التمرّد على «الحجر المنزلي» ينذر بعواقب «كورونية».. تلميذة «ضحية» الطائرة الإيرانية!

كورونا حجر منزلي

نبأٌ مُرعب حل أمس على اللبنانيين مع تأكيد وزارة الصحة وجود إصابة ثانية بفايروس كورونا المستجد في مستشفى رفيق الحريري، الهلع الذي عاشه اللبنانيون كان ليكون أقل حدّة لو أثبتت الدولة اللبنانية جدّيتها في وقاية المجتمع من الفايروس، أو على الأقل إتخاذ إجراءات أكثر صرامة مع المسافرين القادمين من دولٍ موبوءة، إيران كانت أو الصين أو إيطاليا أو أي دولة أخرى، فصحة اللبناني لا ترتبط بمحور كما ترتبط سياساتكم.

إقرأ أيضاً: إصابة ثانية.. هل يتفشى «الكورونا» في لبنان؟!

الهلع كان ليكون أقل حدّة لو أقدمت وزارة الصحة على فرض الحجر الإجباري على الـ147 راكباً، لا أن تتركهم على أريحيتهم يجوبون في قراهم أو بين جيرانهم وأطفالهم، لأنه على ما يبدو، فإن الرهان على “وعي” الشعب اللبناني خاطىء، والرهان على تحمله ذرّة من المسؤولية تُجاه شعبه، خاطىٌ أيضاً، إذ أثبت عدد من الركاب القادمين من إيران أنهم غير جديرين بالمسؤولية وسط الحديث عن إمتناع عدد منهم القيام بالحجر المنزلي وتمردهم على طلب وزير الصحة، بالإضافة الى إرسال أولادهم الى المدارس رغماً عن طلب الوزير عدم إرسال الأولاد للمدارس قبل 14 يوماً.

الرهان على “وعي” الشعب اللبناني خاطىء، والرهان على تحمله ذرّة من المسؤولية تُجاه شعبه، خاطىٌ أيضاً!

ففي حال قام المواطن الذي شُخّص أمس بالفايروس بالحجر الذاتي، هناك كثر غيره لم يقوموا بذلك،وعرّضوا مجتمع بأسره لخطر الإصابة بالفايروس في حال كانوا مصابين به وكان لا يزال في فترة الضمور أو الـ”incubation، لتشخص العيون نحو مناطق الجنوب التي عاد إليه عدد لا بأس به من ركاب الطائرة الإيرانية الموبؤة، ولعل هذه الحادثة خير دليل على التقصير والإستنسابية على طريقة مواجهة الحالات المشتبه بها أو المفترضة، بحسب مصدر معني وموثوق ” قام مدير إحدى مدارس صور بعزل تلميذة في ملعب المدرسة لأنها كانت قد صافحت منذ يومين قريبة زميلتها القادمة من إيران، فيما تُتابع  قريبة زميلتها حياتها كالمعتاد”.

نقيب الأطباء يُحذّر

في هذا الإطار، حذّر نقيب الاطباء شرف ابو شرف في حديث إذاعي من أنّه “غير مطمئن الى الاجراءات المتخذة لمواجهة الكورونا”.

وقال أبو شرف: “استناداً لما تشهده الدول الاخرى، فان عدد المصابين مرجح للارتفاع في لبنان”.

كما وأفادت مصادر لموقع جنوبية أن “الحديث عن الإجراءات السطحية التي تتبعها وزارة الصحة، توضع في خانة بث الإشاعات المغرضة فيما لا يشاهد اللبنانيون سوى  مؤتمرات عبارة عن حركة بلا بركة”.  

إن إصابة أحدهم بالفايروس لن يكون “وصمة عار” جديدة تُضاف الى سلسلة الوصمات الإجتماعية!

وبالتالي نحن أمام أرقامٍ ممكن أن تُفاجئنا في الأيام القليلة القادمة، ويرتفع فيها عدد المصابين أكثر فأكثر، وسط الإستخفاف والإستهتار الذي نراه من قبل الدولة وقلّة المسؤولية التي نراها من قبل من كانوا عُرضة لإلتقاط الفايروس الذين هم ضحايا جهلهم بالفايروس في الوقت عينه، وسط غياب خطة طوارىء مُحددة من قبل الدولة تُرشدهم حول الحجر المنزلي، وتُعلِمهم أن إصابة أحدهم بالفايروس لن يكون “وصمة عار” جديدة تُضاف الى سلسلة الوصمات التي يتنمر بها اللبناني على غيره!

(خاص جنوبية-تيروس)

السابق
ممرض إيراني يفضح النظام: في ليلة واحدة مات 8 مرضى.. إلى متى التستّر؟!
التالي
الثورة: إعادة تنظيم الصفوف