«كورونا» فيروس وليس بكتيريا وكل ما قيل عنه مضخّم.. هل تقرير «أو.تي.في » صحيح أم مضلل؟

أطباء داخل مستشفى سبيدالي سيفيلي في بريشيا إيطاليا (رويترز)
هذا المقال هو ضمن ملف "فيروس كورونا: جائحة تمتحن الأرض" من موقع "جنوبية" المهتم بنقل كواليس التطورات التي يحدثها فيروس كورونا المستجد حول لبنان والعالم. تبحث في التحليلات التي ترافق عمل الحكومات وخلفيات الأحداث التي استجدت في المشهد العالمي على وقع انتشار وباء كوفيد 19.

دخلت قناة “OTV” اللبنانية على خط وسائل الإعلام التي تنقل أخبارا مضللة عن جائحة فيروس كورونا المستجد، إذ بثت تقريرا لا يمت إلى الحقيقة بصلة، ويعتمد التضليل الإعلامي في ظل أزمة صحية عالمية.

ففي تقرير بثته القناة ونشرته على مواقع التواصل الإجتماعي الخاصة بها تحت عنوان “أطباء إيطاليا يفجرون مفاجأة”، قالت القناة “إنه لتطور بارز في مسار كورونا والدراسات التي تحيط به، الذي يبدو أن كل ما قيل عنه وما حيك حوله يدخل في سلة من التضخيم لا غير”.

وأضاف الخير “كان بارزا ما صدر عن أطباء إيطاليين فقد خالف هؤلاء قانون منظمة الصحة العالمية بمنع تشريح جثث المصابين، حيث اكتشفوا انه ليس فيروسا ولكن بكتيريا تتسبب بالوفاة وفي تكوين جلطات الدم”.

وتكمل القناة في تقريرها “وأوضح الأطباء ان طريقة علاج كورونا هي المضادات الحيوية ومضادات الالتهابات والتخثر “الأسبيرين”. وفقا لأخصائيي الأمراض الإيطاليين، لم تكن هناك حاجة أبدا إلى أجهزة التهوئة ووحدات العناية المركزة وعلى العالم أن يعرف أننا قد تعرضنا للخداع والإذلال من قبل منظمة الصحة العالمية”.

تم تناقل هذا التقرير بكثاقة وما زال منشورا حتى كتابة هذا التقرير عبر حساب القناة على موقع “يوتيوب”. كما أنه منشور على صفحة باسم “إيطاليا اليوم” على أكثر من 5 ملايين مشاهدة.

إدعاءات خاطئة

هذه الإدعاءات التي تنشرها قناة “أو.تي.في” وغيرها من وسائل الإعلام هي خاطئة للأسباب التالية:

  1. ليس هناك من أطباء إيطاليين أصدروا بيانا جامعا يحكي هذه القصص بحسب القناة، ولا يمكن العثور على هكذا بيان، فيما لم تحدد القناة من هم هؤلاء الأطباء وفي أي مجموعات علمية أو بحثية يعملون
  2. بحسب منظمة الصحة العالمية فإن وباء كوفيد 19 النتائج عن الفيروس وليس البكتيريا يسبب لدى البشر أمراضًا تنفسية تتراوح حدتها من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشدّ وخامة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS) والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (SARS)” وآخرها “سارس كوف 2” أو كورونا
  3. بحسب وكالة الصحافة الفرنسية التي تحققت من الخبر، وحول نقطة تجلط الدم، فلم تؤكد الدراسات إن الالتهاب الرئوي “خطأ تشخيصي” كما يوحي الخبر المضلّل “بل تشرح أن المصابين قد يعانون من الالتهاب الرئوي وتجلط الدم في آن”
  4. بحسب منظمة الصحة إن مرض كوفيد 19 في أشكاله المتقدمة يؤدي إلى متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، ما يحتم إمداد المريض بالأكسجين أي إلى الأجهزة التي زعم التقرير أنها غير ضرورية
  5. تقول المنظمة أيضا أنه لا ينبغي استعمال المضادات الحيوية كوسيلة للوقاية المرض ولكن قد يصف الأطباء في المستشفى المضادات الحيوية للمرضى المصابين بمضاعفات كوفيد-19 الوخيمة لمعالجة عدوى بكتيرية ثانوية أو الوقاية منها. أما الأسبيرين الذي ذكره التقرير فهو غير موجود في لائحة وكالة الأدوية الإيطالية، وهي الوكالة الحكومية الإيطالية المسؤولة عن تنظيم الأدوية. وحتى أنه ليس موجودا أبدا في اللائحة الثانية التي تعنى بالتجارب السريرية في إيطاليا
ما زال الفيديو منشورا على القناة الرسمية للتلفزيون على “يوتيوب”