
منذ إنطلاقة ثروة 17 تشرين، يتعرض الثوّار والناشطين السياسيين من خارج الطبقة السياسية الحاكمة، المتهمة بالفساد وهدر المال العام، للقمع والإعتقال والضرب والتعدي عليهم بكافة الأشكال بهدف ترهيبهم وتخويفهم وبالتالي إسكاتهم.
الطبقة نفسها، التي شاركها الحزب التقدمي الإشتراكي الحكم لمدى سنوات الى أن بات الحاكم الفعلي في المناطق الواقعة تحت سيطرته، تعرضت للمحامي الناشط واصف الحركة بسبب صفعات وجهها حركة لوزير الصحة الأسبق وائل أبو فاعور (وزير جنبلاط)، فهرول أبوفاعور إلى القضاء متقدّمًا بشكواه ضدّ الحركة على خلفية اتهام الأخير إياه بإرسال أدوية السرطان إلى السويداء خلال توليه مهام وزارة الصحة، ما تسبّب بانقطاعها عن المواطنين اللبنانيين.
إقرأ أيضاً: واصف الحركة «يُرنح» وائل أبو فاعور بالضربة .. «القضائية» !
ليعود أبو فاعور ويؤكد اليوم أن نقابة المحامين أعطت الإذن بملاحقة الحركة امام القضاء “بتهمة التشهير والقدح والذم” بالدعوى المقامة منه.
وقال أبو فاعور الذي نشر قرار النقابة على صفحته على فيسبوك:”شكراً لنقيب ونقابة المحامين على نزاهتهم، الحق يعلو ولا يعلى عليه”.
وكان الحركة قد رد على أبو فاعور بعد مناوشات على مواقع التواصل الإجتماعي، وتصريحات أبو فاعور التي تحدّى فيها الحركة أن تكون الأخبار عن إرسال أدوية الى السويداء صحيحة، وقال الحركة: “تحدى واجتزأ واختلق معركة وهمية، فيما المعركة الحقيقية هي في وزارة الصحة وكل الوزارات”، وتوجه إلى أبو فاعور بالقول: “يجب عليك التمييز بين الإخبار والادعاء، ونحن نعلم أننا في معركة فساد قوية جدًّا معكم، أنتم محصنون فيها بالفساد المقونن، الذي سلب القضاء سلطته وأخذ القوى الأمنية ورهن الموظفين بعلاقة زبائنية، ونحن محصنون فيها بقوة الموقف، ولن نتراجع عنها”.
إقرأ أيضاً: أدوية السرطان «المُباعة» في السويداء.. السبب في إدعاء أبو فاعور على الحركة!
واعتبر الحركة أن أزمة أبو فاعور “بعد لقائي أبناء راشيا ليست في ما قيل بل لأنه قيل في المكان الذي تعتبره مزرعتك التي تتصرف فيها كيفما شاء في السياسة، وأزعجك الحضور الواسع (قُدِّر بثلاثمئة شخص) الخارج عن الاصطفافات الطائفية والحزبية الضيقة وإجماعهم على مسؤولية كل أفرقاء السلطة عما وصل إليه البلد. أنا نفسي لم أتوقع هذه الحيوية في راشيا، وهو ما فاجأك، فالناس تكلمت عن فسادك وفساد كل المنظومة التي تنتمي إليها، وعندها جن جنونك، ربما لأن وليّ نعمتك كما يبدو قد ساءلك عما حدث عندك فوق (في راشيا).
أضاف: “كان 99 في المئة من الحديث في السياسة والصفقات وفساد السلطة كلًّا وأيَّ دولة مدنية نريد وفكر الشهيد كمال جنبلاط، أما مناصروك الثلاثة الذي أرسلتهم للدفاع عنك فكان همّهم شيئًا واحدًا، وأحدهم سأل: أنتم في الثورة تريدون نظامًا إنتاجيًّا لكن النظام الريعي أهم. إذا كنتَ تثقف عناصرك على الزبائنية فستخسر كل شيء. فعندها وجدت أن رمالًا متحركة تمشي تحت رجليك”، متوعدًا بأن “تكون ثورة 17 تشرين في كل الأماكن رمالا متحركة تحتهم”.
وقال الحركة: “أنا ألتقي الدكتور سكرية وكل الناس لمناقشة كل التفاصيل المتعلقة بكم، فهناك أدوية اشتُريت في آخر عهدك بـ106 مليارات ليرة” (وتم عرض مقابلة للنائب السابق إسماعيل سكرية مع قناة شهيرة يُسأله فيها المذيع: كيف دُفعت الـ106 مليارات؟ فيرد سكرية بأنه لا يعرف وعلى الوزير أبو فاعور أن يجيب). وسأل الحركة: “أين الـ106 مليارات؟ ولو سلّمنا بأن ليس أبو فاعور فقط هو المسؤول، فأين النيابات العامة لتحقق في أدوية فُقدت ثمنها 106 مليارات. ونحن نسأل هل تم شراء الأدوية من خلال مناقصة عامة واستدراج عروض؟ وهل أُخذ رأي ديوان المحاسبة؟ وهل وقّع مراقب عقد النفقات والمدير العام لوزارة الصحة بحسب المادة 7/211؟ إن الأمر الأكثر استغرابًا أن النيابات العامة لم تتدخل”.