حالة من التخبط تسود العراق في ضوء تكليف مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة العتيدة، في حين ان حكومة عبد المهدي المستقيلة برئاسة عادل عبد المهدي ما زالت تقوم باصدار قرارات متناقضة يطغى عليها النفوذ الايراني الذي يصارع للحفاظ على المكتسبات التي تحققت وتنامت بشكل متصاعد في السنة الماضية والوحيدة من عمر تلك الحكومة.
فقد أمر رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي، مطلع الاسبوع الحالي بإلحاق أربعة ألوية قتالية تحسب على المرجعية الدينية في النجف وكربلاء بالقائد العام للقوات المسلحة وفك ارتباطها إدارياً وعملياتياً بـ«هيئة الحشد الشعبي»، بعد خلافات مع جناح القائد الجديد لـ«الحشد» الموالي لإيران.
اقرأ أيضاً: «جنوبية» مرجع في دراسة قيمة.. تظاهرات لبنان والعراق تُجهض «الهلال الشيعي»!
والألوية الأربعة المشار إليها في كتاب رئيس الوزراء هي «لواء أنصار المرجعية» و«فرقة العباس القتالية» و«فرقة الإمام علي القتالية» و«لواء علي الأكبر» التي شكلتها العتبات الدينية في كربلاء والنجف بعد فتوى «الجهاد الكفائي» التي أطلقها المرجع الشيعي علي السيستاني في يونيو (حزيران) 2014، عقب صعود تنظيم «داعش» وسيطرته على أجزاء واسعة من محافظات غرب العراق وشماله.
مكتب رئيس الوزراء يرفض قرار رئيس الوزراء!
غير ان الناطق العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء عبد الكريم خلف المعروف بقربه من الفصائل الشيعية الايرانية، قال الجمعة، إن القائد العام لم يوافق على البيان الصادر بشأن انسحاب ألوية الحشد الشعبي التابعة للمرجعية الدينية من الهيئة.
وأشار خلف بالقول “نؤكد مرة اخرى على أهمية الحفاظ على وحدة الحشد وخضوع جميع ألويته للسياقات الانضباطية والعسكرية وأوامر القيادات العليا، شانها شان بقية القوات المسلحة. وهو ما اقتضى العلم والتنويه”.
ويؤخذ على رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي انه احاط نفسه بمساعدين ومستشارين مقربين من قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي اغتالته اميركا بطائرة مسيرة في مطار بغداد مع نائب رئيس الحشد الشعبي او مهدي المهندس.
سجال بين الحشد وفصائل المرجعية
وبعد ان هاجم قادة من الحشد الشعبي قائد لوا ء أنصار المرجعية حميد الياسري، بوصفه رمزا للالوية المنسحبة واتهموه بالخيانه، ردّ الياسري بقوة على منتقديه ووصفهم “بغير الموالين لأوطانهم”.
وقال الياسري في رسالة نشرتها وسائل إعلام تابعة للواء ” كنت وحيدا في ذلك الوقت وصفوني بالمروق عن الدين وحاولوا صلبي فوق خشبات الخيانة، اليوم أقولها ومعي الآلاف يرددون هذه العبارات في الساحات والشوارع، ومن أعلى المآذن، وفي المظاهرات، والاعتصامات وفي خدر المخدرات ومن دماء زاكيات طاهرات لـ 800 حر ثائر بوجه الفساد، كلنا نردد من يوالي غير وطنه لا دين له”.
يعزو مراقبون ان السبب الرئيسي الذي سرّع بقرار المرجعية سحب الويتها من الحشد، هو استياؤها زجّ الحشد في المواجهة مع الاميركيين من قبل الراعي الايراني
وجاءت الرسالة النارية، ضمن مسلسل السجال والجدل الذي أثاره إعلان انفكاك أليوية العتبات الدينية التابعة للمرجعية العليا عن هيئة الحشد الشعبي، على وقع تعيين “أبو فدك” لـ “أبو مهدي المهندس”.
و”أبو فدك” هو أبرز قيادات حركة حزب الله الموالية لإيران، حيث رفضت الألوية الأربعة الموالية للسيستاني قيادته لهيئة الحشد الشعبي، قبل أن يصدر رئيس الحكومة المستقيلة أمرًا ديوانيًا يربط تلك الألوية به مباشرة حلاً للخلاف.
اقرأ أيضاً: «لواء فاطميون».. ميلشيا أفغانية تتوسع في شمال وشرق سوريا!
إيران: انشقاق الحشد!
وعنون موقع إيراني حكومي خبر انسحاب ألوية حشد المرجعية من هيئة الحشد الشعبي مستخدماً مفردة “انشقاق” فيما تتوالى ردود الفعل على القرار الذي اتخذه قادة الفصائل الأربعة.
ونشر موقع قناة العالم الإيرانية التابعة للحكومة، بيان عبدالكريم خلف، الناطق العسكري باسم رئيس الحكومة، واصفاً الحدث بالانشقاق.
ويعزو مراقبون ان السبب الرئيسي الذي سرّع بقرار المرجعية سحب الويتها من الحشد، هو استياؤها زجّ الحشد في المواجهة مع الاميركيين من قبل الراعي الايراني، خصوصا وان المواجهة في تصاعد بين طهران وواشنطن في الاشهر المقبلة، وما سوف يرافق هذه المواجهة من مخاطر عسكرية لا تريد المرجعية ان تتحمل ولو جزءا من المسؤولية التي لا ناقة لها فيها ولا جمل.