في سلسلة التغريدات هذه، وضع رئيس مؤسسة أديان الأب الدكتور فادي ضو، بعض الملاحظات على ثورة 17 تشرين، مشيرا ان هذا الكلام قد لا يعجب البعض من الثوار، قائلا “الهدف من ذلك أكونأمينًا لهذه الثورة الوطنية المجيدة، أشارك هذه الأفكار لا للحكم على أحد، بل لفتح الحوار حولها، علّها تسهم في تزخيم النضال وتحقيق المرجو”.
وجاء في سلسلة التغريدات التالي:
رأى ضو ان الثورة حققت الهدف الأول وهو إسقاط الحكومة. واختار الثوار عدم المشاركة في الحكومة الجديدة، بل الاستمرار بالثورة مع الإبقاء على الهدف الأول: أي إسقاط الحكومة من جديد، حيث أنها مثل سابقاتها هي وليدة القوى السياسية ورهينتها، وإن لم يشترك الجميع فيها”.
واشار ضو، انه “ها هي الثورة تستعيد تدريجيًا زخمها الآن، ولكن لكي لا تتحوّل إلى محاولة هزيلة لإحياء 17 تشرين، أمامها ثلاثة خيارات أصبح ملحاً مناقشتها واعتماد واحد منها وما يترتب عليه من استراتيجية وتبعات:
- الثورة الشاملة بهدف إسقاط كل المنظومة الحاكمة واستلام الحكم
- تحوّل الثورة إلى قوة معارضة سياسية تضغط على المنظومة الحاكمة وتنافسها على السلطة
- البقاء في حالة الانتفاضة الشعبية غير المنظمة، بغية التعبير عن رفض الواقع الكارثي والانتقام من أدواته أشخاصًا ومؤسسات.
اقرأ أيضاً: الطريق إلى «الجنة» مُعبدة بثورة 17 تشرين المجيدة
- الخيار الأول لا يتحقق إلا بتعبئة الرأي العام وممارسة العصيان المدني والإغلاق الشامل للبلاد حتى إسقاط كل المنظومة الحاكمة وتسليم السلطة إلى مجلس انتقالي ينسّق مع الجيش والقوى الأمنية لضمان الاستقرار وإدارة المرحلة الانتقالية حتى تشكيل سلطة منتخبة ديمقراطياً. #أيثورةنريد
- الخيار الثاني يحتاج إلى مجلس سياسي للثورة يعمل باتجاهين: من ناحية الضغط الشعبي المستمر على السلطة الحالية لتبني قرارات تأخذ بالاعتبار مطالب الثوار اقتصادياً وسياسياً، ومن ناحية ثانية التحضير للمشاركة بالانتخابات النيابية المقبلة والسعي للفوز ديمقراطياً بالسلطة.
- الخيار الثالث يعني الاعتراف بفشل الثورة تحقيق أهدافها السياسية، والقبول بواقعها المقتصر على “انتفاضة” أو تحركات شعبية” غير موحّدة الأهداف، تعبّر عن غضب الناس العارم من الظلم ومن عدم قدرتهم على تغيير واقعهم الأليم.
وتابع ضو “بكل الأحوال لا يمكن أن تبقى الثورة مقتصرة على مبادرات متفرقة مهما عبّرت عن إبداع في الأفكار وإعجاب من الناس، لأنه بدون قيادة سياسية معلنة تستطيع تجيير غالبية الثوار نحو إستراتيجية موحدة سوف يفرض الخيار الثالث نفسه، وعندها تكون الثورة قد أخفقت في إنضاج نفسها سياسيًا”.
وفي الختام قايل ضو، “يبقى سؤال أخير: هل القبول بالعنف كوسيلة تعبير فيه تغطية على فشل الثورة منهجيًا وسياسيًا؟ صحيح أن لا أحد منّا يمكن أن يملي رأيه على الثوار، وصحيح أيضًا أن عنف أجهزة الدولة هو الأسوأ والمطلوب إدانته باستمرار. لكن السكوت عن العنف الشعبي يجرّ نحو عبثيّة تدفع الناس ثمنها.”