على وقع الغضب الشعبي الذي يعم شوارع بيروت بمحيط مجلس النوّاب رفضاً لعقد جلسة غير دستورية، لإقرار موازنة مستنسخة عن موازنة 2019 وتحميل الحكومة الجديدة وزر موازنة لا يعرفون عنها شيئاً، وسط غياب للوزراء الجدد عن الجلسة، عقدت جلسة مجلس النواب اليوم الإثنين بحضور 64 نائباً بعد وصول نوّاب كتلة المستقبل في اللحظات الأخيرة.
إقرأ أيضاً: التوتر يعود الى أمام مجلس النواب.. إزالة الشريط الشائك ورشق بالحجارة
ووسط بلبلة أثارها النائب عن كتلة المستقبل محمد الجسر، مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي حول دستورية الجلسة، قال الجسر: “جلسة اليوم غير دستورية،وإن كنّا من باب الضرورة نشرّع فيمكن عندها لدياب من باب الضرورة ايضا استرداد الموازنة ولكن السؤال الاساسي هل يتبنى هذه الموازنة أو لا”.
ليرد برّي قائلاً: “عرفاً بمجرد صدور مرسوم التكليف ينتقل تصريف الاعمال للحكومة الجديدة والحكم استمرارية وحق التشريع مطلق لمجلس النواب ، والظرف استثنائي والحكومة أمامها 3 أو 4 أشهر لتثبت أنها ستقدم جديدا وتكتسب ثقة الناس”.
ليعود الجسر ويختم الجدل قائلاً: “العرف لا يغير النصوص الدستورية ولا مكان للاعراف في الدساتير”.
وفي تساؤل آخر لأحد النوّاب قائلاً: “أين الوزراء”؟ أجاب بري: “دياب يمثّلهم”. فأعاد النائب السؤال: “وإذا أردنا الاستفسار عن ميزانية وزارة ما”؟ فأجاب برّي: “كنعان بيجاوب”! مما يفتح جدل حول مدى إستقلالية الحكومة العتيدة!
دياب
من جهته، قال رئيس الحكومة حسان دياب رداً على نواب كتلة المستقبل بشأن ما اذا كان يتبنّى موازنة الحكومة السابقة: “لو لم نتبنى الموازنة لما حضرنا الجلسة اليوم”.
وقال: “لا شيء عادي في لبنان اليوم وتعقيدات الظروف الاقتصادية والمالية تملي علينا التصرف من منطق الضرورة والعجلة”.
أضاف: “ان الحكومة لن تعرقل موازنة اعدتها الحكومة السابقة واكتملت اجراءاتها”.
كنعان
من جهته، بدأ رئيس لحنة لجنة المال والموازنة إبراهيم كنعان بتشريح الموازنة قائلاً: “لبنان على مفترق مصيري على صعيد الوضع المالي برمته يتطلب اخراج الملف من دائرة التجاذبات السياسية وتسجيل المواقف الى العناية الفائقة”.
أضاف: “نحن أمام مشروع أعدّ قبل 17 تشرين الأول 2019 وشكّل بداية انتقال جدي من نهج كلاسيكي قائم على تأجيل الاصلاحات البنوية الى انطلاقة وإن خجولة لمسار إصلاحي”.
وقال: ” التفاهم مع مصرف لبنان وجمعية المصارف حصل قبل السابع عشر من تشرين الأول وفي حال عدم الالتزام بهذا التفاهم كان العجز سيرتفع إلى أكثر من 12.000 مليار ليرة”.
سعادة
اعتبر النائب سليم سعادة في جلسة الموازنة، “ان هذه الموازنة لا تتصدر المشهد اليوم إنما هي ثانوية وهي لقيطة بلا أم وأب وهناك مشكلة على صعيد الواردات والنفقات”.
وتساءل “كيف تفلس الدولة ومصرف لبنان والمصارف في الوقت نفسه؟ والجواب هو أن “التلاتي بفرد تخت”.
واشار سعادة الى انه في “ظل التشدد الذي نعيشه بتنا وكأننا نعيش في حكم شيوعي والأسوأ من 3 أسعار لصرف الدولار هو الفوائد”.
السيد
رأى النائب جميل السيد انه “من الجريمة اليوم أن تصدر الموازنة كما هي ونحن في حالة سريالية فوضوية غير مسبوقة لا ينطبق عليها اي نص دستوري قائم لا في لبنان ولا في أي بلد آخر”.
وقال: “لو كان هناك محاسبة ومراقبة لما وصل الوضع في لبنان الى ما نحن فيه ونحن جميعا ندفع ثمن ما جنته أيدينا”.
واعتبر انه “ليس من حق مجلس النواب أن يلبس الحكومة الجديدة ثوبا ليس لها”.
وقال: “كنت أتمنى لو أنه قبل هذه الجلسة كان لنا جلسات حول الأوضاع الراهنة في البلاد إذ هذا المجلس يمثل الناس”.
عون
اشار النائب الان عون في مداخلته في جلسة الموازنة الى انه عدنا “الى موازنة مع عجز” وقال: “وما قمنا به من تخفيضات بموازنتي 2019 و2020 بلغ حدوده القصوى بتقليص نفقاته ورغم ذلك لا يزال هناك عجز.
وتابع: “يجب الاعتراف بالمسؤولية المشتركة بين السياسيين والنظام المصرفي ويجب إنخراطه بالخطة الإنتاجية”.
وقال عون: “كل الكتل يجب أن تفكر في كفية تخفيض العجز الذي لا يزال الى حد ما كبيرا والموازنة مؤلفة من “الثلوث المحرم” وهو الرواتب وخدمة الدين والكهرباء”.
هذا وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن بري طلب من النواب عدم مغادرة الجلسة ليتم التصويت على الموازنة في جلسة واحدة. وتم خفض عدد طالبي الكلام.