيام كانت كفيلة ان تكشف ان هذه الحكومة لا تختلف عن سابقاتها مع استمرار منطق النهب والمحاصصة. وكتب الدكتور د. احمد بيضون عبر صفحته الخاصة على “فيسبوك”:

في عملِ الحكومةِ التي يُقالُ إنّها ذاتُ لونٍ واحدٍ، لم تتحرّك تقاليدُ اتّخاذِ القرارِ (أو العجزِ عن اتّخاذِه) قَيْدَ أنملة. هذا ما توحي به مسائلُ من قبيلِ مسألةِ الكهرباءِ أو مسألةِ التعييناتِ الإداريّة. فما يزالُ منطقُ المناهبةِ في المشاريعِ والمُحاصّةِ في التعييناتِ والفسادِ في الحالتين يغلِبُ، بلا عَناءٍ، مَبدأَ التوظيفِ الأمثلِ للمواردِ في المشاريعِ ومبدأَ الكفاءةِ في التعيينات. وإلّا فما معنى سلعاتا وما معنى الاختيارِ الذي حصل لرئاسة مجلس الخدمةِ المدنيّةِ وما معنى المطاولةِ في إصدارِ التشكيلاتِ القضائيّة، إلخ.؟

اقرأ ايضاً: ما حقيقة تبني حكومة دياب قانون قيصر ؟

لا جديدَ حمَلَهُ إلى ممارسةِ الحُكْمِ إذن ما تتخبّطُ فيه الدولةُ والبلادُ من أزْمةٍ ماليّةٍ طاحنةٍ وما واكبَ هذه الأزْمةَ من مبادراتِ احتجاجٍ عارمةٍ في الساحات. لا جديدَ في هذا المضمارِ وخطّةُ الإصلاحِ المعتمدةُ حبرٌ على ورق. وأمّا الحائلُ دونَ الإصلاحِ ودونَ الاعتبارِ بمقتضَياتِ الظرفِ فقدْ لا يكونُ غيابَ الرغبةِ في الإصلاح. هو بلا شكٍّ عجزُ هذه القوى الحاكمةِ – التي لم يطرأْ عليها تجديدٌ فعليٌّ – عن أيّ إصلاحٍ يُعْتَدُّ به. فهذه القوى تعيشُ على هذا النَمَطِ من الحُكْمِ ولا يأذَنُ لها تكوينُها بمغادرتِه. لذا كانَ التغييرُ محالاً إذا لم يكنْ تغييراً لقوى الحُكْمِ هذه بالدرجةِ الأولى.

السابق
3 اصابات جديدة بـ كورونا في صور.. وتحذيرات من الاختلاط!
التالي
صورة مركبة تختزل السذاجة العربية