
لم تتوان حكومة حسان دياب عن ارتكاب كل الموبقات السلطوية، على غرار كل الحكومات السابقة، والتي كانت ترمى على كاهلها المسؤوليات على اعتبار انها حكومات “وحدة” وطنية. اما الحكومة الحالية فذنبها اكبر كونها تنتمي الى مجموعة احزاب “اكثرية” قررت بالتكافل والتضامن تأليف هذه الحكومة.
هذه الحكومة التي لم تعد “مموهة” بعد تهديد الرئيس نبيه بري بالانسحاب منها، كشفها ثوار 17 تشرين الاول منذ اللحظة الاولى، انها حكومة الاحزاب الفاسدة في السلطات المتعاقبة نفسها، ولو لبست لباس التكنوقراط والاختصاصيين. فعند اول استحقاق تعيينات كشف “الاختصاصيون” عن “قرعتهم” وردوا الى “اصلهم” الحزبي وهذا ما سيوصلها حتماً الى السقوط والهاوية.

المهمة الاولى لدياب: القضاء على الثورة
وتقول مصادر في حراك 17 تشرين الاول ان المهمة الاولى لدياب، والتي على اساسها منحه “الثنائي الشيعي” التكليف والتأليف، هي القضاء على الثورة والثوار. وكذلك هي رغبة العهد وصهره جبران باسيل في التشفي من الحراك والناشطين قضائياً، وبسوط التوقيفات والادعاءات، والاستدعاءات الى المحاكم الجنائية وقصور العدل وفرع المعلوماتية في الامن الداخلي.
فهمي هو خريج تلك المدرسة العسكرية الامنية المخابراتية السورية التي انجزت 7 آب 2001 والتي يتغنى بها باسيل ولكنه يعود في كل مرة ويتذكرها ليمارسها سياسياً وامنياً وقضائياً على خصومه
الحرب على الثورة، التي اعلنها “الثنائي الشيعي” وحليفهما “البرتقالي”، بقيت في إطار الرسائل المحدودة واحتواء الناشطين وتطويعهم، بالاضافة الى رسائل امنية الى الثورة وخيمها، فكانت الغزوات عبارة عن رسالة ودرس بسيط عند كل مفصل. ابتداءً من استقالة الرئيس سعد الحريري، فكانت رسالة “شباب الخندق” الى الطريق الجديدة و جسر الرينغ وخيم ساحة الشهداء.

إقرأ أيضاً: ترهيب الإعلاميين مستمر وائل ضو يهدد رمزي عزام فجراً..«إعلاميون من اجل الحرية» يستنكر!
وتكررت الغزوات بعد تعثر تكليف الحريري، ورفضه تشكيل حكومة حزبية. واستمرت الغزاوت وحُرقت الخيم من بعلبك الى النبطية وصور وساحة الشهداء وطبعاً جسر الرينغ.
تبادل ادوار بين الاصيل والوكيل
ومع تشكيل حكومة دياب لم يعد من حاجة للاصيل، اي بلطجية الثنائي، في ظل وجود شرطة مجلس النواب التي تكفلت بما يلزم من بطش وقمع وسحل، ليأتي دور الوكيل حسان دياب ومعه وزير الداخلية محمد فهمي، هو خريج تلك المدرسة العسكرية الامنية المخابراتية السورية التي انجزت 7 آب 2001 ، والتي يتغنى بها باسيل، ولكنه يعود في كل مرة ويتذكرها ليمارسها سياسياً وامنياً وقضائياً على خصومه.

ما قام به دياب وبإيعاز من الثلاثي “حزب الله” و”حركة امل” و”التيار الوطني الحر”، رغم الصراخ بينهم حول التعيينات، وفق المصادر هو القضاء على الثورة، وتهريب هذه الخطة تحت جنح “كورونا”، وانشغال الثورة والثوار بالحفاظ على سلامة الناشطين واللبنانيين والتوقي من وباء “كورونا”، وليقوم دياب وفهمي بالغدر بهم واخذهم على حين غرة وفي عتمة ليل وتحت مرأى ومسمع الجميع.

