التوتر يعود لمهد الثورة.. النظام السوري يخطط لاقتحام درعا عسكرياً!

درعا

اختبار جديد أمام أهالي الجنوب السوري لا سيما سكان محافظة درعا ممن يقفون كلجان محلية تفاوضت مع الجانب الروسي قبل اكثر من عام على عقد مصالحات تجنبهم اقتحام قوات الأسد لقراهم وتدميرها وسرقتها، لكن التوتر عاد ليسيطر على الموقف بعد استقدام النظام لتعزيزات عسكرية من الفرقة الرابعة خلال الأيام الماضية، تركزت في محيط بعض مناطق التسويات بريف درعا الغربي، وتزامنت مع تهديد بالاستعداد لعمليات اقتحام مرتقبة فيها،

المشهد أعاد الأهالي للخروج في مظاهرات في مناطق متفرقة من محافظة درعا بدءاً من الخميس الماضي، رفضاً للتصعيد العسكري وتهديدات النظام السوري بشن حملة أمنية على مناطق خاضعة لاتفاق التسوية في محافظة درعا.

يسود الجنوب توتراً منذ عدة أسابيع على خلفية عمليات اغتيال طالات عناصر في النظام، آخرها كان عناصر شرطة في بلدة المزيريب

مصادر محلية أكدّت أن كلاً من مدن وبلدات درعا وطفس واليادودة وتل شهاب وسحم الجولان وحيط والمزيريب والكرك الشرقي والشجرة، خرجت في مظاهرات أعربت عن رفضها الخطاب التصعيدي للنظام، وتضامناً مع المناطق المهددة بالهجوم، مثل طفس والمزيريب بالريف الغربي من درعا.

وطالب المتظاهرون بمنع أي عملية عسكرية ضد مناطق ريف المحافظة الغربية، كما نادوا بضرورة إخراج الميليشيات الإيرانية من كامل الجنوب السوري، وحملوا لافتات كتب عليها “لا للحرب”.

إقرأ أيضاً: الجنوب السوري إلى الواجهة.. اشتباكات محلية بتواجد روسي والنظام غير معني!

كما دعا ناشطون وفاعليات مدنية من درعا أبناء المحافظة للتظاهر في اليومين الفائتين، في مساعٍ للضغط على الضامن الروسي لاتفاق الجنوب لوقف التصعيد العسكري الذي يهدد به النظام المناطق التي أجرت اتفاق التسوية برعاية روسية او ما سمي حينها بالضمانة الروسية.

قوات النظام بدورها كانت قد استقدمت خلال الأيام القليلة الماضية تعزيزات عسكرية، شملت عناصر وعتاداً ثقيلاً، معظمها من مرتبات الفرقة الرابعة من قوات “الغيث”، وتوزعت هذه التعزيزات على مناطق متفرقة في محيط مدينة درعا والريف الغربي، وسط أنباء تطلقها صفحات محسوبة على قوات الغيث بالاستعداد لهجوم مرتقب على مناطق المصالحات في درعا.

التحرك المحلي جاء عن طريق اجتماع حدث يوم الأربعاء في مدينة بصرى الشام لمناقشة تصعيد النظام الأخير في المنطقة، وأكدت فيه الممثلون عن قرى ومدن درعا وقوف جميع اللجان والفصائل التي دخلت ضمن اتفاق التسوية ضد الحملة العسكرية على مناطق ريف المحافظة الغربي، في حين تخلف الوفد الروسي عن حضور الاجتماع الأخير من دون معرفة أسباب تغيبه، بالوقت الذي كانت تجتمع فيه اللجان الممثلة للمنطقة الجنوبية معهم بشكل يومي خلال الأسبوع الماضي لمعالجة الملفات العالقة.

يبدو الموقف الروسي ضبابياً حيث لم تتمكن من موسكو من إدارة ملف الجنوب بشكل صحيح منذ عامين لتعقيداته ودخول إيران على الخط

ما يبدو على أنه خرق واضح علني لاتفاق التسوية، في حين يؤكد أهالي درعا على أن الجانب الروسي مضطر للالتزام بتعهداته للفصائل المعارضة التي قبلت التفاوض، ودخلت اتفاق التسوية، والمنطقة والدول الإقليمية أيضاً التي تعهدت روسيا لهم بضمان أمن وسلامة المنطقة الجنوبية، وعدم عودة الأعمال العسكرية إليها، وإبعاد الميليشيات الإيرانية عنها قبيل السيطرة على المنطقة في تموز 2018.

ساعات مريرة بانتظار درعا وسط غموض يلف الموقف الروسي الذي ليس من مصلحته إعادة إشعال جبهة الجنوب بعد ادعائه امام العالم تحقيقه السلام في سوريا، وخاصة في المناطق الجنوبية القريبة من الحليف الإسرائيلي، في حين قد تدفع الميليشيات الإيرانية نظام الأسد للتهور في معركة غير محسوبة النتائج في درعا خاصة مع غليان الموقف الإيراني بعد الضربات الإسرائيلية المتكررة في سوريا والضغط الدولي لإخراج إيران من سوريا بموافقة روسية مخفية.

السابق
ضبط أي ملف فساد يوفر ضعفي المبلغ المقدم من صندوق النقد..القاضية نصر تؤكد!
التالي
بالفيديو: العودة الى الجذور..«زريعة قلبي» مبادرة زراعية-فنية لنادين لبكي!