من يتابع الشأن الإعلامي في مصر، يدرك أن قطاع الإعلام الذي ينحى نحو قبضة شمولية تمسك بزمام القنوات التلفزيونية وتحولها إلى خطاب واحد قد قطعت الطريق على أي إنتاج عربي فني في مصر خلال الوقت الحالي، وهو ما أبعد شركات الإنتاج العربية عن السوق المصرية ودفع شبكة mbc إلى تصوير برنامج رامز جلال لهذا العام في دبي، وهو ما أبعد الرقابة المصرية عن متابعة عمليات تصوير الحلقات، لكن بدء عرض البرنامج على شاشة MBC مصر وتصدره التريند والأزمات المتتالية التي يسببها منذ بداية عرضه قبل أسبوع حولت البرنامج إلى قضية رأي عام.
فمنذ الحلقة الأولى لبرنامجه هذا العام “رامز مجنون رسمي” يستضيف رامز أحد المشاهير، ويجلسه على كرسي ويبدأ في تعذيبه سواء بالكهرباء أو بتحريك الكرسي في الهواء، طالب عدد من المسؤولين المصريين بوقف البرنامج.
وأصدرت نقابة الإعلاميين المصريين قراراً بوقف البرنامج ومنع بثه على أي وسيلة إعلامية داخل مصر، وفقاً لوسائل إعلامية مصرية.
وأكدت النقابة في بيانها، أن المرصد الخاص بالنقابة رصد عددا من الخروقات والانتهاكات التي تحدث بالبرنامج، مشيرة إلى تضرر الكثير من المواطنين من محتوى البرنامج.
وأضافت النقابة أن قرار إيقاف البرنامج يتفق مع المادة الـ10 من الدستور المصري، التي تنص على أن الأسرة أساس المجتمع قوامها الدين والأخلاق وتحرص الدولة على تماسكها واستقرارها، والمادة 51 التي تنص على احترام كرامة المواطن وحمايتها.
وأشارت النقابة في بيانها إلى أن “رامز جلال يمارس نشاطاً إعلامياً كمقدم برنامج على قناة أم بي سي هي موجهه للمجتمع المصري وتحمل اسم الدولة المصرية وبالبحث عما إذا كان المذكور مقيد بنقابة الإعلاميين أو حاصل على تصريح بمزاولة المهنة تبين أنه غير مقيد أو حاصل على تصريح لمزاولة مهنة الإعلام مخالفا ما نصت عليه المادة 2 والمادة 19 من قانون نقابة الإعلاميين رقم 93 لسنة 2016 “.
إقرأ أيضاً: مستشفى العباسية تصدر بيان ضد رامز جلال.. وتتهمه بالإساءة للمرضى النفسيين!
الجنون أين؟!
بعد بيان مستشفى العباسية للصحة النفسية الذي عدّ البرنامج مسيء للطب النفسي والمرضى النفسيين، طالب النائب المصري مرتضى منصور بوضع رامز جلال في مستشفى الأمراض النفسية، لحين التأكد من سلامته العقلية.
كما طالب مستشفى الأمراض النفسية التابع لوزارة الصحة، النائب العام والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بالتدخل الفوري لوقف البرنامج.
وقال المستشفى في بيان: “البرنامج يسيء للمجتمع المصري والصحة النفسية له، ويحمل كثيراً من العنف والتعذيب والسخرية والاستهانة بالضيوف والتلذذ بآلامهم، ويزيد من وصمة المرض النفسي، ويسيء للمرضى”.
بيان MBC
ردت قناة “أم بي سي” السعودية على هذا البيان، وأعلنت استمرار بث البرنامج في موعده، مؤكدة أن قرار نقابة الإعلاميين المصرية لا ينطبق على قنواتها لأنها مجموعة غير مصرية وتبث من الإمارات وفقاً للقانون المتبع هناك.
وأشار بيان القناة إلى أن البرنامج من إنتاج شركة مسجلة رسمياً وقانونياً في الإمارات، وتم تصويره في مدينة دبي، ويعرض على قنوات ” الأولى، مصر، المغرب”العراق”، وجميع هذه القنوات تبث من الإمارات إلى جميع دول العالم عبر الأقمار الصناعية المختلفة.
وأضافت القناة أن البرنامج يحظى بنسب مشاهدة عالية على القنوات والمنصات التي يعرض عليها، وأن هذه النوعية من البرامج حاضرة بقوة على الساحة العالمية وتتمتع بنسب مشاهدة عالية.
