إكتظاظ نهاري يستعجل «الكورونا»..وحظر ليلي لا يستمهل الجوع من البقاع إلى الجنوب!

التزام شبه تام بالحظر بقاعاً
حظر التجول الليلي لا يمنع الاكتظاظ النهاري، ولا يحد من إنتشار "كورونا" مع ارتفاع عدد الاصابات الى 391. في المقابل يعيش البقاعيون والجنوبيون حال اللبنانيين عامة، مرحلة جوع وفقر في ظل تقصير الحكومة ووزارة الشؤون الاجتماعية عن اغاثتهم. (بالتعاون بين "جنوبية" و"مناشير" و"تيروس").

دخل مساء اليوم حظر التجول المسائي حيز التنفيذ، لتدخل البلاد في مرحلة جديدة ستمتد الى 12 نيسان المقبل قد تكون قابلة للتمديد وفقاً لتطور الاصابات بفيروس “كورونا”.

وقبل سريان حظر التجول عند السابعة، سادت المناطق اللبنانية كافة حال من الفوضى والاكتظاظ مع شعور الناس بالحاجة الى التزود بالمؤن والغذاء، وهو الامر الذي سيؤدي الى الاختلاط النهاري الكثيف وهذا يعني المزيد من الاصابات وضحايا هذا الفيروس الخبيث.

ومع ارتفاع عدد الاصابات بـ”كورونا” 23 اليوم لتبلغ 391 وتسجيل وفاة جديدة ليصبح عدد الوفيات 8 ، ترى مصادر متابعة ان استمرار ارتفاع الاصابات، يؤكد ان تفشي الفيروس متواصل، وهذا يؤشر الى فشل سياسة الاحتواء بالتعبئة العامة الجزئية التي تحصل.

إقرأ أيضاً: بالفيديو: حركة أمل تحتل مجمّع الإمام شمس الدين.. «الكورونا» في الخدمة السياسية!

في المقابل يطرح تمديد فترة التعبئة العامة لـ15 يوم اضافية بلا خطة مواكبة، اسئلة عن دور الحكومة ووزارة الشؤون الاجتماعية في اغاثة المواطنين، ومن فقدوا دخلهم اليومي وقوت يومهم بسبب الازمة الاقتصادية اولاً، وثانياً بسبب التعبئة العامة واغلاق المؤسسات العامة والخاصة بلا تصور او مخطط، او حتى سلة غذائية يسدوا بها رمق الجائعين.

الحكومة غير واعية لما يجري وهي منفصلة عن الواقع وما اعلنته عن دراسات واستمارات وتحقيقات عن الاسر الاكثر فقراً تضييع للوقت ويتطلب اقله 3 اسابيع ووقتها “بيكون اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب”

ووفق المصادر لا يبدو ان الحكومة واعية لما يجري وهي منفصلة عن الواقع، وما اعلنته عن دراسات واستمارات وتحقيقات عن الاسر الاكثر فقراً، تضييع للوقت ويتطلب اقله 3 اسابيع ووقتها “بيكون اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب”.

في المقابل تقوم احزاب السلطة الثنائي الشيعي و”التيار الوطني الحر” بتوزيع حصص على المحازبين والموالين وذلك عبر البلديات فيما يُحرم منها باقي المواطنين من غير المحازبين في المنطقة نفسها. وهذه الحالة كانت محط شكوى من البقاع الى الجنوب.  

البقاع

وخلال جولة “مناشير” لاستمزاج الشارع البقاعي، تشخص عيون البقاعيين في قرى الاوسط والغربي خاصة ذات الغالبية السنية، نحو البقاع الشمالي وقرى البقاع الغربي ذات الغالبية الشيعية، في كيفية تحرك فريق “الثنائي” الشيعي تجاه جمهَورهما في لحظة مواجهة فيروس “كورونا”، وجمود القوى السياسية خاصة “تيار المستقبل” لمساعدة بيئته من تداعيات التعبئة العامة على واقع الناس المعيشية في ظل غياب وتملص الحكومة من واجبها.

ومناشدات الناس لاعلان الطوارئ في وقت وقوع حوادث امنية، كادت تشعل فتنة في البقاع الغربي.

حظر التجول الليلي بات ساري المفعول
حظر التجول الليلي بات ساري المفعول

حادثة كامد اللوز

ففي بلدة كامد اللوز في البقاع الغربي، بدا واضحاً تراخي للقوى الامنية والعسكرية بعدما اعتدت مجموعة من الشباب على ناشطين ومتطوعين اثناء قيامهم بفحص الحرارة لوافدين الى البلدة، والذي ادى الى تعارك بالايدي والحجارة. ما استدعى دخول ناشطين الي المستشفى وابلاغ القوى الامنية بالحادثة، ونتيجة تأخر القوى الامنية نحو 3 ساعات عمدت مجموعة “الزعران” الى اطلاق النار على ناشطين اخرين في البلدة، مما ادى الى سقوط ثلاثة جرحى. هذه الحادثة تركت حالة من البلبلة وسط البلدة والقرى المجاورة عن دور الجيش والقوى الامنية لضبط الامور في وقت جميع الناس محجورون في منازلهم.

