مناجاة في زمن المعاناة!

الثورة اللبنانية

يروى ان أحدهم أتى معلم له يسأله عن حلٍ لمقتٍ ووهنٍ وذبولٍ في الحيوية أصابه في عمله، وعن انه ما عاد بمقدوره تحمل عبء الحياة التي يحيا، ألح عليه بأن ينصحه علَّ ذلك يسعفه أو ينقذه مما هو عليه من ضعف. نظر العالم الحكيم في أمره  متأملا وجهه المكفهر وجسده المرتجف، وقال بصوت واضح لكي يسمعه ولا يضطر لإعادة ما به قد نطق( نظرا للحاجة الملحة التي ينتظرها السائل)، اترك عملك هذا الآن أو اطرد نفسك منه فترتاح. ثوان هي كانت كافية لتتبدد العلامات التي كانت مرتسمة وتنتصب أخرى لا تشبهها، مضمونها يشيِّ بتعجب رافض لما قد تسرب متدفقا عبر السمع إلى العقل، ثم ليسعفه سريعا بعد ذلك لسانه عبر أوتار مجروحة في الحنجرةِ، تصدح في الغرفة لاءاته لا لا لا، تلك التي فيها أن كيف يكون حل ذلك كذلك؟ فهذا بالمطلق مستحيل! فما كان من المعلم إلا أن عاجله بقليل من الكلام الهادىء….. إذاً ما هي مشكلتك؟، مشكلتك الحقيقة أيها السائل الحائر تكمن في  كونك عاجزٌ عن إدارةِ أعمالك، ومتى عرفت الطريق عرفت الحل الذي فيها الراحة من التعب والسقم.

اقرأ أيضاً: دياب وسلامة «موظفان» يتبارزان.. أي منقلب سينقلبان؟!

سيف العدل

ما أطال النق عمرا ولا قصر من المسؤولية طول الشكوى، سمعنا بالأمس صوتا هاتفاً في زمن القهر أن هبوا املأوا الشارع بالثورة، وفات صاحبه أن البال منشغل بمن هم شركاءه في الحكم وبمن مثلهم وإن تركوا، غدا يظهر لك الغيب لكنك اليوم غافلٌ عما هو حاضر، القلب اضناه عشق المقام فهل يرضيك فعل من هم معك وقد شاركوا معهم بالظلم؟

ما أطال النق عمرا ولا قصر من المسؤولية طول الشكوى، سمعنا بالأمس صوتا هاتفاً في زمن القهر أن هبوا املأوا الشارع بالثورة،

ما أضيع اليوم الذي يمر بنا خفيفا كالسحر، فكم توال الليل بعد النهار، امشي التخبط ان هذه إلا شهوة الحكم، لا توحش النفس بالخوف من الغيب، فإن فعلت تساويت بالظلم مع من ظلم، لبست ثوب العفة ونسيت أن العفة لاتليق بمن هم اليوم معك، يا من يحار الفهم من قدرتك، أسكرتنا بالحرب على الفساد وبقيت مخلص في الطاعة للإثم، فكيف يغفر لك الناس وانت تخفي عنهم الحقيقية وتكتفي محقاً لربما بالنصف وتتغاضى عن من وجب أن يكون مسلطاً عليهم أيضاً سيف العدل.

علم اليقين

يا عالم الأسرار علم اليقين، ويا قابل الأعذار من البائسين، وكاشف الضر عن المحرومين، أعدنا إلى عدلك، فأصحاب الذكاء المنحرف لا يأتي منهم العدل إلا بعد فوات الأوان، إذ لا يجيب العدل من في كلامه جمال فالصدر ضاق بما لا يقال، المال ينساب أمامنا كاللعاب والايام مثل السحاب ولا حيلة يمكن لها بعد اليوم أن تشتت الفكر فقلها كاملة يا دولة الرئيس قبل أن تسد المنافذ ويحل الظلام، أدرك لماذا جئت ولا تكن كمن يطلب العون قبل أن ينام ويصحوا على طلب العون بالدعاء. كل ما في الاوطان من بلاء هو من صنعهم، فحذاري أن ترى القريب بديع ولا ترى في مداه منتهى أمرك، ولا تكن ممن يكتفي بكشف الضر ويعلن التوبة ووطنه يضام وفي طريقه ليصبح حطام، مسؤول انت أو إرحل، فلو يجاب الناس في دعواهم بمجرد القول أو الطلب لاستباح الناس دماء غيرهم دون حق. فإذا ما فاتتك الفطنة يوماً تذكر القول أن البينة  على من أدعى واليمين على من أنكر.

السابق
رياض عيسى لـ«جنوبية»: الشارع على موعد مع تحرّكات ضاغطة غير مسبوقة
التالي
انتقادات تطال «حارس القدس».. وقوع في التنظير وخلل في الحبكة!