صراع الحلفاء على لقاح كورونا بدأ: المعركة الأولى بين فرنسا وأميركا

شرطية فرنسية ترتدي الكمامات لمكافحة فيروس كورونا (أسوشييتد برس)
هذا المقال هو ضمن ملف "فيروس كورونا: جائحة تمتحن الأرض" من موقع "جنوبية" المهتم بنقل كواليس التطورات التي يحدثها فيروس كورونا المستجد حول لبنان والعالم. تبحث في التحليلات التي ترافق عمل الحكومات وخلفيات الأحداث التي استجدت في المشهد العالمي على وقع انتشار وباء كوفيد 19.

يبدو أن الصراع على لقاح كورونا يحتدم يوما بعد يوم، وهذه المرة طال الحلفاء، فرنسا والولايات المتحدة الأميركية وسط فتح بعض البلاد جزئيا مع أنها ما زالت تسجل وفيات واصابات بوباء كوفيد 19.

في التفاصيل، أن الحكومة الفرنسية حذرت الخميس من أنه سيكون من “غير المقبول” أن تحتفظ شركة “سانوفي”، الشركة الفرنسية العملاقة في مجال الأدوية، بأي لقاح “كوفيد 19” للولايات المتحدة أولاً، بعد أن قال رئيس الشركة إنه سيفضل السوق الأميركية.

وقال نائب وزير المالية أجنيس بانييه رانشير لراديو سود: “بالنسبة لنا ، سيكون من غير المقبول أن يكون هناك وصول مميز إلى مثل هذه الدول لأسباب مالية”.

وكان قد قال الرئيس التنفيذي لشركة سانوفي بول هدسون يوم الأربعاء أنه إذا أثمرت جهود الشركة لإيجاد لقاح فيروس كورونا، ستزود الحكومة الأميركية أولاً لأنها “تستثمر في المخاطرة”. وصرح لوكالة بلومبرج نيوز: “هكذا سيكون الأمر لأنهم استثمروا لمحاولة حماية سكانهم وإعادة تشغيل اقتصادهم”.

في نيسان الفائت، انضمت سانوفي إلى شركة GlaxoSmithKline البريطانية للعمل على لقاح، على الرغم من أن التجارب لم تبدأ حتى، وأي علاج ناجح سيكون متاحًا في نهاية العام المقبل في أقرب وقت ممكن.

يتم تمويل المشروع جزئيًا من قبل هيئة البحث والتطوير الطبي الحيوي المتقدمة (BARDA) التابعة لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية.

لكن تعليقات هدسون أثارت غضبًا من جمعيات الصحة الفرنسية، على الأقل منذ أن استفادت سانوفي من عشرات الملايين من اليورو في الاعتمادات البحثية من الدولة الفرنسية في السنوات الأخيرة.

يذكر إنه في جميع أنحاء العالم، يتم حاليًا تطوير أكثر من 90 لقاحًا ضد Covid-19، ثمانية منها في مرحلة التجارب السريرية. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلا عن مسؤولين أميركيين أن قراصنة صينيين وإيرانيين يستهدفون بقوة الجامعات الأميركية وشركات الأدوية التي تعمل على اللقاح عبر هجمات إلكترونية ويبحث مسؤولون احتمال اعتبار ادارة الرئيس دونالد ترامب هذه الهجمات “اعلان حرب”.

من جهتها نفت بكين هذه الإتهامات، وقالت انها “تعارض بشدة جميع الهجمات الإلكترونية”، مستنكرة “استهداف الصين بالشائعات والافتراءات في غياب أي دليل”.