البقاع الشمالي

وفي البقاع الشمالي بعلبك والهرمل لا يخفي مناصرو “حزب الله” ان توزيع المساعدات استنسابي “من معنا يعيش ومن ضدنا ليموت جوعاً”، فيتم تَوزيع مساعدات غذائية كفاية اسبوع، وتخضع هذه المساعدات لعملية غربلة دقيقة من “جماعة الحزب”، وبحسب عامر الناشط في حراك الثورة أن الحزب وزع حصص غذائية على مناصريه فقط، ولأن أرملة لا معيل لها صارحت أنها مع الثورة ومطالبها، رفض شباب الحزب مساعدتها بكرتونة، عند سؤال أحدهم قال “نحن مش كاريتاس اللي معنا بحقلوا واللي ضدنا خلي الثورة تساعده”.

فيما حسناء ترفض اي مساعدة من اي جهة كانت، وقالت “لا احد بريئاً،  المفترض أن  الحكومة هي التي تساعد الناس في هذه الظروف، لا أن تتملص من اعلان حالة الطوارئ كي تترك الاحزاب لتشتري الناس وسكوتها على سرقاتهم بكرتونة اعاشة”.  وهذا الوضع مشترك بين العشرات من البقاعيين في الهرمل ايضاً.

غياب المساعدات الحزبية في الاوسط

اما في البقاع الاوسط والغربي، يختلف الوضع حيث يرفع الاهالي الصوت لسؤال الحكومة وخاصة وزارة الشؤَن الاجتماعية التي لم يروا منها سوى إحصاءات، فيما البطاقات الغذائية والمالية أكثر المستفيدين منها هم مناصرو “حزب الله” و”حركة أمل”.

وعاتب عماد احمد الحكومة على ازدواجية معاييرها، والتكيف مع “حزب الله” في رفض اعلان حالة الطوارئ باعتباره هو الوحيد بين الافرقاء اللبنانيين القادر على اسكات جمهوره بعينات غذائية في ظرف صعب.

عراجي

وسأل النائب عاصم عراجي عبر “مناشير” اين :”المتمولين السُنّة لمساعدة الاهالي في هذه الظروف الاستثنائية الصعبة؟ وقال :”هناك من سرق الدولة ومنهم من سرق بيت الحريري وللأسف لم نر منهم اي مساعدة ان كان في طرابلس او في البقاع الاوسط”.

وشكّل وزير الزراعة عباس مرتضى لجنة للإشراف على تسويق المنتجات الزراعية والغذائية برئاسة مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود بغية المتابعة مع الجهات والإدارات والمؤسسات والمنظمات الدولية والهيئات المانحة، وزيادة كمية الصادرات اللبنانية الى الأسواق الخارجية.

عراجي: اين المتمولين السُنّة لمساعدة الاهالي في هذه الظروف الاستثنائية الصعبة؟ للأسف لم نر منهم اي مساعدة ان كان في طرابلس او في البقاع الاوسط

وعاودت لجنة العفو العام دعوتها للاعتصام، على الطريق الدولية في دورس عند مستديرة الجبلي قطعت خلاله الطريق الدولية في الاتجاهين  لمدة ساعة شارك في الاعتصام المفتي عباس زغيب، مخاتير، وفعاليات.

وبعث النائب انطوان حبشي عضو تكتل “الجمهورية القوية” رسالة تضامنية وضم الصوت الى المعتصمين، لأن وضع السجون يحتاج الى دراسة ولا يمكن لأحد أن يضمن عدم اصابة المساجين بفعل الاكتظاظ.

الجنوب

جنوباً، بدت حركة الناس على الطرقات شبه عادية، اما في داخل القرى والبلدات فكانت الشوارع خالية فيما تولى عناصر “حركة امل” و”حزب الله” مسؤولية منع الداخلين الى البلدات من الغرباء كما قاسوا درجة حرارة الوافدين من اهل البلدة.

“استعراض خيري”

وكثرت في الآونة الاخيرة في منطقة وقضاء صور ظاهرة “فاعلي الخير” و”الايادي البيضاء”، والتي باتت ظاهرة جنوبية في الاستعراض الاعلامي وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ومحط تباه بين الثنائي الشيعي والجمعيات والفاعليات التي تدور في فلك “حركة امل” و”حزب الله”.

وتحدث طبيب من إحدى قرى قضاء صور لـ”تيروس”: فقال:”الذي يريد ان يساعد عليه ان لا يحمل كاميرا للتصوير ابدا”.

وتابع :”اذا كان دعم الفقراء سيكون بهذه الطريقة فهذا يدل ان الجهة المانحة تريد ان تذكر الناس “بس تجوعو ما بيطعميكم غيرنا”.

فالأحزاب في الجنوب و البلديات غير صالحة لتتحمل مسؤولية إيصال المساعدات لكل الناس و ان كانت الدولة تريد تقديم إعانة للمواطن فلتقدمها له بنفسها. نحن المواطنون لا نريد شيء لا من البلديات و لا من الأحزاب”.

تبرير “حزب الله”

وبرر “حزب الله” على لسان محمد حمود من بلدة العباسية ومروان فران من مدينة صور، وقالا :” ان”ابراز المساعدات في الاعلام هو لتأكيد المصداقية لا الظهور والاستعراض”.

السابق
أول حالة «كورونا».. في الحازمية!
التالي
بعد القمع في ساحة الشهداء.. «لجنة المحامين للدفاع عن المتظاهرين» تستنكر!