في تصريح لافت يظهر الاهتمام الاميركي بلبنان ويحذر من الحملة الرسمية التي تستهدف الحريات فيه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، لشؤون منطقة القيادة الوسطى “سانتكوم”، روبرت لودويك، إن “المساعدات الأمنية الاميركية للجيش اللبناني هي معيار أساسي للسياسة الأميركية في لبنان، بهدف تفعيل قدراته على حماية سيادة البلاد وحدودها، ومكافحة التهديدات الداخلية، وإفشال أي خطر إرهابي وأيضا المساهمة في إنهاض وبناء المؤسسات الشرعية الوطنية”.
وأضاف مايجور لودويك وردا على سؤال لـ”الحرة” عن موقف واشنطن حيال حركة التظاهرات الأخيرة التي تشهدها الساحة اللبنانية، أن “البنتاغون يشجع الأطراف اللبنانية كلها على الالتزام بضبط النفس، وخصوصًا القوى الأمنية اللبنانية على حماية حرية المواطنين بالتعبير عن الرأي واتخاذ التدابير اللازمة لصون الأمن والقانون”.
وقالت “الحرة” أن عمليات التعذيب والاعتقال والاختفاء القسري التي مارسها عناصر في مخابرات الجيش اللبناني بحق مواطنين في الأيام الأخيرة، قد أثارت أسئلة عما يدور داخل هذه المؤسسة العسكرية، التي يتهمها البعض بخضوع بعض مكاتبها لميليشيات حزب الله.
ولاحظت “الحرة” انه منذ بدء الاحتجاجات لبنان على خلفية الفساد والانهيار المالي، عمد عناصر حزب الله ومؤيدوه إلى الاعتداء على المعتصمين في الشوارع، وفض التظاهرات التي تنادي بمحاسبة الفاسدين ورحيل الطبقة السياسية، التي يشكل الحزب أهم مكوناتها.
وكانت لجنة المحامين للدفاع عن المتظاهرين في لبنان، أصدرت الأحد الفائت تقريرا يسجل انتهاكات ارتكبها عناصر من مخابرات الجيش في مدن طرابلس وصيدا وصربا، ضد 33 متظاهرا على الأقل، تضمنت جرائم الاختفاء القسري والتعذيب.
وفي سابقة خطيرة لم يتعرض لها قبلا الجسم الاعلامي اللبناني، شنّ اول امس الاثنين رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ حملة على موقعي “جنوبية” و”المدن”، بتهمة انتقادهما للحكومة والعهد وتغطيتهم تحركات الثوّار، بلغ حدّ تلويح محفوظ بتحويل الامر الى جرائم المعلوماتية، ليضرب بعرض الحائط مبدأ الحريات التي يفتخر بها لبنان عموماً، وحرية الإعلام خصوصاً المحمية في الدستور اللبناني.