ووهان في مرمى كورونا مجدداً: هل تُغرق العالم بموجة أخرى؟

صورة لعاملين صحيين في ووهان (رويترز)
هذا المقال هو ضمن ملف "فيروس كورونا: جائحة تمتحن الأرض" من موقع "جنوبية" المهتم بنقل كواليس التطورات التي يحدثها فيروس كورونا المستجد حول لبنان والعالم. تبحث في التحليلات التي ترافق عمل الحكومات وخلفيات الأحداث التي استجدت في المشهد العالمي على وقع انتشار وباء كوفيد 19.

إلى ووهان دُر. تعود المدينة الصينية الشهيرة إلى الواجهة من جديد. كما كانت هذه المدينة المركز السياسي والاقتصادي والمالي والتجاري في وسط الصين، كانت محط أنظار العالم في 2020 بسبب فرضية حدوث اول اصابة بوباء كوفيد 19 على أراضيها.

ووهان، أو “شيكاغو الصين” كما تلقّب في أحد من ألقابها الكثيرة، تعتبر الرئة التي تنتفس فيها الصين، لكن هذه المدينة لم تعلم أن مرضاً يصيب الرئة سيحولّها يوما ما إلى مدينة أشباح على مدى 11 أسبوعا قبل أن تعود إلى الحياة من جديد.

هذا الأسبوع تصدرت ووهان المشهد مع ست إصابات جديدة سجّلها عداد فيروس كورونا المستجد، بعد 35 يوماً على تسجيل صفر إصابة داخلها، ما دفع السلطات الصينية إلى التحرك سريعا والإعلان عن إجراء ضخم جدا، تدور بعض الأسئلة حول صحته.

ماذا حدث من جديد؟

بعد أن دخلت المدينة إلى الحجر الصحي في 23 كانون الثاني الفائت، مما أدى إلى منع السكان من مغادرة المدينة والمدارس والشركات القريبة، أعادت السلطات فتحها تدريجيا في الثامن من نيسان.

سرى الأمر على نحو جيد، حتى يوم الإثنين في الحادي عشر عشر من أيار، حين أعلنت السلطات عن الإصابات الجديدة.

وقال مسؤولو الصحة في ووهان إن المجموعة الجديدة تضم اثنين من الأزواج في السبعينيات والثمانينيات وامرأتين تبلغ أعمارهما 46 و 29 عامًا ، وكلهم يعيشون في المجمع السكني نفسه.

عضو آخر في المجموعة هو رجل يبلغ من العمر 89 عامًا لديه ارتفاع في ضغط الدم وقصته مثيرة بعض الشيء. بدأ يعاني من أعراض مثل الحمى والقشعريرة في 17 آذار. وذكرت وسائل الإعلام الحكومية أنه بقي في المنزل، ولم يطلب الرعاية الطبية والعلاج الذاتي لمدة 10 أيام حتى اختفت الأعراض. بعد شهر واحد، فقد شهيته. تم نقله إلى مركز طبي واجراء اختبار Covid-19 في 6 أيار، وعاد بنتيجة إيجابية.

على الفور، أمرت السلطات الصحية كل منطقة في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة بتقديم خطة اختبار مفصلة بحلول يوم الثلاثاء لمنطقتهم. وستتطلب الخطط استكمال جميع الاختبارات في غضون 10 أيام!

11 مليون: هل ستفعلها الصين؟

 بحسب ما نقلت صحيفة “جلوبال تايمز” عن مسؤولين صحيين كبار، إن “اختبار المدينة بأكملها سيكون غير عملي ومكلفا”.

بينج زهيونج، مدير وحدة العناية المركزة في مستشفى زهوننان بجامعة ووهان قال أنه بدلا من ذلك كان من المحتمل أن يستهدف الاختبار العاملين في المجال الطبي، والأشخاص ذوي  المناعة الصعيفة وأولئك الذين كانوا على اتصال وثيق بحالات كوفيد 19.

إلا أن مديرا آخرا في جامعة ووهان قال أن نسبة كبيرة من سكان ووهان – حوالي 3-5 ملايين – قد تم اختبارهم بالفعل، وأن ووهان “قادرة” على اختبار 6-8 ملايين المتبقين في فترة 10 أيام.

على موقع التواصل الاجتماعي الصيني Weibo ، أثار الناس تساؤلات حول ما إذا كان مثل هذا العدد الكبير من الاختبارات يمكن إجراؤه في غضون أيام فقط. وتساءل أحد المتسخدمين كم سيكلف هذا الإجراء وقال “من المستحيل اختبار الكثير من الناس”.

كانت قد عادت الحياة تدريجيا إلى طبيعتها (رويترز)

هل تُغرق ووهان العالم من جديد؟

في الواقع، حتى الآن، ما زال الوضع تحت السيطرة إلا أن المخاوف من انتشار العدوى من جديد ما زالت القائمة، والدليل ما كشفته صحيفة “ساوث شاينا مورنينغ بوست” عن إقالة أحد المسؤولين في ووهان “بسبب تعامله مع الوضع” الصحي في المدينة.

وقالت حكومة المدينة إنه تم فصل مسؤول يدعى تشانغ يوشين من منصبه كأمين للفرع المحلي للحزب الشيوعي بسبب “سيطرته غير الكاملة على المرض” في المدينة.

وحول مستقبل المدينة، قالت لجنة الصحة “في الوقت الحاضر ما زالت ووهان تواجه ضغوطا هائلة للسيطرة على الوباء. وأضاف “نحن بحاجة إلى أن نضع في اعتبارنا دائمًا أنه يتعين علينا التحكم في كل من الحالات الجديدة من الخارج وكذلك الحالات المحلية، والحفاظ بشكل صارم على عد ظهور Covid-19”.

إضافة إلى ووهان دخلت شولان، وهي مدينة في مقاطعة جيلين شمال شرق الصين، في “وضع الحرب” بعد ارتفاع الحالات المحلية خلال عطلة نهاية الأسبوع وهذا ما اعتبره مسؤولون مؤشر جديد على عدم زوال الخطر.

كل هذه المؤشرات وضعت منطقتين كبيرتين في الصين على أهبة الإستعداد من جديد، منعاً لانتشار الوباء بوتيرة أسرع هذه المرة، خصوصا مع فتح البلاد في ووهان وعودة المدارس وغيرها من المؤسسات إلى العمل.