«حزب الله» ينخرط بحرب إستخبارية «ناعمة» بعد «تصفية» أحد كوادره!

علي الأمين

في زمن الحرب على الكورونا، التي يخوضها لبنان حكومة وشعباً وأحزاباً، يبدو انه لا ينقص حزب الله” إنشغالات أمنية جديدة تستنزفه وخصوصاً في منطقة نفوذه جنوباً، وهو الذي يستنفر أقصى طاقاته السياسية والمالية والطبية وحتى العسكرية لتطويق تفشيه في ييئته. إلا أن ما حصل قد حصل.

إقرأ أيضاً: «حزب الله» يضع بري وفرنجية بمواجهة دياب وباسيل..لا العهد!

غير أن  عملية قتل الكادر في “حزب الله” علي يونس تثير تساؤلات عدة حول الجريمة نفسها داخلياً، وتوقيتها واسباب وقوعها، فضلا عن المنفذ لها، لا سيما ان عملية القتل وقعت في منطقة بين بلدتي زوطر الغربية وقاقعية الجسر في قضاء النبطية، هي منطقة تخضع لمراقبة امنية، لكونها قريبة جدا من مراكز تابعة للحزب في محيط زوطر.

الرواية التي راجت اخيرا من قبل “حزب الله” و”وكالة فارس الايرانية”، ان عملية امنية استهدفت المغدور يونس، الذي ينشط في الجهاز الأمني لحزب الله، واحد المهتمين بمتابعة ملف عملاء اسرائيل بحسب وكالة فارس، وهو استهدف من قبل جهاز “الموساد” الاسرائيلي كما رجحت مصادر قريبة من الحزب ، التي نفت ما شاع في منطقة النبطية عن ان يونس قتل من قبل احد رفاقه من عناصر الحزب  الذي كان الى جانبه في السيارة التي كانت تقلهما من زوطر قبل ظهر السبت المنصرم، واصدر “حزب الله” بيان نعي ليونس معتبرا اياه شهيدا. واعلن أن يونس ورفيقه تعرضا لكمين محكم ادى الى مقتل يونس وجرح رفيقه. ثم عادت المصادر واشارت الى وجود رفيق ثالث مع يونس كان هو من ابلغ قيادته بما جرى، ونفت ايضا ما قيل عن تعرض يونس لطعنات، واكدت ان مرافق يونس مصاب وهو حاليا في احدى المستشفيات.

وما جرى تسريبه واشاعته ايضاً، ان يونس كان وراء عملية الاغتيال التي طالت انطوان الحايك في المية ومية في ٢٢ اذار المنصرم، وهو الذي تردد انه كان مرافقا ل عامر الفاخوري اثناء توليه ادارة معتقل الخيام، وكان اغتيال الحايك وقع، اثر عملية الافراج عن الفاخوري من قبل القضاء العسكري ومغادرته لبنان بطائرة مروحية اميركية نقلته من السفارة الاميركية في عوكر.

هذه الرواية الأولّية التي شاعت لم يؤكدها احد، ولكن ربط عملية الاغتيال بنشاط يونس ضد العملاء بحسب ما رشح عن وكالة فارس و”حزب الله”، فتح المجال امام هذه الرواية، التي بقيت في اطار التكهنات والتقدير، في وقت نفت مصادر قريبة من “حزب الله” ما تردد عن دور ما ليونس في اغتيال الحايك قبل اسبوعين.

الخرق الأمني كما اكدت المصادر نفسها، بسبب أن العملية وقعت في منطقة يفترض انها مراقبة من قبل “حزب الله” ، وهو ان صحّ كما تؤكد المصادر، فهذا يدل على ان الجهة المنفذة وبالطريقة التي جرت، على قدرة امنية لا يستهان بها، فالقتل تمّ من خلال كمين، في منطقة امنية للحزب ، في وقت كان يمكن تنفيذ العملية عبر عبوة تفجر عن بعد.

وعلى رغم نفيّ الروايات التي راجت بشأن الاغتيال، سواء ما قيل عن خلاف شخصي بين المغدور ورفيقه، او عن خلافات داخلية ادت الى مقتل يونس، فان الرواية الحزبية التي تروج بشكل غير رسمي، تركز على ان ما جرى هو من فعل الموساد او جهة تابعة او متعاونة معه.

واذا كان “حزب الله” وجّه مسار التكهنات نحو اسرائيل، كما هي العادة حين يتعرض احد قادته او كوادره الامنيين للاغتيال، الا انها المرة الأولى التي يذهب فيها الى تحديد مهمة المغدور اي “ملاحقة العملاء” فهو لم يسبق له ان حدّد طبيعة الوظيفة التي يقوم بها من تم اغتيالهم من كوادره في السابق الى هذا الحدّ.

ويبقى ان “بيت القصيد” في موازاة هذه الروايات، هو أن “حزب الله”، عاد ليخوض حرباً أمنية  إستخبارية “ناعمة على تخوم الخط الأزرق مع “نفسه” وبالتالي مع “الموساد”،  تشهد خروقاً “لا ترتقي” إلى إنتهاك القرار 1701 في ظل الهدوء على الحدود. 

السابق
طلب من المصارف لفهمي.. والأخير يرفض!
التالي
5 مغتربين عائدين الى صيدا.. والبلدية تُعلّق!