مع تشكيل حكومة دياب لم يعد من حاجة للاصيل اي بلطجية الثنائي في ظل وجود شرطة مجلس النواب التي تكفلت بما يلزم من بطش وقمع وسحل ليأتي دور الوكيل حسان دياب ومعه وزير الداخلية
من “شيعة شيعة” الى “كورونا كورونا”، لم تتغير الممارسات ولا التسميات ولا الاهداف. ما تغير هو ممارسة الوكيل لمهام الاصيل بلباس رسمي وليس مليشياوياً. وساعتها يمكن للثنائي ان يخرج ويقول ان ليس له علاقة، ومن خرج لقمع الثوار وإزالة الخيم أتى من “الداخلية” وليس من الضاحية او الخندق!
محطات لاعتداءات على الحراك وخيمه: الثورة باقية
مر على ثورة 17 تشرين الاول من 17 تشرين الاول 2019 حتى 27 آذار 2020، العديد من القطوعات الامنية، حيث تعرضت للتكسير والحرق. وتعرض ناشطوها الى عصي وحجارة وقبضات انصار “الثنائي الشيعي” والذين يتدفقون غب الطلب من زقاق البلاط والخندق الغميق والضاحية والشياح.

وفيما يلي ابرز المحطات والاعتداءات على خيم ساحة الشهداء والعازارية:
- في 27 آذار 2020 وبأوامر مباشرة من وزير الداخلية عمدت قوات مكافحة الشغب الى تكسير الخيم فوق روؤس اصحابها وكسرت بعد ضربها المحتجين الذين حاولوا منعها من ذلك يد احد الثوار.
- وفي 18 كانون الثاني 2020 عمدت قوة من مكافحة الشغب على إحراق خيم المعتصمين في اللعازارية وسط بيروت بعد ان قامت بتكسيرها تحت انظار القنوات التلفزيونية ولا سيما قناة الجديد.
- وفي 11 كانون الاول 2019 اقدم مناصرون لـ”الثنائي الشيعي” على إحرق خيمة “الملتقى” في ساحة الشهداء على خلفية اتهام بالتطبيع مع العدو في احد الندوات!
- وفي 15 كانون الاول 2019 اقتحمت مجموعة كبيرة من منطقة الخندق الغميق، ساحتي الشهداء ورياض الصلح وقامت بحرق خيم الثوار، وضرب كل من يقترب منها بالحجارة.
- وفي 16 كانون الاول تجدد الاعتداء على الخيم اذ اقتحم شبان من الخندق الغميق، ساحة الشهداء، ومزقوا يافطات وشعارات الثورة وذلك اعتراضاً منهم على الوقفة التضامنية مع خيمة ” الملتقى”.
- وفي 16 كانون الاول 2019 أقدم عدد من الشبّان الذين توجّهوا من منطقة الخندق الغميق باتجاه ساحة الشهداء – وسط بيروت، على حرق عدد من الخيم، وسط انتشار واسع لعناصر القوى الأمنية. وذلك بعد انتشار فيديو قديم يسب فيه الرئيس نبيه بري ولم يكن له علاقة بمرحلة الحراك في تشرين الاول 2019.
- وفي 22 كانون الاول 2019 وقعت إشكالات عديدة بين متظاهرين في ساحة الشهداء، إحداها بالعصي، الأمر الذي دفع بقوات مكافحة الشغب والجيش للتدخل لفضّها. وحاول المعتدون اشعال قبضة الثورة في ساحة الشهداء ولم ينجحوا بذلك.
- وفي 22 تشرين الثاني 2019 اقدم مجهول فجراً على رمى مواد حارقة على مجسم قبضة الثورة، وقد اتى الحريق عليها بالكامل. ولاحقاً تم نصب واحدة اخرى غيرها في اصرار على استمرار الثورة.
- وفي 29 تشرين الاول 2019 هجم انصار “الثنائي الشيعي” من زقاق البلاط وخندق الغميق على المتواجدين في خيم في ساحة الشهداء . وحاول المعتدون اشعال قبضة الثورة في ساحة الشهداء ولم ينجحوا بذلك.
