وزارة الصحة مستمرة في تخبّطها: إصابات ضائعة في الشوارع؟

مخاوف من انتشار فيروس كورونا مجددا (رويترز)
هذا المقال هو ضمن ملف "فيروس كورونا: جائحة تمتحن الأرض" من موقع "جنوبية" المهتم بنقل كواليس التطورات التي يحدثها فيروس كورونا المستجد حول لبنان والعالم. تبحث في التحليلات التي ترافق عمل الحكومات وخلفيات الأحداث التي استجدت في المشهد العالمي على وقع انتشار وباء كوفيد 19.

لا تزال وزارة الصحة، بعد مرور ثلاثة أشهر على بدء أزمة فيروس كورونا المستجد في لبنان، تتخبط في تقديم نتائج واضحة للجمهور، تاركةً بين أيدي المواطنين أرقاماً غير واضحة، وحسابات غير مكتملة.

صحيح أن الأمر لا يلغي جهود وزارة الصحة لاحتواء الفيروس، وصحيح أن الأمر لا يشكل مشكلة كبيرة لمن لا يعنيه الأمر، إلا أن ما لا يمكن نكرانه أن البلاد دخلت مرحلة الفتح الجزئي (مجددا بعد فتح ثم إقفال ثم فتح)، ويجب أن يرافق هذه المرحلة نوعا من الشفافية، تجاه المواطنات والمواطنين، الملتزمين منهم بالإجراءات وغير الملتزمين.

ما نتحدث عنه هو الأرقام، ونتائج الفحوصات بحسب وزارة الصحة، ونستشفّ المعلومات من بياناتهم، نقرأ بين هذه الأرقام، من دون أي اعتبارات سياسية مسبقة. لهذا، وجب علينا، كما في كل قطعة تحليلية، أن نطرح بعض الأسئلة، تصويبا للمسار وتحسينه، وليس أي شي آخر. بناء عليه، ووفق التطورات الأخيرة، نوجه هذه الأسئلة، إلى وزارة الصحة.

  1. في 16 أيار، أصدرت وزارة الصحة بيانا (بعد التقرير اليومي) تعلن فيه عن تسع إصابات على متن الرحلات الآتية من أكرا وكينشاسا وفرانكفورت وجنوب السودان لكن في اليوم التالي، وفي تقريرها اليومي، اعلنت الوزارة عن 4 إصابات فقط بين الوافدين، فأين ذهبت الإصابات الخمسة المتبقية؟
  2. بحسب موقع “ميدل إيست” حطّت طائرات لاغوس وباريس يوم الأحد في 17 أيار. في 18 أيار، تعلن الوزارة في تقريرها اليومي عن صفر حالات بين الوافدين “خلال الـ24 ساعة المنصرمة”، ليتبيّن أن هناك 12 إصابة على متن الرحلتين المذكورتين، فأين هي هذه الإصابات؟ وهل فعلا تجري الوزارة فحوصات PCR فورية عند وصول الركاب إلى مطار رفيق الحريري الدولي؟
  3. إذا أخذنا في عين الإعتبار أن فحوصات الركاب الـ12 لم تصدر بعد، كيف تعلن الوزارة عن صفر إصابات وهي التي أعلنت عن 11 إصابة قبلها بيومين، ذكرت منها ستة فقط في اليوم التالي؟
  4. لماذا توقفت الوزارة عن نشر الأرقام النهائية والأخيرة على موقعها الإلكتروني واكتفت بنشرها فقط على حسابات مواقع التواصل التابعة لها؟
  5. صحيح أن فحوصات الـPCR تأتي بنسبة دقة لا تبلغ 100% لكن كيف يمكن أن تكون الحالات الإيجابية في فحوص جديدة القيطع في عكار بلغت 17 حالة ثم تنخفض إلى اثنين؟ هامش الخطأ هنا أصبح خطيرا جدا وهناك قطبة مخفية.
  6. ماذا عن إعلان طبيب الأمراض المعدية والجرثومية في مستشفى الروم عيد عازار على “تويتر” أن الفحوصات التي أجريت لأبناء جديدة القيطع حساسة للغاية، معلنا بصراحة أن مشكلة فحوصات PCR هي “نتائج سلبية خاطئة” وليس “نتائج إيجابية خاطئة”، مؤكدا أنه يجب تتبع الحالات الـ17 التي أعلنت عنها المستشفى إيجابية فقد تكون تعافت لكن هذا لا يجب أن يمنع الوزارة من تتبعها ورصدها، فهل تقوم الوزارة بهذه المهمة؟ وإذا كانت تفعل ذلك، هل تشرح لنا في بيان عن هذه الحالات الضائعة؟
  7. السؤال المكرر: لماذا لم تصل بعد الفحوصات إلى رقم أعلى؟ مثلا: في بيان الوزارة في 19 أيار أُعلن عن إجراء 1022 فحصا للمقيمين و274 للوافدين؟ لماذا ما زال الرقم منخفضا؟ وهل تعوّض عنه الوزارة بتعقّب الإصابات والذي هو الحل الأنجع لمكافحة انتشار وباء كوفيد 19؟
  8. إذا كانت بعض الدراسات تشير إلى أن مياه الأحواض لا تنقل الفيروس (مع العلم أن دراسات أخرى تشير إلى عدم زوال الخطر في الأحواض)، كيف تضمن وزارة الصحة إلى جانب وزارة الداخلية بتطبيق الشروط الأخرى لمنع انتشار الفيروس فيها؟ كالتباعد الجسدي مثلا؟
  9.  ماذا عن الفحوصات المكثفة التي أعلنت مستشفى رفيق الحريري أنها ستجريها عقب إصابة 17 شخصا في رأس النبع؟ وهل أجريت الفحوصات للمخالطين أم بعد؟ وكم عدد الذين أجريت لهم الفحوصات خصوصا أن أهل المنطقة يؤكدون حتى اللحظة عدم تتبع حالاتهم وإجراء اللازم معهم؟