13 دقيقة من القصف الإسرائيلي المتواصل على سوريا، وحيث لم يعد نبأ القصف على العاصمة السورية دمشق بالحدث المفاجئ، لكن نوعية القصف من حيث استهداف شخصيات إيرانية بارزة كان لها ثقلها في الحرب السورية يفتح السؤال عن مصير إيران القادم في سوريا بعد تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي الأخير.
السيناريو ذاته يتكرر أصوات تهز العاصمة ويرتعب الجميع، صفحات الأخبار التابعة للنظام تسرع إلى روايتها المعتادة بالتصدي لأجسام غريبة في سماء دمشق، النظام يصدر بيان مقتضب حول الاعتداءات الإسرائيلية ونيران تستعر في القواعد الإيرانية في ريف دمشق.
الجديد هذه المرة أن الضربات الإسرائيلية بلغت عمقاً أكبر في الداخل السوري ليس على صعيد الامتداد الجغرافي والذي وصل إلى ضرب مطار التيفور العسكري في حمص نهاية العام الفائت، بل تطور إلى استهداف شحنات الأسلحة الإيرانية القادمة إلى سوريا فور وصولها إلى المطار. فقد دأبت إسرائيل خلال السنوات الفائتة على استهداف شحنات السلاح المتحركة برياً باتجاه قواعد عسكرية في الجنوب الغربي أو نحو الحدود اللبنانية، ليبدأ مؤخراً فصل جديد من التصعيد وهو استهداف شحنات الأسلحة فور وصولها إلى الأراضي السورية وبذلك جرى استهداف مطار دمشق الدولي عدة مرات والقاعدة الإيرانية للحرس الثوري في منطقة الكسوة بريف دمشق الغربي.
إقرأ أيضاً: قصف إسرائيلي على دمشق.. مقتل ضباط ايرانيين وسوريين!
وعلى ضوء ذلك جاءت ضربة الأمس قاصمة للوجود الإيراني في سوريا حيث أعلن عن مقتل الجنرال رضائي محمدي مدير شؤون نقل قوات الحرس الثوري الإيراني من قم الى جبهات حلب بغارة اسرائيلية على مدينة قدسيا، والجنرال “حاج حسين” القيادي في الحرس الثوري الإيراني ومسؤول تذخير القوات الإيرانية في سوريا وذلك إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزله في محيط مطار دمشق الدولي، كما أعلن عن مقتل ثلاثة جنرالات في الحرس الثوري الإيراني جراء قصف إسرائيلي استهدف اجتماع لهم في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق.
بل أن القصف تعدى ذلك إلى احتراق طائرتين من طراز انتنوف 72 كانتا تنقلان شحنات دعم عسكرية لقوات “الحلفاء” في فيلق القدس على جبهات إدلب حسبما ذكرت المصادر الإيرانية، حيث كانت ستنقل صباح الغد الى مطار النيرب، لكن الغارات الاسرائيلية الغادرة دمرتها بالكامل .
وجرى الاستهداف هذه المرة بعد وصول طائرة شحن لم يعلم بعد فيما إذا كانت وصلت من إيران أو من منطقة أخرى داخل الأراضي السورية. ليأتي القصف الجديد متواصلاً مع الضربة السابقة التي استهدفت اللواء 91 التابع للفرقة الأولى في محيط الكسوة، واللواء 75 في محيط المقيلبية غرب دمشق، ومواقع في منطقة جسر بغداد على طريق دمشق – حمص، والمطار الزراعي جنوب ازرع في محافظة درعا، وقتل على إثرها 23 شخصاً، هم: 15 من القوات الموالية لإيران بينهم 5 سوريين والبقية من جنسيات أجنبية من ضمنهم 3 إيرانيين على الأقل ممن قتلوا بالقصف الإسرائيلي على مواقع لهم بمحيط دمشق ودرعا، و8 من قوات النظام بينهم ضابط جراء القصف على مواقع تحوي بطاريات دفاع جوي بمحيط دمشق.
إذاً يدخل القصف الإسرائيلي على سوريا مرحلة لا تقل أهمية عن سابقاتها وسط تعقد المشهد الدولي بين جنوب مجهول المصير وشمال يتنازع عليه الحلفاء وشرق تفوح منه صفقات النفط لتبقى العاصمة وحيدة مسلوبة الإرادة ترتقب ضربة جوية جديدة.